* * *
قال أبو جعفر: وأولى القول في تأويل ذلك بالصواب عندي ما قاله ابن جريج وابن زيد ، لما قد ذكرنا قبل من العلة ، وأن ذلك ليس من صفة المنافقين. * * *
قال أبو جعفر: فتأويل الآية إذا: ولو علم الله في هؤلاء القائلين خيرا ، لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره ، حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه منه ، ولكنه قد علم أنه لا خير فيهم ، وأنهم ممن كتب لهم الشقاء فهم لا يؤمنون. ولو أفهمهم ذلك حتى يعلموا ويفهموا ، لتولوا عن الله وعن رسوله ، وهم معرضون عن الإيمان بما دلهم على صحته مواعظ الله وعبره وحججه ، معاندون للحق بعد العلم به. * * *
- موقع هدى القرآن الإلكتروني
- ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم - منتدى افريقيا سات
- ما المراد بالسماع الوارد في قوله تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - موقع معلمي
موقع هدى القرآن الإلكتروني
وتقول الآية بعدها إن الله لايمتنع من دعوة هؤلاء إن كانوا صادقين في طلبهم وعلى استعدا لتقبل الحق: (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم). وقد ورد في الرّوايات أنّ بعض عبدة الأصنام جاءوا النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: إذا أخرجت لنا جدنا الأكبر (قصي بن كلاب) حيّاً من قبره، وشهد لك بالنبوة، فسوف نسلم جميعاً! فنزلت الآية لتقول: إنّه لو كان حديثهم صادقاً لفعل الله ذلك لهم بواسطة المعجزة، لكنّهم يكذبون ويأتون بأعذار واهية، بهدف التخلص من الإِذعان لدعوة الحق.... ويقول تعالى: (ولو أسمعهم لتولوا وهو معرضون). فالذين سمعوا دعوة الحق كثيراً، وبلغت آذانهم آيات القرآن، وفهموا مضامينها العالية، لكنّهم أنكروها بسبب عتوهم وعصبيّتهم، فهم غير مؤهلين للهداية لما اقترفت أيديهم، ولا شأن بعدئذ لله ورسوله بهم، فهم في ظلام دامس وضلال بهيم. كما أنّ هذه الآية تعد جواباً قاطعاً للقائلين بمدرسة الجبر، لأنّها تقرر بأن يكمن في الانسان نفسه وأنّ الله يعامل الناس بما يبدونه من أنفسهم من استعداد وقابلية في طريق الهداية. ملاحظتان
1 - "ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم"
لقد حاول بعض الناشئة عمل قياس منطقي من هذه الآية والخروج منه بنتيجة لصالحهم، فقالوا، إنّ القرآن يقول في الآية: (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم).
ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم - منتدى افريقيا سات
وجزاكم الله تعالى خيراً. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس معنى الآية أن الكفار ليس عندهم خير مطلقا، فبعض الكفار قد يعمل شيئا من أعمال الخير والإحسان، وسيجازون بها في الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقاً في الدنيا على طاعته. رواه مسلم عن أنس. ولكن المراد بالآية قوم من أشرار الكفار علم الله أنه لا خير فيهم, ولا قابلية فيهم للهداية، فقد جاء في أيسر التفاسير للجزائري: وقوله تعالى: ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ـ أي لجعلهم يسمعون آيات الله وما تحمله من بشارة ونذارة وهذا من باب الفرض، لقوله تعالى: ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ـ هؤلاء طائفة من المشركين، توغلوا في الشر والفساد والظلم والكبر والعناد، فحرموا لذلك هداية الله تعالى، فقد هلك بعضهم في بدر، وبعض في أحد، ولم يؤمنوا لعلم الله تعالى أنه لا خير فيهم، وكيف لا! وهو خالقهم وخالق طباعهم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. اهـ. وأما مسألة الهداية: فهي فضل من الله تعالى، ولها أسباب عدة وأمارات، ومنها نفع الخلق والإحسان والإنفاق عليهم، كما قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {البقرة:2ـ 3}.
ما المراد بالسماع الوارد في قوله تعالى ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم - موقع معلمي
وقال تعالى: هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ {لقمان:3}. ولا يحرم الله الهداية إلا من علم أنه لا خير فيه، فقد جاء في تفسير السعدي: ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم ـ على الفرض والتقدير: لتولوا ـ عن الطاعة: وهم معرضون ـ لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه، وهذا دليل على أن الله تعالى لا يمنع الإيمان والخير، إلا لمن لا خير فيه، الذي لا يزكو لديه ولا يثمر عنده.. وله الحمد تعالى والحكمة في هذا, g, ugl hggi tdil odvh gHsluil ulg, lk
وقد يصل وضع هؤلاء أعلى مراحل الخطر، إذ يُسلبون القدرة على معرفة الخيبث والطيب، وحتى إذا استمعوا الحديث الحق لا يكون بإِمكانهم استيعابه وهضمه. والقرآن يقول عن هذه الطوائف الثلاث، إنّ هؤلاء في واقعهم صم بكم، لإنّ الذي يسمع في الحقيقة يجب عليه الإِدراك والتفكير والعزم على العمل بإخلاص. وكم من أناس في عصرنا وزمننا الحاضر عندما يسمعون آيات القرآن يتفاعلون معها بشكل ملفت للنظر، لكنّهم في العمل لا يتطابقون بأي شكل مع مضمون القرآن الكريم. 1 - "... صم" جمع "الأصم" وهو الذي لا يسمع و"البكم" جمع "الأبكم" وهو فاقد النطق. 2 - وبحسب اصطلاح المنطق أنّ الحدّ الوسط غير موجود في القياس آنفاً، لأنّ الجملة الأُولى هي (لأسمعهم حال كونهم يعلم فيهم خيراً). والجملة الثّانية (لأسمعهم حال كونه لا يعلم فيهم فهماً) والنتيجة أنّ الحدّ الوسط المشترك غير موجود بين الجملتين لتمكين تأليف القياس منهما، لأنّ الجملتين مختلفتان ومنفصلتان (فتأمل). 3 - سورة فصلت، الآية 26.