إذا تأملنا في الجسد البشري فسنجد تعقيدًا في تصميمه أيما تعقيد!! ، فكل عضو وكل جهاز يقوم بوظيفته على أكمل وجه في تجانس تام مع الأعضاء والأجهزة الأخرى
تناولنا في الحلقات السابقة الإبداع الإلهي في خلق الخلية الحية وفي تخليق الجنين وتهيئة الظروف له ليخرج إلى النور، وفي تلك الحلقة سنتناول بالتأمل والتحليل بديع صنعه عز وجل في أجسادنا وما تشمله من أعضاء وأجهزة معقدة مصداقًا لقوله تعالى ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون﴾} الذاريات:21 {. إعراب قوله تعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون الآية 21 سورة الذاريات. إذا تأملنا في الجسد البشري فسنجد تعقيدًا في تصميمه أيما تعقيد!! ، فكل عضو وكل جهاز يقوم بوظيفته على أكمل وجه في تجانس تام مع الأعضاء والأجهزة الأخرى، بل إن كل مكون من مكونات الجسم البشري به العديد من التفاصيل؛ هذا التعقيد إنما يدل على حكمة ولطف الخالق سبحانه، وإليكم أمثلة على ذلك: الجـــلـــد: يحتوى جلد الإنسان على خمسة ملايين جهاز حساس للألم!!! ، و200 ألف جهاز حساس للحر، و500 ألف جهاز حساس للحس والضغط!! ، كما أن له فوائد عامة منها: أنه يحفظ الجسم من العوامل الخارجية الضارة مثل الجراثيم. يمنع ماء الجسم والذي تبلغ نسبته 70% من جسم الإنسان من النفاذ إلى الخارج مما يمنع حدوث الجفاف.
- تفسير وفي أنفسكم أفلا تبصرون [ الذاريات: 21]
- إعراب قوله تعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون الآية 21 سورة الذاريات
- وفي أنفسكم أفلا تبصرون
تفسير وفي أنفسكم أفلا تبصرون [ الذاريات: 21]
صورة لعين بشرية فتبارك الله أحسن الخالقين
إعداد أحمد فتحي شعبان
مدرس أحياء و جيولوجيا
يقول الحق تبارك وتعالى ( وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً) (سورة الأنعام: من الآية 61) و يقول سبحانه أيضا" (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) (سورة الطارق: 4) " سورة الطارق:آية(4) وإذا نظرنا لتفسير المفسرين القدامى منهم لوجدناه كالتالي:
إن كلّ نفس لَعَليها حافظ من ربها، يحفظ عملها، وَيَحْصِي عليها ما تكسب من خير أو شرّ. وبنحو ذلك ورد في تفاسير مختلفة ما نصه:
عن ابن عباس، قوله: «إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ» قال: كلّ نفس عليها حفظة من الملائكة. عن قتادة، قوله: «إنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْها حافِظٌ»: حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك إذا توفيته يا بن آدم قبضت إلى ربك. وفي أنفسكم أفلا تبصرون الإعجاز العلمي. وقوله تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} أي كل نفس عليها من الله حافظ يحرسها من الآفات كما قال تعالى: {لَهُ مُعَقّبَـٰتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ}. {إن كل نفس لما عليها حافظ} يحفظ عليها أعمالها الصالحة والسيئة، وستجازى بعملها المحفوظ عليها. قال تعالى: {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}.
وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين. اللهم اجمع كلمة المسلمين، ووحد صفوفهم، وخذ بأيديهم لما تحبه وترضاه. اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور، واهدنا سبل السلام، ووفقنا لكل خير. اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن من خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ردنا إليك رداً جميلاً. اللهم أصلح شباب المسلمين، ووفقهم، وارض عنهم. اللهم كفر عنهم سيئاتهم، وأصلح بالهم، واهدهم سبل السلام يا رب العالمين. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وفي انفسكم افلا تبصرون الاعجاز العلمي. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
إعراب قوله تعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون الآية 21 سورة الذاريات
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل وجوده من الأدلة على موجده ومصوره العليم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يخلق ما يشاء ويختار، ويصور خلقه في الأرحام كيف يشاء بأسباب قدرها، وحكم دبرها، أعطى الذكر الذكورية والأنثى الأنوثية، والماء واحد، والجوهر واحد، والوعاء واحد، واللقاح واحد: ( الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[آل عِمرَان: 6]. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أخبر عن المرسوم الإلهي الذي يلقيه إلى ملك التصوير، حين يقول: "يا رب أذَكَر، أم أُنثى، شقي، أم سعيد، فما الرزق، فما الأجل؟" فيوحي ربك ما يشاء، ويكتب الملك الكريم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فقد قال الله -تعالى-: ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الذّاريَات: 21]. تحميل كتاب وفي انفسكم افلا تبصرون pdf. عباد الله: لما كان أقرب الأشياء إلى الإنسان نفسُه دعاه خالقه وبارئه، ومصوره وفاطره، من قطرة ماءٍ، إلى التبصر والتفكر في نفسه، فإذا تفكر في نفسه استنارت له آيات الربوبية، وسطعت له أنوار اليقين، واضمحلت عنه غمرات الشك والريب، وانقشعت عنه ظلمات الجهل.
وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (20) القول في تأويل قوله تعالى: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) يقول تعالى ذكره: وفي الأرض عبر وعظات لأهل اليقين بحقيقة ما عاينوا ورأوا إذا ساروا فيها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. وفي أنفسكم أفلا تبصرون. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) قال: يقول: معتبر لمن اعتبر. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ) إذا سار في أرض الله رأى عبرا وآيات عظاما.
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
وما فائدة العقل إذا كان صاحبه لا يستعمله ولا يصغي إليه؟ ففي الحديث الشريف:" ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه إلى هدى، أو يردّه عن ردى". والعقل يكبر ويتطور عند سعي صاحبه إلى المزيد من المعرفة عبر الاطلاع والمطالعة وعبر مجالسة أهل العلم والمعرفة، قال صلى الله عليه وسلم:"يا عويمر ازدد عقلاً تزدد من ربك قربا". والعقل هدية الله تعالى لمن أحب من خلقه، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:"الأحمق أبغض خلق الله إليه، إذ حرمه أعز الأشياء عليه". والعقل أول الجواهر الثلاث التي أهداها الله لعباده وثانيها الإختيار وثالثها الإرادة، فإذا فقه القلب أدرك العقل الصواب، وصدر قرار الإرادة وتحركت الحواس والجوارح باختيار صاحبها وإرادته وعلى ذلك يحاسب الإنسان. وحبذا لو يتسع الوقت لشرح مكنونات العقل، وحجراته المسؤولة عن الذكاء والذاكرة والبديهة والمبادرة والوعي والإدراك، وخاصة الناصية التي في مقدم الرأس وهي المسؤولة عن الصدق أو الكذب، عدا عن حجرات الحواس الخمس وبقية الجوارح، قال تعالى في سورة الإسراء: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. تفسير وفي أنفسكم أفلا تبصرون [ الذاريات: 21]. وعن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: " إذَا أصْبَحَ ابْنُ آدَم فإنَّ الأعْضَاءَ كُلَّها تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتقِ اللَّهَ فِينا فإنما نَحْنُ مِنْكَ، فإنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وَإنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا ".
فذكر الله في آياته ألا يكون أحدنا إمّعة، ولا يكن أحدنا بليداً يعيش بشخصية الغافل المعرض، الذي يخرج إلى الحدائق فينظر إلى تهييء البشر وتجهيزهم وينسى صنع رب البشر، وينظر إلى الكون ولكن لا يتدبر ولا يعقل، ويصف الحدائق وصفاً ساذجاً بليداً غبياً. يا مسلم! الكون أمامك يدلك على الله، فقل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، تزود بالإيمان، واستقرئ معالم الكون، وحاول أن تذكر الله صباح مساء، وعش مع آيات الواحد الأحد: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:190-191]. عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] وقال صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عليَّ صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً) اللهم صلِّ وسلم على نبيك وخليلك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين.