لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) قوله تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون قوله تعالى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر رفعت الشمس بالابتداء ، ولا يجوز أن تعمل لا في معرفة. وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية ، فقال بعضهم: معناها أن الشمس لا تدرك القمر فتبطل معناه. أي: لكل واحد منهما سلطان على حياله ، فلا يدخل أحدهما على الآخر فيذهب سلطانه ، إلى أن يبطل الله ما دبر من ذلك ، فتطلع الشمس من مغربها على ما تقدم في آخر سورة [ الأنعام] بيانه. وقيل: إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء ، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء. روي معناه عن ابن عباس والضحاك. وكل في فلك يسبحون تفسير. وقال مجاهد: أي: لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر. وقال قتادة: لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا. وقال الحسن: إنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة. أي: لا تبقى الشمس حتى يطلع القمر ، ولكن إذا غربت الشمس طلع القمر. يحيى بن سلام: لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة; لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها.
- وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ – سيدنا محمد
- «كلٌّ في فلكٍ يسبحون»
- وكل في فلك يسبحون - YouTube
- قصة عن تسامح الرسول - موضوع
- تعامل الرسول مع زوجاته| قصة الإسلام
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ – سيدنا محمد
وردت كلمة "فَلَكٍ" في القرآن الكريم مرتين: في قوله تعالى: "وَهُوَ الذِي خَلَقَ الليْلَ وَالنهَارَ وَالشمْسَ وَالْقَمَرَ كُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (سورة الأنبياء: 33)، وفي قوله تعالى ذكره: "لا الشمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا الليْلُ سَابِقُ النهَارِ وَكُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (سورة يس: 40). أما "الفلك" في اللغة العربية فهو المدار يسبح فيه الجرم السماوي، وجمعه: أفلاك وفُلُك. وفلك كل شيء: مستداره ومعظمه. والفلك من البحر: موجه المستدير المضطرب. والفلكة من المغزل: القطعة المستديرة من الخشب ونحوه تجعل في أعلاه، وتثبت الصنارة من فوقها وعود المغزل من تحتها. «كلٌّ في فلكٍ يسبحون». يقول الراغب الأصفهاني: والفلك مجرى الكواكب، وتسميته بذلك لكونه كالفلك. وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "تركت فرسي كأنه يدور في فلك" شبهه لدورانه بفلك السماء الذي تدور عليه النجوم
معنى الفلك
وأما "الفلك" في الاصطلاح العلمي فهو علم يبحث في الأجرام العلوية وأحوالها، وقد عرف عند العرب باسم "علم الهيئة" أو "أحكام النجوم" لأنه ارتبط بدراسة تركيب الأفلاك وأحوال النجوم السماوية وأشكالها وأوضاعها ومقاديرها وأبعادها.
«كلٌّ في فلكٍ يسبحون»
بل هي أفلاك مخصوصة، ومحددة، لتسبح فيها الكواكب والنجوم، جعلها الله كطرق ومسارات للنجوم والكواكب، فلا تصطدم الواحدة بالأخرى لأن لكلٍّ فلك يسبح فيه ولكلٍّ مسار يسير فيه ولكلٍّ قوة جذب تحدد علاقته بغيره، مثلما تحدد علاقة غيره به:
حيث (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس/ 40). وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ – سيدنا محمد. وهو ما يعني أنّ للأفلاك دورها في حفظ الكواكب في مداراتها، رغم أنّه لم يتحدث أحد من الفيزيائيين عن هذه الأفلاك كطرق أو مسارات للنجوم والكواكب، ولم يظهر أحد منهم أهميتها أو دورها كطرق ومسارات محددة لا يخرج عنها من يسبح فيها، وإذا ما خرج عنها نجم أو كوكب فهو هالك لا محالة. المصدر: كتاب التأملات في انتظام الأكوان وقوام الكائنات
[1]- حبك السماء: طرائقها. وفي التنزيل: والسماء ذات الحبك؛ يعني طرائق النجوم، واحدتها حَبِيكة والجمع كالجمع. وقال الفراء في قوله: والسماء ذات الحُبُك؛ قال: الحُبُك تكسُّر كل شيء كالرملة إذا مرت عليها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، والدرعُ من الحديد لها حُبُك أيضاً، قال: والشعرة الجعدة تكسُّرُها حُبُكٌ، قال: وواحد الحُبُك حِباك وحَبِيكة؛ وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: والسماء ذات الحُبُك؛ الخَلْق الحسن، قال أبو إسحق: وأهل اللغة يقولون ذات الطرائق الحسنة؛ وفي حديث عمرو بن مُرّة يمدح النبي (ص):
لأصْبَحْتَ خير الناس نفساً ووالداً *** رسول مليك الناس فوق الحبائِك
الحبائك: الطرق، واحدتها حبيكة، يعني بها السماوات لأن فيها طرق النجوم.
وكل في فلك يسبحون - Youtube
فقوله: ولا الليل سابق النهار أي: غالب النهار ، يقال: سبق فلان فلانا أي: غلبه. وذكر المبرد قال: سمعت عمارة يقرأ: ( ولا الليل سابق النهار) فقلت: ما هذا ؟ قال: أردت: سابق النهار ، فحذفت التنوين; لأنه أخف. قال النحاس: يجوز أن يكون النهار منصوبا بغير تنوين ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين.
تفسير القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
[١٠]
تعامل الرسول اقتصاديّاً واجتماعيّاً وعِلميّاً مع غير المسلمين
تعامل رسول الله مع غير المسلمين في حياته في شتّى المناحي؛ فقد تعامل مع اليهود بالشراء، والبيع، وتهادى مع غير المسلمين، وقَبِل هدية المقوقس، وهديّة كسرى. كما كان النبيّ عظيماً في تعامله مع جيرانه من المسلمين، وغيرهم، ومثال ذلك ما ورد سابقاً في قصّة زيارته للغلام اليهوديّ، إلى جانب أنّه أذن في تلقّي العلم عن غير المسلمين، والانتفاع به، كعلوم الطبّ، والزراعة، وغيرهما، وزارع يهود خيبر مقابل النصف من الناتج. [١١]
مبادئ الإسلام في التعامل مع غير المسلمين
الإسلام دين التسامح، وهو أساس العلاقة في التّعامل مع المسالمين من غير المسلمين، انطلاقاً من قول الله -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ؛ [١٢] أي أنّ معاملتهم قائمةٌ على البِرّ، والقِسط، والحوار بالحُسنى. قصة عن تسامح الرسول - موضوع. كما أباح الإسلام الأكل من ذبائحهم، وإقامة علاقات المصاهرة معهم، إلى جانب وجوب حمايتهم من أيّ عُدوان أو ظلمٍ يقع عليهم وهم في عهدِ ذمّة مع المسلمين.
قصة عن تسامح الرسول - موضوع
فهكذا كان هديه عليه الصلاة والسلام في تعامله مع غير المسلمين حتى إن الإجارة عقد من العقود في الشريعة الإسلامية إذا قام بها أحدهم لزم الباقين الوفاء بها مع المشركين قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}.. وقال صلى الله عليه وسلم: (لقد أجرنا من أجرتي يأم هانئ)، وأمر سبحانه بحفظ العهود والمواثيق فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} وقال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ}. وإن مما قرره أهل العلم في جواز التعامل مع الكفار ما يلي: 1 - جواز التعامل معهم في البيع والشراء وتبادل المنافع التجارية. تعامل الرسول مع زوجاته| قصة الإسلام. 2 - الاستفادة من خبراتهم في الأعمال التي ليس عند المسلمين من يقوم بها. 3 - عقد المعاهدات معهم إذا كان فيه مصلحة للمسلمين.
تعامل الرسول مع زوجاته| قصة الإسلام
سورة الحجرات/ 13. وقد كرَّم الله عموم الناس لمعنى الآدمية التي فيهم، فقال سبحانه: ( ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيِّبات وفضَّلناهم على كثيـر ممن خلقنا تفضيلا). سورة الإسراء/ 70. وتكريم الإنسان هذا لا يحدُّه زمان ولا مكان، سواء كان حيَّاً أو ميتاً. ومما روي في تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع غير المسلمين، وتكريم الأحياء منهم، ورحمتهم والعطف عليهم، حتى لو كانوا مذنبين ـ وذلك من أجل الإنسانية التي فيهم ـ أنه مرَّ بأسير في وَثاقه، فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: ما شأنك؟ قال: إني جائع فأطعمني، وظمآن فاسْقني، فأمر له النبي – صلى الله عليه وسلم – بقضاء حاجته. تعامل الرسول مع غير المسلمين. رواه مسلم. أما تعامله – صلى الله عليه وسلم – مع غير المسلمين من غير الأحياء، وتقدير إنسانيتهم، فيدل عليه ما رواه البخاري ومسلم أن سهل بن حنيف وقيس بن سعد كانا قاعديْن بالقادسية، فمُرَّ بهما بجنازة فقاما، فقيل لهما: إنها جنازة غير مسلم، فقالا: مرَّت برسول الله – صلى الله عليه وسلم – جنازة فقام لها، فقيل: إنها جنازة يهودي! فقال: أليست نفْساً!.
[10] الثريد: هو أن يثرد الخبر بمرق اللحم، وقد يكون معه اللحم، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 9/551، وابن منظور: لسان العرب، مادة ثرد 3/102. [11] فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لما فيه من تيسير المؤنة وسهولة الإساغة، وكان أَجَلَّ أطعمتهم يومئذ، انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 6/447. [12] البخاري عن أبي موسى الأشعري: كتاب الأنبياء (3230)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة y، باب في فضل عائشة (2446). [13] هي السيدة زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها. [14] فترت أي: كسلت عن القيام في الصلاة. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 3/36. [15] تعلَّقت: أي استمسكت به. وفي رواية مسلم: "أمسكت به". [16] البخاري: كتاب أبواب التهجد، باب ما يُكره من التشديد في العبادة (1099)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب أمر من نعس في صلاته... (784). [17] يحجزه: أي يمنع أبا بكر من ضربها ولطمها، انظر: العظيم آبادي: عون المعبود 13/234. [18] أبو داود (4999)، وأحمد (18418)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. [19] صدائق خديجة: أي أصدقائها، جمع صديقة وهي المحبوبة. انظر: المباركفوري: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي 6/159.