من الضروري جدا، وكما كانت تطالب هذه النخب - منذ زمن - بالحريات، أن يمنح "الحمقى" - فيما لو صح وصفهم - حقهم في التعبير، وطريقة المخاطبة وكيفيتها، سواء أكانت جادة أم غير ذلك، طالما لم تكن هناك تعديات على الآخرين وحقوقهم وحرياتهم، ولكل شخص حريته في اختيار ما يقول، ولأي منهجية يتبع، وبغض النظر عن نوعية المحتوى. وفي النهاية للمتلقي الحكم الأخير، في أن يتابع أو يمتنع، أن يقبل أو يرفض، وطالما أن هناك من جعل للحمقى شهرة، فيعني أن لهم جماهيرَ يروجون لبضاعتهم، قد لا تكون منهم، أو لا تعرفهم، أو لا تفهم لماذا! لكن، ليس من حقك سلب شهرتهم، أو محاولة التشكيك في هذا الاستحقاق. لا تجعلوا من الحمقى مشاهير - رقيم. في النهاية، وشأن كل الأشياء، الاستحقاقات الحقيقية تبقى، أما الطارئة فتزول، لذلك لا تنشغلوا بالآخرين، واتركوا للآخرين مساحاتهم للتعبير، وللجماهير معاييرها في الاختيار، وتابعوا ما يناسب ذوائقكم، فالعروض كثيرة، والخيارات متنوعة. أما من يقرر أن يتابع من يعتقد أنهم حمقى، ويصر على ذلك، فأرى أن هذا الفعل يندرج تحت ما يعرف ب"المازوخية".. "مازوخية الإعلام الجديد"! والسلام.
خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( لا تجعلوا من الحمقى مشاهير ...) | مقالات | الجارديان المصرية
مقارنة ظالمة
بينما رأى الإعلامي منصور المريسي أنّ المقارنة بين المثقفين والمشاهير الحمقى غير موضوعية، وأنّ المثقف سيشعر بالعجز عن المنافسة لأنه سلك سبيل المفاضلة والمقارنة مع أولئك السذج -على حد وصفه-، وعليه أن لا يقارن نفسه بهم بل عليه أن يقارن بين أمسه ويومه، فمتى كان يومه أفضل من أمسه تفوق على نفسه وعلى الآخرين.
لا تجعلوا من الحمقى مشاهير – 3Rd Grade
مشهد أصابني بالغثيان والغصة. خالد درة يكتب : بالعقل أقول ...( لا تجعلوا من الحمقى مشاهير ...) | مقالات | الجارديان المصرية. مالذي قدمته تلك الحمقاء لتنال رضا واستحسان العامة بهذه الطريقة؟ وبماذا تزيد عنهم ليشعروا بأفضليتهان ويتسابقون على كسب الرضا؛ بالحضور وإرسال الهدايا والدعوات الفاخرة و… الخ " وماذا عن الإعلانات التي تقدمهاظ! كذب خداع تدليس ولأن معلوماتي بالجمال لا بأس بها، ولكن ما تقدمه من مستحضرات قبل المكياج وأثناء المكياج وبعد المكياج منتجات بأسعار خيالية لا فائده منها سوى تحقيق أرقام قياسية لشركات التجميل، وخداع قطيع النعاج الآتي ليتابعها. إذن نعود إلى مبدأ الكذب والخداع والتدليس مقابل المال، وماذا عن كميه الرفاهية والاهتمام بالمظهر حد الفحش والفجور والاهتمام بالشركات العالمية والترويج لها وكأن من يتابعهم أثرياء أبناء أمراء، لوهلة تشعر وتشعرين بحزن وعدم رضا وسخط وأنتَ وأنت ِ تتابعينهم وهم يجولون البلاد لربما في اليوم أكثر من بلد يلبسون فرساتشي، ويروجون لجوتشي ويحتسون ما لذ وطاب من أشهى وأغلى مطاعم العالم، ويتسكعون في عواصم البذخ والموضة والرفاهية، يأكلون ويشربون ويسافرون ويلبسون بالمجان دون أدنى جهد!. ما يحدث مع الشخص الطبيعي الذي يتعب، ويشقى لينال قوته وقوت أولاده أنه يصاب بالحسرة والغصة وأحيانا الاعتراض على حكمة الله في توزيع الأرزاق!
لا تجعلوا من الحمقى مشاهير - رقيم
(4) إن الوقت في حياتنا ثمين لدرجة أننا سنسأل عليه يوم القيامة فماذا نضيعه في أشياء لا تفيد سواء عقلنا أو جسدنا أو حياتنا أو علاقاتنا، هذا لا يمنع أن هناك أناس تصنع محتوي جيد ومفيد لنا ولكنهم غير مشهورين لا يجري وراهم أحد وهذا يعكس ثقافة المجتمع أننا نجري وراء كل شيء ساذج ونهمل كل شيء مفيد؛ لذلك تجد أعلى المشاهدات تكون للأشياء الساذجة وتجد شيء له قيمة في أواخر القائمة هكذا يختلف من مجتمع لمجتمع والأمثلة ليس في الواقع الافتراضي فقط بل الواقع الحقيقي. (5) لنضع حدًا لهذة المهزلة التي تزداد يومًا بعد يوم ونختار من نتابع بعناية فائقة لتحسين حياتنا وفكرنا وعلاقتنا بالناس وبأنفسنا ونبدأ بأختيار ما يساعدنا في تنظيف حياتنا من الشوائب التي تتدخل علينا؛ أميتوا السفاهة بالسكوت عنها.
سلمان الحنيفات
لقد باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبراً لمن لا منبر له من خلال بث هرطقات ولقاءات ومنشورات باهتة لا لون لها ولا طعم، بحيث تجعل الجماهير تتابعهم وتعلق على محتوياتهم الفارغة من النسيج الاجتماعي وعاداتنا وتقاليدنا التي هي من صلب ديننا الحنيف.
قبل أيام احتفل شاب اسمه مصطفى صديق، والشهير بـ"إكشوان إكنوان" بحفل زفاف أسطوري حضره فنانون ومشاهير. قصة مصطفى تعود إلى الفترة التي انتشر فيها مرض إنفلونزا الخنازير في المغرب، حينها أدلى الشاب بتصريح عفوي لإحدى المواقع الالكترونية ونطق بعبارة "إكشوان إكنوان" عوض "H1N1"، فأصبح بين ليلة وضحاها نجمًا تتسابق الميكروفونات على تصريحاته، وتتعقبه كاميرات الصحافيين في حياته العامة والخاصة! الشاب مصطفى مثال للعشرات من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، والقاسم المشترك بين هؤلاء أن نجمهم سرعان ما يخفت، فيعودون في أسابيع قليلة إلى نكرات، ويسقطون من برج "التريند" إلى ما كانوا عليه، فيأتي آخرون ليعوضوهم. تجعل السوشال ميديا الحياة الشخصية سلعة تباع وتشترى في سوق دون حسيب ولا رقيب، وعلى قول المدونة المغربية فرح أشباب، فإن الفراغ والجهل هما المولدان الأساسيان للتفاهة في عصر الثورة الرقمية. وقد انصاع الجميع لهذه التفاهة التي تجلب أكبر عدد من نقرات الإعجاب، وباتوا ينتجونها ويستهلكونها. وتنتشر هذه التفاهة بسرعة، لأنها "مثل الوجبات السريعة، التي تلقى إقبالًا كبيرًا، فقط لأنها سهلة التحضير ولا يلزمها وقت كثير لتنضج، مثلها مثل المحتوى الهزيل الذي بات يملك قاعدة جماهيرية كبيرة فقط لأنه سهل الهضم ولا يستوجب إعمالًا للعقل"، على قول فرح أشباب.