أوضح الشيخ سليمان الماجد، حكم التصدق أو الدعوة للمنتحر. وقال الشيخ خلال برنامج " يستفتونك " المنتحر عاصي ولكن لايمنع أن يصلى عليه ويدعى له مهما كبرت المعصية والذنب وترجو أن يغفر الله ذنبه. وأضاف: ويجوز أن ندعو ونتصدق له مهما كان الذنب الذي ارتكبه. ● تنويه لزوار الموقع ( الجدد):- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا
ليصلك كل ماهو جديد و حصري.
أرشيف الإسلام - الرقائق - فتوى عن ( هل يمكن أن يغفر الله للمنتحر )
وأما قوله صلى الله عليه وسلم عن ربِّه تعالى في حق قاتل نفسه (حَرَّمْتُ عليه الجَنَّة) فهو من الباب نفسه، فالتحريم تحريمان: تحريم مؤبَّد وهو تحريم الجنة على الكفار والمشركين والمنفقين فلا يدخلونها البتة، وتحريم مؤقت، وهو تحريمها على العصاة من المؤمنين مع أول الداخلين، فهو تحريم لفترة من الوقت ثم يدخلونها وتكون مستقرّاً لهم. والحاصل من ذلك كله أن المعصية بقتل الإنسان نفسه لا تخرجه من ملة الإسلام، ولا توجب له الخلود في النار، كخلود الكفار والمنافقين والمشركين ولذلك يجوز الدعاء له والترحم عليه حتى. قال ابن خزيمة رحمه الله: "كلُّ وعيد في الكتاب والسنَّة لأهل التوحيد: فإنما هو على شريطة، أي: إلا أن يشاء الله أن يغفر ويصفح ويتكرم ويتفضل فلا يعذب على ارتكاب تلك الخطيئة، إذ الله عز وجل قد خبر في محكم كتابه أنه قد يشاء أن يغفر ما دون الشرك من الذنوب في قوله (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء).
ونُقِلت أخبار صحيحة عن النبي، عليه الصلاة والسلام، أنه لم يصلِّ على بعض المنتحرين ، لكنه لم ينهَ الصحابة عن الصلاة عليهم، ولا الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة. الحالة الوحيدة التي لا يعتبر فيها الانتحار ذنبًا هي الإصابة بمرض عضوي أو نفسي يفقد الشخص القدرة على الوعي والتمييز، فيكون حينها مرفوعًا عنه القلم بالتعبير النبوي. ما قد لا يعرفه الكثيرون أن هناك أيضًا ما يعتبر إجماعًا على أن المنتحر ليس كافرًا خارجًا من الملة، طالما مات مسلمًا لا يشرك بالله أحدًا. وهو بين يديْ الله، إما يغفر الله له برحمته، لسابق أعماله الصالحة، بعد أن ينال قسطًا من العذاب لما جنتْه يداه، وإما كتب عليه الخلود الأبدي في عذاب النار، ولذا فالمنتحر – على عكس الشائع بين الناس – بحاجة إلى الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وتجوز الصلاة عليه لعدم وجود نهي قاطع عن ذلك، بل في صحيح مسلم رواية عن معاصرٍ للنبي عليه الصلاة والسلام، مرض مرضًا عضويًا بعد الهجرة إلى المدينة، فلم يطِقْ صبرًا على تحمل المرض، فقتل نفسه، ثم رآه صديق له في المنام في هيئة حسنة، وأخبره – المنتحر – أن الله غفر الله لسابق هجرته، فحكى الصديق ذلك المنام للرسول، عليه الصلاة والسلام، فأقره ودعا للمنتحر بالمغفرة.