وسار المأمون حين آل إليه الملك على خطى أبيه في الاهتمام بالعلم والعلماء، وشهد عصره نهضة حضارية كبيرة، ويعده المؤرخون من أفاضل خلفاء الدولة العباسية وعلمائها وحكمائها، ولذا قيل لو لم يكن المأمون خليفة، لصار أحد علماء عصره، ولذا شهدت فترة خلافته ازدهاراً علمياً وفكرياً مدهشاً في العصر العباسي الأول؛ لأنه شارك فيه بنفسه. تشجيع حركة الترجمة
كان المأمون شاعراً، وعالماً، وأديباً، كما كان للفقه نصيب كبير من اهتمامه، وكان العلماء والأدباء والفقهاء لا يفارقونه في حضر أو سفر، وكان تشجيعه للعلوم والفنون والآداب والفلسفة ذا أثر عظيم في انبعاث حركة أدبية وعلمية زاهرة، ونهضة فكرية عظيمة امتدت أصداؤها من بغداد حاضرة العالم الإسلامي ومركز الخلافة العباسية، إلى جميع أرجاء المعمورة، فقد استطاع المأمون أن يشيد صرحاً حضارياً عظيماً، وأن يعطي للعلم دفعة قوية ظلت آثارها واضحة لقرون عدة. ولعل العلماء والمؤرخين الذين عدوه من المجددين في الإسلام من موقعه كحاكم يستندون في ذلك إلى ما أبداه الخليفة المأمون من اهتمام بالغ بجمع تراث الحضارات القديمة، خاصة الحضارة اليونانية، حيث أرسل البعوث إلى «القسطنطينية»، و«الإسكندرية»، و«إنطاكية»، وغيرها من المدن للبحث عن مؤلفات علماء اليونان، وأجرى الأرزاق على طائفة من المترجمين لنقل هذه الكتب إلى اللغة العربية، وكان لتشجيعه حركة الترجمة أكبر الأثر في ازدهارها في عهده، فظهر عدد كبير من العلماء ممن قاموا بدور مهم في نقل العلوم والفنون والآداب والفلسفة إلى العربية، والإفادة منها وتطويرها.
بحث عن المأمون – تريند
سمه وولادته ونشأته وصفاته: المعتصم بالله: أبو إسحاق محمد بن الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة كذا قال الذهبي وقال الصولي: في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائة. وأمه أم ولد من مولدات الكوفة، اسمها ماردة، وهي تركية وكانت أحظى النساء عند الرشيد. بحث عن المأمون – تريند. روى عن أبيه وأخيه المأمون وروى عنه: إسحاق الموصلي وحمدون بن إسماعيل وآخرون. وكان ذا شجاعة وقوة وهمة وكان عريا من العلم خاليا عنه ، وسبب ذلك ما رواه إبراهيم بن محمد الهاشمي: كان مع المعتصم غلام في الكتاب يتعلم معه، فمات الغلام فقال له الرشيد أبوه: يا محمد مات غلامك، قال: نعم يا سيدي واستراح من الكتاب، فقال: وإن الكتاب ليبلغ منك هذا دعوه لا تعلموه، فقال: فكان يكتب ويقرأ قراءة ضعيفة. ومع هذا فقد قال الذهبي: كان المعتصم من أعظم الخلفاء وأهيبهم لولا ما شان سؤدده بامتحان العلماء بخلق القرآن. وقال نفطويه والصولي: للمعتصم مناقب وله محاسن وكلمات فصيحة وشعر لا بأس به غير أنه إذا أغضب لا يبالي من قتل. وكان ذا قوة عظيمة يدل على ذلك ما رواه ابن أبي دؤاد قال: كان المعتصم يخرج ساعده إلي ويقول: يا أبا عبد الله عض ساعدي بأكثر قوتك فامتنع، فيقول: إنه لا يضرني فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة فضلا عن الأسنان.
بحث عن المأمون – عرباوي نت
ولكن المأمون لم يبالي بهذه الرسالة ولا يهتم ورد عليه بسخرية انه يفعل ما يريد. مقالات قد تعجبك:
شاهد أيضًا: بحث مختصر عن موقعة الجمل
الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب بين الأمين والمأمون
في هذا الوقت تدخلت مجموعة كبيرة بالإصلاح بين الأخوين دون جدوى أو استجابة من أي شخص فيهم إلى الصلح. وفي هذه الأثناء قام الأمين بإطلاق منشور ينص على تولي ابنه موسى الخلافة من بعده، وقام بنقش اسمه على هذا البيان. بحث عن المأمون – عرباوي نت. كما قام الأمين ببعث أشخاص قاموا بسرقة الصق الذي علقه والدهم بالكعبة المشرفة. كي لا يكون دليل على عدم شرعية البيان الذي أصدره وهو تولي ابنه من بعده وقام بحرقه الصك. وبهذا يكون قد خلع الأمين المأمون من منصبه وأنه ليس واليا على خراسان
في هذه الأثناء قد عرف المأمون أنه لا مفر من الحرب مع أخيه ومواجهته حتى يستطيع المحافظة على ما تركه له أبوه ويريد أخيه أخذه وإعطائه لابنه. وقام بجمع وإعداد جيش كبير ووضع على رأسه 2 من الجنود الأوفياء له تولى قيادة الجيش في منطقة الري. كما جمع الأمين جيش كي يواجه به جيش أخيه لمحاربة وخلعه من الولاية ومن اجل أن يستطيع أن يضع يده على خراسان. ونشبت الحرب بين الجيشين وكان جيش المأمون هو الغالب، وكان الأمين يرسل بعدد كبير من الجنود إمدادات لجيشه.
بحث عن المأمون - موقع محتويات
وقد غزا الروم بعام 215هـ، وبالعام التالي فتح هرقلة، وانتصر عليهم، ثم فتح الكثير من المدن، واستمرت الحرب حتى عام 217هـ، وسقط الروم. الثورات في عصر الخليفة المأمون
كان هناك حالة من الغضب الشديدة بالمغرب، ومصر، والأقاليم الإسلامية وبكافة القبائل العربية، و تم القيام بثورة ضد المأمون بمدينة كوفة بالعراق، وتوالت من بعدها الثورات منها بمصر، وثورة بابك الخرمي، وغيرهم. وفاته
توفى في 218هـ الموافق لـ 833م أثر الإصابة بالحمى، وكان عمره يناهز 48 عامًا. المراجع
1- عبد الله المأمون – ويكيبيديا
-بناء سر من رأى: كان من أسباب بناء مدينة سر من رأى بجانب كثرة الأتراك، ميله إلى البناء والتشييد الذي كان مظهرا من مظاهر عصره، وتقع هذه المدينة على بعد مائة وعشرين كيلا شمال بغداد، على الضفة الشرقية لنهر دجلة واشتهرت بقصورها الضخمة ومنشآتها العامة وحدائقها الغناء. وما تزال آثار عظمتها ماثلة للعيان ومنها مسجد سر من رأى ومئذنته الفريدة وبقيت عاصمة للخلافة العباسية مدة تزيد على نصف قرن وبعد أن عبثت يد الزمن بسر من رأى لم يسلم اسمها من العبث حيث صار (ساء من رأى) وتسمى اليوم سامراء. -القضاء على الخارجين: واجه المعتصم بالله ثورات كثيرة قادها المعارضون للعباسيين وقد استطاع المعتصم القضاء عليها ومن هذه الثورات ثورة المحمرة وثورة آل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خراسان وثورة الزط بالبطائح بين واسط والبصرة) وثورة بابك الخرمي وفتنة العباس بن المأمون وتمرد الأفشين وغيرها، وظل على ذلك حتى استتب الأمن وحفظت الخلافة في عهده.
بيت الحكمة
وامتلأ بيت الحكمة في بغداد بذخائر عظيمة، وكان اهتمام المأمون ببيت الحكمة كبيراً، فأصبح هذا المجمع العلمي، بمكتبته العامة صرحاً لتلاقح الأفكار والحضارات ونسخ الكتب، وداراً لترجمتها إلى العربية، وعين له مديرين ومترجمين ومجلدين للكتب، وأجرى عليهم الأرزاق من بيت المال، فاستفاد المسلمون من هذه الكتب العلمية، ثم ألفوا وابتكروا في كل العلوم، التي أسهمت في نهضة أوروبا يوم أن احتكت بالعرب في الحروب الصليبية، وغيرها. كما نهض المأمون بمهمة بناء المراصد الفلكية، فأنشأ مرصداً في حي الشماسية ببغداد، وبنى على قمة جبل قاسيون بدمشق مرصداً آخر، وأصدر المأمون برنامجاً منهجياً للدراسات الفلكية في أول المراصد الفلكية التخصصية المقامة ببغداد، ودمشق، وأرسل أول بعثة موسعة لإجراء التجارب العلمية، وكشفت هذه المساعي عن طريقة العلماء العرب في فهم المتون الكلاسيكية واستيعابها لا كغاية بحد ذاتها، بل كنقطة انطلاق لإجراء أبحاثهم ودراساتهم الخاصة، وكانت هذه المشروعات بداية السيرة المهنية لبعض من أهم العلماء والمفكرين الأوائل في الإسلام. ولجأ الخليفة المأمون إلى علماء بيت الحكمة طلباً للعون على شؤون الدين والدنيا، وطلب منهم تحديد المكان الدقيق لبغداد، ومكة لمعرفة القبلة الشرعية الصحيحة، كما أراد صورة دقيقة لطول وعرض العالم الذي يحكمه.