قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث
أمر الله تعالى نبيه أن يذكر لهم أن الخير والشر لا يستويان، وأن الخبيث والطيب لا يتساويان، فلا يمكن أن يكون معاملة أهل الخبيث كمعاملة أهل الطيب، وأمر الله تعالى نبيه أن يقول ذلك، ويبينه للناس على أنه جزء من رسالته يبينه للناس ويعرفهم به أو يذكرهم إياه وهو ما ترتضيه الفطر السليمة وتدركه العقول المستقيمة، وهو بيان لطبائع هذا الوجود. والخبيث هو الأمر المستقذر؛ إما لأنه في ذاته قذر تعافه النفوس والطبائع السليمة، وإما لأن سبب الحصول عليه خبيث، فجاءه الخبث من سببه، إذ انسحب السبب على المسبب فلوثه، وإما لأنه مخل بالمروءة، فالمستقذر هو [ ص: 2369] الخبيث، وهو حسي، وأدبي، والطيب ما يكون حسنا في ذاته وفي طريق كسبه، وترضاه النفوس المستقيمة والعقول المدركة، وتأتي الشرائع بإباحته.
من أجمل ما سمعته عن المرأة من الشيخ عبد الحميد كشك
نواصل، اليوم، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف اليوم عند آية من الجزء السابع، هى الآية رقم 100 فى سورة المائدة، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "قُل لاَّ يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ". تفسير ابن كثير
قال تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: (قل) يا محمد: (لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك) أى: يا أيها الإنسان (كثرة الخبيث) يعنى: أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار، كما جاء فى الحديث: "ما قل وكفى، خير مما كثر وألهى". تفسير البغوى
"قل لا يستوى الخبيث والطيب" أى الحلال والحرام، ولو أعجبك (سرك) كثرة الخبيث، نزلت فى شريح بن ضبيعة البكرى، وحجاج بن بكر بن وائل، فاتقوا الله، ولا تتعرضوا للحجاج وإن كانوا مشركين، وقد مضت القصة فى أول السورة، ( يا أولى الألباب لعلكم تفلحون). من أجمل ما سمعته عن المرأة من الشيخ عبد الحميد كشك. تفسير القرطبى
قوله تعالى: قل لا يستوى الخبيث والطيب فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قال الحسن: الخبيث والطيب الحلال والحرام، وقال السدى: المؤمن والكافر، وقيل: المطيع والعاصى. وقيل: الردىء والجيد، وهذا على ضرب المثال، والصحيح أن اللفظ عام فى جميع الأمور، يتصور فى المكاسب والأعمال والناس، والمعارف من العلوم وغيرها، فالخبيث من هذا كله لا يفلح ولا ينجب، ولا تحسن له عاقبة وإن كثر، والطيب وإن قل نافع جميل العاقبة.
تفسير: (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)
قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) ( قل لا يستوي الخبيث والطيب) أي الحلال والحرام ،) ( ولو أعجبك) سرك) ( كثرة الخبيث) نزلت في شريح بن [ ضبيعة] البكري ، وحجاج بن بكر بن وائل) ( فاتقوا الله) ولا تتعرضوا للحجاج وإن كانوا مشركين ، وقد مضت القصة في أول السورة ، ( ياأولي الألباب لعلكم تفلحون).
ولو أعجبك كثرة الخبيث - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - المائدة ١٠٠ - بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المائدة - الآية 100
فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون تقدم معناه
قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث : Islamiyatsb : Free Download, Borrow, And Streaming : Internet Archive
وذلك لأن الجسم الذي يلتصق به شيء من النجاسات يصير مستقذرا عند أرباب الطباع السليمة. فكذلك الأرواح الموصوفة بالجهل بالله والإعراض عن طاعته تصير مستقذرة عند الأرواح الكاملة المقدسة. وأما الأرواح العارفة بالله تعالى، المواظبة على خدمته، فإنها تصير مشرقة بأنوار المعارف الإلهية، مبتهجة بالقرب من الأرواح المقدسة الطاهرة. وكما أن الخبيث والطيب [ ص: 2164] في عالم الجسمانيات لا يستويان، فكذلك في عالم الروحانيات لا يستويان. بل المباينة بينهما في عالم الروحانيات أشد؛ لأن مضرة خبث الخبيث الجسماني شيء قليل ومنفعة طيبة مختصرة. وأما خبث الخبيث الروحاني فمضرته عظيمة دائمة أبدية. وطيب الطيب الروحاني فمنفعته عظيمة دائمة أبدية. وهو القرب من جوار رب العالمين، والانخراط في زمرة الملائكة المقربين، والمرافقة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فكان هذا من أعظم وجوه الترغيب في الطاعة والتنفير عن المعصية. الثاني: قال بعض المفسرين: من ثمرة الآية أنه ينبغي إجلال الصالح وتمييزه على الطالح. وأن الحاكم إذا تحاكم إليه الكافر والمؤمن، ميز المؤمن في المجلس. انتهى.
والله الذي لا إله غيره، ما في الخبيث من لذة إلا وفي الطيّب مثلها وأحسن، مع أمن من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، والعاقل حين يتحرر من هواه، ويمتلئ قلبه من التقوى ، ومراقبة الله تعالى، فإنه لا يختار إلا الطيب، بل إن نفسه ستعاف الخبيث، ولو كان ذلك على حساب فوات لذات، ولحوق مشقات، فينتهي الأمر إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، مسلياً نفسه بقوله تعالى: { قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [ النساء:77]. جعلنا الله وإياكم من الذين طابت أقوالهم وأفعالهم، فطاب منقلبهم ومآلهم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 0
4, 269