فتبسم ضاحكا من قولها تفريع على ما تقدم، فلا حاجة إلى تقدير معطوف عليه، أي: فسمعها فتبسم، وجعل الفاء فصيحة كما قيل. فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا. ولعله - عليه السلام - إنما تبسم من ذلك سرورا بما ألهمت من حسن حاله وحال جنوده في باب التقوى والشفقة، وابتهاجا بما خصه الله تعالى به من إدراك ما هو همس بالنسبة إلى البشر، وفهم مرادها منه. وجوز أن يكون ذلك تعجبا من حذرها وتحذيرها واهتدائها إلى تدبير مصالحها ومصالح بني نوعها، والأول أظهر مناسبة لما بعد من الدعاء. وانتصب (ضاحكا) على الحال، أي شارعا في الضحك، أعني قد تجاوز حد التبسم إلى الضحك، أو مقدر الضحك بناء على أنه حال مقدرة، كما نقله الطيبي عن بعضهم.
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 19 - سورة النمل
﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) { وتبسُّم سليمان من قولها تبسم تعجب. والتبسّم أضعف حالات الضحك فقوله: { ضاحكاً} حال موكدة ل { تبسَّم} وضحك الأنبياء التبسّم ، كما ورد في صفة ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما يقرب من التبسّم مثل بدوّ النواجذ كما ورد في بعض صفات ضحكه. وأما القهقهة فلا تكون للأنبياء ، وفي الحديث " كثرة الضحك تميت القلب " وإنما تعجب من أنها عرفت اسمه وأنها قالت: { وهم لا يشعرون} فوسمته وجندَه بالصلاح والرأفة وأنهم لا يقتلون ما فيه روح لغير مصلحة ، وهذا تنويه برأفتِه وعدله الشامل لكل مخلوق لا فساد منه أجراه الله على نملة ليعلَم شرفَ العدل ولا يحتقِرَ مواضعه ، وأن وليّ الأمر إذا عدل سرى عدله في سائر الأشياء وظهرت آثاره فيها حتى كأنه معلوم عند ما لا إدراك له ، فتسير جميع أمور الأمة على عدل.
سبحان الله! قد يظن ظان ان الخيرَ في الرزق والمال! لا والله وكلا بل السعادة سعادة القلب
والرزق قادم إليك لا محالها
قال أحد السلف: عندما علمت أن رزقي لن يأخذه غيري أطمأنت نفسي
فكم من أشخاص كانوا على حالهم البسيط يحمدون الله ويشكرونه دائما بل ما ان تأتي الاجازة
الا وهو وعائلته في مكة!! وعندما فتح الله عليه!! نسي مكة ومن عليها..
وصار السفر دائما إلى فرنسا وغيرها!! ويحسب ان هذا من نعمت الله عليه
ونسي أن الابتلاءَ قد يكون بالفقر وقد يكون بالغناء
واذا أصبته مصيبة رجع لله عزوجل وبمجرد أن تذهب المصيبة كفر بنعمة الله عزوجل { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا
مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}. تأمل حفظك الله! قال في تيسر العزيز الحميد: في بعض الآثار الإلهية: إني والجن والإنس في نبأ عظيم، أخلق ويعب
د غيري، وأرزق ويشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرهم إليَّ صاعد، أتحبب إليهم بالنعم،
ويتبغضون إلي بالمعاصي.