تمتلىء قصص صحابة النبي صلى الله عليهم وسلم بالأحداث الشيقة والمهمة، ولعل شهر رمضان يكون أفضل وقت للحديث عن سيرتهم العطرة. "الطريق" كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك ستعرض قصة صحابي جليل، كان له دور في صنع التاريخ الإسلامي؛ وشخصية اليوم هو سيدنا علي بن أبي طالب. اقرأ أيضا: موعد إعلان نتائج اختبارات القبول بالجامعات للعائدين من أوكرانيا
علي بن أبي طالب في الجاهلية
تعددت الروايات في تحديد السنة التي وُلد فيها علي -رضي الله عنه-، كما يأتي: رُوي عن ابن إسحاق أنّه وُلد قبل البعثة بعشر سنواتٍ، وهو ما رجّحه ابن حجر العسقلاني. ورُوي عن الحسن البصري أنّه وُلد قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنةً. استشهاد علي بن ابي طالب. وكان النبي قد تكفّل بعلي بعد أن أصابت قريش في إحدى السنوات أزمةٌ شديدةٌ تضرّر الناس بسببها، وكان أبو طالب كثير الأولاد، فأتاه النبي مع العباس؛ ليكفل كلٌّ منهما أحد أبنائه، فيُخفّفا عنه ضيقه؛ فكَفِلَ العباس جعفر، وكَفِلَ النبي عليا الذي آمن به بعد بعثته. اقرأ أيضا: «التعليم» تكشف خطة الوزارة لزيادة عدد مدارس التكنولوجيا التطبيقية بمصر
إسلام علي بن أبي طالب
ذكر ابن إسحاق أنّ عليّا بن أبي طالب دخل على النبيّ ذات مرّةٍ وهو يُصلّي مع السيّدة خديجة، فسأله عن ماهيّة تلك العبادة، فبيّن له أنّها من شعائر الدين الذي اصطفاه الله لعباده، وأرسل به رسوله، وعرض عليه الإيمان برسالته؛ بتوحيد الله، والتبرُّؤ من الأصنام، فتردّد علي في القبول، وأراد أن يستشير والده في ذلك، فكَرِه النبيّ انتشار خبر الدعوة قبل أن يُعلنها بنفسه، فخيّر عليا بين الإسلام، أو كتم الأمر وعدم إعلام أحدٍ به.
- كيف استشهد علي بن أبي طالب - موقع مصادر
كيف استشهد علي بن أبي طالب - موقع مصادر
أمّا
النّاس، فأحاطوا بالمسجد،
ودخلوا على أمير
المؤمنين، وهو يشدّ رأسه
بمئزره، والدّم يجري على
رأسه ولحيته، وهو يقول:
هذا ما وعد الله ورسوله،
وصدق الله ورسوله..
قال الرّاوي: فاصطكّت
أبواب المسجد بالنّاس،
وضجّت الملائكة بالبكاء،
وهبّت ريح سوداء مظلمة،
ونادى جبرئيل في السّماء،
بصوت يسمعه كلّ قائم
ومستيقظ، وهو يقول:
(تهدّمت والله أركان
الهدى، وانطمست أعلام
التّقى، قتل ابن عمّ
المصطفى، قتله أشقى
الأشقياء).
ونادى علي: عليكم به، وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله، وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس، وُمسك ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبيرة بن أبى وهب فصلى بالناس صلاة الفجر، وحمل على إلى منزله، وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف بين يديه وهو مكتوف - قبحه الله - فقال له: أى عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلى. قال: فما حملك على هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه. فقال له علي: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله. ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به. فقال جندب بن عبد الله: يا أمير المؤمنين إن مت نبايع الحسن؟
فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر. استشهاد الامام الحسن بن علي بن ابي طالب. ولما احتضر على جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها. وقد قيل: إن آخر ما تكلم به: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7]. وقد أوصى ولديه الحسن والحسين بتقوى الله والصلاة، والزكاة، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عن الجاهل، والتفقه فى الدين، والتثبت فى الأمر، والتعاهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واجتناب الفواحش.