Post: #8
Date: 02-26-2013, 06:41 PM
Parent: #7 يا جني.. مولانا دفع الله على قيد الحياة.. متعه الله بالصحة والعافية.
هل نُزعت البركة من الدكتور كمال أبو سن!
ومِن الأسبابِ الجالبة للبركة: السلام يا عباد الله، الذي قصَّر فيه كثير من الناس، أصبح السلام للخاصَّة، ولِمَن يعرفون، وهذا من علامات الساعة التي أخبر النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم عنها «يكونُ في آخِرِ الزمان تسليمُ الخاصَّة»، وسلام الخاصة: ألاَّ يُسلِّمَ المسلمُ إلاَّ على مَن يعرف.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « يا بُنَيَّ، إذا دخلتَ على أهلِك فَسلِّم، يَكْنْ سلامُك بركةً عليك وعلى أهل بيتك ». هل نُزعت البركة من الدكتور كمال أبو سن!. هذه بعضُ الأسباب العامَّة، نسأل اللهَ عزَّ وجلَّ أن يُوفِّقنا لها، بارك الله لي ولَكُم في القرآن العظيم، هذا الدُّعاء الذي ندعو، فيه بركة، بارَكَ لي ولكم في القرآن العظيم، إذا بارَكَ الله في سَمْعِك، لا تسمع إلاَّ خيرًا، إذا بارَكَ الله في نظرِك لا تَرى به إلاَّ خيرًا، وإذا بارَكَ الله في لسانِك، لا تنطقُ ولا تقول إلاَّ خيرًا. إذا كنتَ مباركًا كنتَ كالغَيْث؛ أينما وقع نفع، أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُوفِّقنا للأسباب الجالبة للبركة. أيُّها الكِرامُ: هناك أسبابٌ خاصَّة ببعض الأمور، مثل أسبابِ البركة في الرِّزْق، سواءٌ كان هذا راتبًا، أم غيره، فمِن ذلك القناعة والرضا بعطاء الله، اسمعْ يا عبد الله، اسمع إلى مَن تشتكي من قلَّة الراتب، أو قِلَّة الدَّخْل، أو لَم ترضَ بما قَسَم الله لك، اسمع إلى قولِ نبيِّك وحبيبك صلَّى الله عليه وسلَّم قال عليه الصلاة والسلام: « إنَّ الله تبارك وتعالى يَبتلِي عبدَه بما أعطاه، فمَن رضي بما قَسَم الله له، بارَكَ الله له فيه ووسَّعَه، ومَن لم يرضَ لم يُباركْ له فيه » (والحديث صحَّحه الألباني).
ونحن نقول إذا كان الإنسان مطالبا بحفظ لسانه، وضبط كلامه، فهو كذلك مطالب بحفظ بنانه.. وإذا كان الإنسان سيحاسب على ما يقول فإنه أيضا سيحاسب على ما يكتب. فاتقوا الله عباد الله فيما تقولون وفيما تكتبون؛ فإنكم والله عليه محاسبون وبه مؤاخذون، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.. ونتاج أقلامهم وأصابعهم. ما النجاة
فإن قال قائل أو سأل سائل: ما النجاة؟
قلنا قد جاء عقبة بن عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها..
ففي المسند وغيره.. أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك. عن عقبة ابن عامر قال: قلت:[ يا رسول الله، ما النجاة؟. قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك]. (رواه أحمد وغيره). وقال عليه الصلاة والسلام في وضوح تام: [ من صمت نجا](متفق عليه). وفي حديث معاذ الطويل، قال له في آخره: [ ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: بلى، قال: أمسك (أو كف) عليك هذا، فقال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ!! وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟](رواه الترمذي وقال حسن صحيح). وقال لأبي ذر: [ عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما تجمل المتجملون بمثلهما](قال الطحان: صحيح).
أملك عليك لسانك
وقد قال-صلى الله عليه وسلم-لمعاذ: بعد أن ذكر أموراً كثيراً من أمور الإسلام ألا أُخبرك بِمِلاكِ ذلك كُلِّهِ قال: قلتُ: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: كفَّ عليك هذا قلتُ: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون لما نتكلم به؟ فقال-عليه الصلاة والسلام-: وهل يكبُ الناسَ في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتِهم. امسك عليك لسانك والزم بيتك. فلذلك يجب على المسلم أن يحافظ على لسانه من أن يقول ما لا يُرضي الله-عز وجل- وأن يدقِّقَ ويعدَ النظرَ في ما يقوله وفي ما يتلفظ به فإن العبد أحياناً يقول كلمة لا يحسب لها حِساباً تكون عند الله جُرماً عظيماً وإثماً كبيراً وهو لا يعلم
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: " إن العبد لَيتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُّ بها إلى النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب " [متفق عليه]. وهناك عدد من الألفاظ قد درجت على كثيرٍ من ألسن الناس هي من قبيل الشرك بالله-عز وجل- أو من قبيل المعاصي ولكنهم لا يعلمون لذلك سأنبه على عددٍ من تلك الألفاظ أما من أشكل عليه شيءٌ أو لفظٌ شكَّ فيه فليسئلْ أهل العلم
وليقلْ خيراً أو ليصمتْ. فمن تلك الألفاظِ أن يقول الإنسان ما شاء الله وشئتَ أو لولا الله وفلان أو مالي إلا الله وأنت أو عند الله وعندك أو نحوُها من الألفاظ فإن ذلك كلَّه لا يجوز وشرك بالله-سبحانه وتعالى- لذلك أمر النبي-صلى الله عليه وسلم-أصحابَه أن يقولوا ما شاء الله ثم شئت وعن ابن عباسٍ أن رجلاً قال: ذلك فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: " أجعلتني للهِ نِدَّاً بل ما شاء اللهُ وحدَه " [رواه النسائي].
تحميل كتاب أمسك عليك لسانك ل كاتب غير محدد Pdf
إن الأمور التي تثير عجب الإنسان في هذه الدنيا كثيرة، ولكن أعجب العجب هو كيف لقطعة لحم صغيرة لا يتجاوز طولها بضع سنتمترات قليلة، تتحرك حركاتٍ محدودة، قد تفرق بين المرء وزوجه، وتطرد مُعيلاً من عمله، وتفسد على الإخوة علاقتهما، وعلى الأصدقاء ودّهم، ولا تقتصر في خطورتها على ذلك، بل تتعداها إلى أن تكسر خاطراً وتدمر مستقبلاً. هذه النتائج الكارثية كلها لم تكن بسبب سلاح نووي قد انفجر، أو كيماوي قد انتشر، بل بفعل لسان لم يكن في قلب صاحبه رادعٌ يمنعه من أن يخوض فيما لا علاقة له به، ولا طائل له من ورائه. مخاطر اللسان رغم أن اللسان لا يملك قدرات اليد والرجل في البطش، إلا أن جزءًا عظيمًا من كبائر الذنوب مرتبط به، بدءاً من الكذب الذي يخدع به الإنسان غيره بعد أن كان مصدقا له واثقاً به، فيضلله ويبعده عن الصواب، وقد يؤدي ذلك لأن يفقد الذي كُذب عليه الثقة في جميع من حوله. أملك عليك لسانك. وكذلك من كوارث اللسان شهادة الزور، تلك الشهادة التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، وتجعل أناساً ينامون باكين، وقد ظُلموا ونزعت حقوقهم من بين أيديهم، وآخرين ينامون وقد أكلوا حقاً سيوردهم المهالك يوم القيامة. وإليك كارثة أخرى، وهي الغيبة التي يمحو بها المغتاب صوراً جميلة منطبعة في قلوبنا لأناس لم نتعامل معهم، ذاكراً لنا نقائصهم وعثراتهم، وقد طُبِعنا جميعاً على النقائص والعيوب، فإن فشت الغيبة بيننا فلن يصافح أحد أحداً، إذ يصبح حينها في قلب كل واحد منا شيء على صاحبه، وما وقر في القلب يصعب محوه.
الحمد لله صاحب القدرة الباهرة، والعزة القاهرة والعظمة الظاهرة.. خلقنا تراب، ومن هذا التراب وهبنا هذه النضارة، وهذا الحسن، وذلك الجمال.. من التراب أسمعك الله بعظم، ومن التراب بصرك الله بشحم، ومن التراب أنطقك الله بلحم { وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}(الذريات:21)، { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ}(الروم:20). أشهد ألا إله إلا الله.. شرف الإنسان على سائر المخلوقات والحيوان بنعمة الللسان والكلام والبيان.. خلق الله أممًا شتى، وجعل لكل أمة لغة، ولكل قوم لسانًا، ولكل قبيلة كلامًا، فسبحان من وسع سمعُه الأصوات، ولم يعجزه اختلاف اللغات { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم:22). وأشهد أن محمدا عبده، ورسوله إلى خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعه على نهجه واقتفى أثره، واهتدى بهديه..
بين لنا صلوات الله عليه وسلامه فضل اللسان وحسناته،وخطره وآفاته.. تحميل كتاب أمسك عليك لسانك ل كاتب غير محدد pdf. وأنه عضو صغير ولكنه خطير جد خطير.. مع دقته وصغره، إلا أنه مع القلب أعظم الأعضاء خطرًا، وأكثرها شأنًا وأثرًا، فهو إما أن يقود صاحبه إلى الجنة والرضوان، وإما أن يقوده إلى الجحيم والنيران [ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم].