أقوال علي بن ابي طالب - أعتزل الناس - YouTube
من أقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام - YouTube
ومما يوضح هذا أن الخالق لا بد أن يكون قادراً، وأن يكون قادراً بنفسه، لا بقدرة استفادها من غيره، ويمتنع أن يكون معه آخر قادر
سفينة البحار: 1/ 123
20 - قال أحدهم: ( هل كان علي ( عليه السلام)
من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه ؟ ، أم ملكوتياً ليحق
للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ ، لأي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان
غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم
من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من
فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة ،
وعلي (عليه السلام) غير ذلك). نبراس السياسة ومنهل الشريعة
للإمام الخميني: ص 17
في الحياة الحقيقية لا يوجد أبيض وأسود، لا يوجد خير مطلق وشر مطلق، اللهم إلا في حالات محددة جداً لا تحدث يومياً ولا نقابلها كل مساء، الحياة التي نعيشها فعلاً هي درجات متفاوتة من الرمادي، القصص ذات العبرة الأخلاقية لا توجد سوى في مجلات الأطفال ونحن هنا لا نعيش في ديزني لاند. ضمن وظائف الفن أن ينقل لك حياتك وحياة الآخرين، ويجلسك في كرسي وثير تشاهدها وأنت مطمئن خارج الأحداث ولست طرفاً في الصراع، الوظيفة الحقيقية للفن هو أن يفعل ذلك بجمال ونعومة، أن تستمتع عيناك وأذناك بما يحدث على الشاشة، لسنا في معتقل تعذيب هنا، والحياة مهما كانت غير عادلة إلا أنها –فعلاً– جميلة. يكمن في التفاصيل
إياد نصار، وحنان مطاوع في مسلسل هذا المساء
مسلسل «هذا المساء» الذي حصد تقريباً كل الأصوات الإيجابية والذي أشاد به الجميع يستحق فعلاً أن يكون أيقونة جديدة من أيقونات الدراما التليفزيونية، بغض النظر عن أن الموسم كان ضعيفاً بالأساس والمنافسة لم تكن شرسة، ولكن المسلسل كان على الأرجح سيحصد نفس النجاح حتى لو كان هناك من ينافسه، المسلسل مطبوخ على نار هادئة، كل التفاصيل معتنى بها، لم يقع في فخ الكروتة الذي وقع فيه الكثيرون، الديكورات، والراكور، والملابس، والإضاءة، وفلاتر الكاميرا، والموسيقى كل في موضعه تماماً، أما الشخصيات فموضوع آخر يطول شرحه.
تحميل مسلسل هذا المساء برابط واحد
هذا المساء.. كل مساء
أسماء أبو اليزيد، وأحمد داود في مسلسل هذا المساء
العناصر الحية هي الشيء الوحيد الذي يجعل جمال العمل الدرامي ظاهراً، دون ممثلين جيدين لن يكون للتقنيات أي فائدة، هذا بالطبع يتطلب خطوة أولى هي أن يكون رسم الشخصيات التي سيلعبها هؤلاء الممثلون متقناً، دون ورق جيد – كما يقولون في عالم صناعة الدراما – ودون أداء جيد سوف نرى صورا وكادرات جميلة فقط تصيبك بالملل بعد حلقتين على الأكثر هذا إن صمدت أصلاً. هنا الممثلون جميعاً يجعلون إيقاع العمل مثيراً وانفعالاتهم التي تتبدل كل مشهد تصيبك بالتخبط والحيرة وتجعلك أسيراً لانتظار الحلقة القادمة، ليس فيهم من تتعاطف معه تعاطفاً مطلقا وآخر تكرهه بجنون، كلهم درجات من الإنسانية تحويها داخلك وأنت نفس الشخص فتستطيع أن تجد مخرجاً منطقياً لكل تصرف تتصرفه الشخصيات على الشاشة. فترى في «أكرم» الذي لعب دوره «إياد نصار» الرجل الأناني الذي استغل مميزاته في إبهار عبلة كي يحظى بكل شيء، ولكنك في نفس اللحظة تراه متخبطاً حاول أن ينقذ زواجه من «نايلا» وصدته كثيراً، ترى «عبلة» الذي لعبت دورها «حنان مطاوع» بريئة ساذجة طيبة وتتعاطف معها بلا حدود، ثم تلومها حين رجوعها لضاحي وكأنها تختار أحسن الوحشين رغم أنها غير مضطرة لذلك، «نايلا» نفسها والتي لعبت دورها «أروى جودة» تراها حيناً متكبرة ومتصلبة الرأي وتتصرف بغباء وعنجهية، ثم تعود فيرق قلبك لها وتعذرها حين تعرف أنها تجاهد نفسها كي تعبر عن مشاعرها ولا تستطيع.
مسلسل هذا المساء
مسلسل «هذا المساء» هو المسلسل الثالث الذي يخرجه «تامر محسن» بعد «بدون ذكر أسماء»، و«تحت السيطرة»، ولكنه أنضجهم فنياً، يقول «تامر محسن» إنه «يعمل على المسلسل كمشروع وإن وظيفته ليست أن يضع الكاميرا ويقول أكشن، ولكنه يرى حلما ويعمل على تحقيقه مع باقي أفراد العمل المشاركين». كلامه هذا منطقي فعلاً، فمسلسل «هذا المساء» تحديداً من بين أعمال «تامر محسن» أشبه بالحلم، خاصة في انتقالات المشاهد بين الحارة الشعبية وبين الفيللا الكبيرة في الكومباوند، حركة الشخصيات وأغنيات الخلفية ومشاهد شوارع القاهرة، فعلاً كل هذا يشبه الحلم خاصة عندما تتفاعل مع مشاهد وأصوات تراها يومياً في حياتك بطريقة مختلفة، وكأن هناك من قام بتنقيتها حتى تناسب لا وعيك وتتسرب إليه دون أن تدري. هناك ألوان المشاهد أيضاً، فتلاحظ في الحارة الشعبية فلترا يبهت الألوان بدرجة طفيفة جداً، وكأن هناك غمامة من تراب تحيط بالأشياء، رغم الضوء الساطع للشمس والألوان الشاهقة، استطاع أن ينقل لك درجة خفيفة جداً من الغلب تغلف المشاهد، في حين أننا ننتقل إلى العالم الآخر حيث الفيللا الأنيقة والثراء الفاحش فنرى كل شيء أنقى، فلتر أزرق معقم يجعلك تشعر وكأنك غسلت عينيك في محلول مطهر فباتت الأشياء أوضح وأكثر حدة.
مسلسل هذا المساء الحلقة 5
وهكذا تتداخل الخطوط والشخصيات الرئيسة كلها تحت لوحة كبيرة من "الفضول" نحو شيء ما ونحو حياة أخرى ونحو رغبة في المعرفة، "شيطان الفضول حتى لو فتح باب جهنم" كما يقول المخرج تامر محسن نفسه (1). "سمير في مقابل سوني": في أحد المشاهد المهمة يذهب "سوني" إلى "تريكة" ويخبره بشكل مباشر أن الفتاة التي يحبها غير مخلصة ("مدوّراها" حسب حوار المسلسل)، وفي المشهد الذي يصدق فيه "تريكة" ذلك يسأله هل هو السبب فيرد "سوني" بالإيجاب: "كنت عايزني يعني أقف أتفرج عليك؟". هذا الموقف يمكن وضعه في مواجهة موقف "سمير" حين أخبر صديقه القديم أن زوجته تخونه عن طريق مكالمة مجهولة فأدى ذلك لمقتلها. "سوني" هو المقابل لـ"سمير"، الأكثر فجاجة في أخطائه، الأكثر جرأة ومباشرة و"ظهورا"، الأقل تغنيا بالفضيلة أو محاكمة الآخرين، هو انعكاس لتعامل مختلف مع خطيئة فضول مشابهة، لذلك فالصدام الأخير بينهما (في الحلقة 28) وقوله إن الفارق بينهما أنه "لا يضحك على نفسه" كان في مكانه بشدة. في مقارنة بسيطة بين نايلة وعبلة هي سيدتين أحدهما ابنة المجتمع الراقي والعالم الأزرق المحدد بالمللي، والأخرى صاحبة المطعم، السيدة الشعبية "الحرّة" كما تصف نفسها
"سوني في مقابل أكرم": طوال الوقت، منذ بداية الأحداث، يبحث "سوني" عن شخص يحبه بشكل حقيقي لكي يهرب من وحدته وجدرانه الأربعة، ويكون على استعداد للتغير تماما في حال وجد هذا الشخص (كما حدث في الحلقات القليلة التي خطب فيها تقى).
الموسم 1 الموسم 1 اجتماعي دراما المزيد مسلسل يرصد علاقات متشابكة بين شخصيات تنتمي لطبقات اجتماعية مختلفة، بدءا من أكرم المدير التنفيذي، وزوجته، مرورا بسائقهما سمير وغيرهم الكثير. أقَلّ النجوم: حنان مطاوع، إياد نصار، هاني عادل، محمد فراج، أروى جودة
أما «سمير» نجم المسلسل بجدارة بتعبيرات وجهه المرتبكة دائماً وملابسه المتحفظة وتسريحة شعره وشكل ذقنه، مواعظه التي يلقيها على مسامع أخيه وصديقه طوال الوقت ثم خطيئته التي لا يستطيع التخلص منها ويكفر عنها يومياً، يشعرك أحياناً أنه تضاد شخصية «سوني» وأحياناً أنه لا يختلف إطلاقاً ولكنه أكثر لؤماً فيجيد إخفاء شيطنته، ثم تعود وتقتنع أنه بالفعل مقتنع أنه شخص صالح. «أحمد داوود» أجاد تجسيد معاناتنا جميعاً في شخصية «سمير» المتخبطة الذي لا يعرف هل هو ملاك أم شيطان، ولكنه يتقبل كونه إنساناً ويمارس إنسانيته تلك بكل أحمال الذنب الذي لا يطيق حملها ولكنه مضطر. في المسلسل لا يوجد أضاد تبرز اختلاف بعضها البعض سوى «تقى» و«فياض»، الشر المطلق المتمثل في «فياض» المبتز المجرم الذي أجاد تجسيده تماماً «محمد جمعة» حتى أنك تشعر باشمئزاز حقيقي عندما تراه على الشاشة، وتشم رائحة أنفاسه وعطره الزنخ، و«تقى» أو «أسماء أبو اليزيد» المغلوبة على أمرها التائهة التي تكفر عن ذنوبها بأقسى الطرق وأشرسها، هنا فقط – تقريباً – تكون مشاعرك ذات بعد واحد إما كراهية أو تعاطف لا مجال للبين بين، وبنسبة ضئيلة جداً ضمن شخصيات المسلسل الذي يحاكي الحياة تماماً.