مجلة الرسالة/العدد 254/إلى الشباب
بين جوته وإيكرمان
للأديب نصري عطا الله سوس
جينا - الثلاثاء 18 سبتمبر سنة 1823
في صباح الأمس وقبل أن يعود جوته إلى (فيمار) حظيت مرة أخرى بسعادة الحديث معه؛ وما قاله لي هذه المرة لا يثمن بالنسبة لي؛ ويجب على جميع شعراء الشباب الألمان أن يلموا به بداء بسؤالي عما إذا كنت قد كتبت شعراً هذا الصيف، فقلت كتبت بعض القصائد ولكن كان ينقصني على العموم المؤتاة الضرورية، فقال جوته: حذار من محاولة كتابة موضوع كبير. إن هذا هو ما يضر بأكبر العقول عندنا حتى أولئك الذين يمتازون بأذهان حادة ومجهودات جدية؛ ولقد عانيت شخصياً هذه العلة. وأني لأعرف كم من أضرار أوقعت بي. وأنوار شيء لم اتركه يسقط في البئر. ولو كتبت كل ما وددت أن اكتب ما كفاني مائة مجلد. يجب أن ينال الحاضر حقوقه. فالأفكار والاحساسات التي تجول في نفس الشاعر يوما بعد يوم يجب عليه أن يعبر عنها - ولكن إذا شغلت رأسك بموضوع كبير فلن تعيش أي فكرة أُخرى بجواره. كل الأفكار ترفض وتصد، حتى لذة الحياة نفسها تفقد وقتئذ. وأي مجهود عقلي تبذل كي تنظم وتلم شعث موضوع كبير! مجلة الرسالة/العدد 405/في العقد - ويكي مصدر. وأي قوة وأية طمأنينة تحتاج حتى يتسنى لك التعبير عنه في سلاسة لائقة!
- مجلة الرسالة/العدد 254/إلى الشباب - ويكي مصدر
- مجلة الرسالة/العدد 405/في العقد - ويكي مصدر
- مجلة الرسالة/العدد 857/البريد الأدبي - ويكي مصدر
مجلة الرسالة/العدد 254/إلى الشباب - ويكي مصدر
قال المتنبي:
فقلت إذا رأيت أبا شجاع... (سلوت عن) العباد وذا المكان
وحروف الجر والتعدية وإن كان ينوب بعضها عن بعض، إلا أن المقام هنا ليس مقام نيابة على كل حال، والسلام. (الزيتون)
عدنان
تصحيح:
وقع في قصيدة الأستاذ محمود غنيم (يا أخت عمورية) المنشورة في العدد الماضي، هناك مطبعية يدركها القارئ بفطنته، ولكن قافيتي المبينين الآتيين حرفت تحريفا بعيداً عن الأصل، وصححتهما:
ليس الشرى للشاردين بمسكن... مجلة الرسالة/العدد 857/البريد الأدبي - ويكي مصدر. رحب ولا للمتعبين مقيلا يا اخت عمورية ليك قد دقت للحروب طبولا
مجلة الرسالة/العدد 405/في العقد - ويكي مصدر
ويجب أن اعترف أن الخطط الكبيرة واللاتي لم يمكني أن اخلص إلى فكرة واضحة بصددها لم تكن بالعبء الهين عليّ. إني لأشعر أن كلمات جوته زادتني حكمة سنوات، وعرفت ما في مقابلة الأستاذ الحق من التوفيق والخير. نصري عطا الله غطاس
مجلة الرسالة/العدد 857/البريد الأدبي - ويكي مصدر
وهي رواية في البيت، ففي شرح شواهد الكتاب للشنتمري: (ويروى أريد حياته) وفي الخزانة للبغدادي: (ويروى أريد حياته بلفظ ضد الممات) فلا خطأ هناك. في القول ذي الرقم 5 لسنة 401 ص 292) قلت:
وعذر جمع عذير وقد جاء في الشعر مخففاً. وقد استندت في أمر التخفيف إلى الصحاح وغيره ثم رجعت في المخصص (ج 13 ص 82): والعذير ما يخلو به لإنسان ويلزمه، والعذير أيضاً الحال منه، وكل ما يعذر عليه عذير والجمع عذر، وأنشد:
(وقد أعذرتني في صلالكم العذر)
احتاج إلى تخفيفه، هذا قول أبي عبده وهو خطأ، بل التخفيف جاء على اللغة التميمية
وقلت في (حل في مالي النزر: حل في مالنا النذر. مجلة الرسالة/العدد 254/إلى الشباب - ويكي مصدر. وهي رواية الديوان وغيره، ثم وجدت في الخزانة (ج 2 ص 164) حل في مالنا النزر أي القلة
وفي القول ذي الرقم (25) الرسالة (402 ص 317) طارت قيس في (التاج) والجملة هي هذه: في التاج: القطامي ويضم، الفتح لقيس وسائر العرب يضمون.
وقد أجمع النقاد في أوربا على أن هذا القسم من أهم أقسام الكتاب وأعظمها فائدة وابتكارا؛ فإذا قرأت راعك ومنهج الأستاذ المستشرق العليم بطموحه إلى بناء التاريخ الإسلامي على أساس علمي متين دقيق. لأنه يرسم منهاجا علميا سلميا، ويصور لك ما يجب أن يتجلى به العالم من وسائل البحث والدرس والتمحيص والعرض. ولن تجد مؤلفا قبله تناول جمع المصادر الإسلامية فنقدها هذا النقد العلمي السليم. فجاء كتابه دعوة إلى منهج علمي دقيق جديد يخالف الطرق الارتجالية القدية، ويؤذن بابتداء الدراسة العلمية في التاريخ الإسلامي واتباع أمثل طرائق البحث والنقد والمقابلة. وإنما دعا الأستاذ إلى منهج طبقة بنفسه تطبيقا أدى إلى ابعد النتائج العلمية أثراً في التاريخ الإسلامي وأحراها بإظهار هذا التاريه في صورته العلمية الحقيقية. فمن من المتعالين في عصرنا قرأها؟
أما القسم الثاني من الكتاب فيتناول المراجع الأساسية العربية والإفرنجية ويعرضها عرضا شيقا حسب العصور التاريخية؛ فيبين كيفية الاستفادة منها، ووجوه النقص فيها، واتجاه الباحثين في درسها، ويبين ما درس وما لم يدرس، وقيمة ما ظهر من الدراسات. ولم يترك من المراجع الأساسية شيئا، أما المراجع الفرعية فلها مظانها المعروفة الكثيرة.
أما المقال القديم فيستطيع من لا يملك العدد الذي ظهر فيه أن يطلع عليه في المجلد الثاني من كتاب (وحي الرسالة) ص262 ومعنى هذا يا حضرة المطلع الكبير أن السيد عبد الخالق عبد الرحمن لص، ولكنه ليس من اللصوص الشرفاء على كل حال، فلو كان منهم لكشف عن وجه الحق حين قرأ مقالك العظيم، ولكنه سامحه الله آثر أن يرتدي أثواب مجد زائف في طويا الظلام. إنني أرد بهذه الكلمة على حضرة المطلع الكبير لأنه خصني بالحديث في بداية مقاله، بمناسبة تعرضي لمن سطا على أدب الزيات في لبنان... وإذا كان لي من نصيحة أوجهها إليه فهي أن يتعلم... قبل أن يتهجم!! وللأديب العراقي الفاضل السيد توفيق نعوم الذي بعث إلي بمقال حضرة المطلع الكبير طالباً إليَّ أن أعقب عليه، خالص الشكر وعاطر التحية. أنور المعداوي
أخي الابياري:
عرفتك نافذ البصيرة لامع البصر، فلا غرابة أن تقرأ ترجمة كتاب النفس لأرسطو ثم تكتب عنه كتابة العارف، وقد امتلأت يداه من الموضوع، فحرك القلم، وجرى بالفكر على صفحات الورق. كأنك قد ملكت العنان، حتى خيل إليك أن جمهور القراء قد عرف ما عرفت، وملك ما ملكت. وتوقعت كما توقع الناس معي أنك سوف تكتب عن الكتاب كما رثيت الشاعر، ولكنك آثرت التبيين، فحمدت وحمد الناس لك هذا البيان.