يكثر الكلام ممن لا علم عندهم في وسائل الإعلام وغيرها على حديث: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"، ويتعدى بعضهم فيجعله أصلًا في إخراجِ الأقوال والأفعال النَّبويَّة المتَّصلةِ بشأن الدُّنيا عن دائرة التَّشريعِ، وهؤلاء المتكلمون بلا علم ليس لهم منهج سويّ يسيرون عليه، وإنما يخبطون خبط عشواء؛ فيقبلون ويردون من السنة ما يوافق أهواءهم ورغباتهم، وليس لهم فيما يدعونه أثارة من علم صحيح ولا نقل صريح. فمثلا في محاولاتهم لإظهار الإسلام بمظهر من يضطهد المرأة ويسيء إليها يحرفون قوله تعالى: {وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]( [1]). كتب سيدني أبراهامز - مكتبة نور. ومع أن الضرب المذكور في الآية الكريمة له حالات خاصة، وحدود ضيقة، إضافة إلى أن السنة قيدته بكونه غير مبرح – غير مؤثر – إلا أننا نجدهم يطلقونه، ويشنعون به في وسائل الإعلام، ولا يقبلون تقييد السنة. وفي قصة تأبير النخل( [2])، وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: "أنتم أعلم بأمر دنياكم"، فمع أن الحديث وارد في حادثة خاصة مقيدة، وليس عامًّا في جميع أمور الدنيا، إلا أنا نراهم يطيرون به فرحًا، ويجعلونه عامًّا شاملًا لكل شؤون الحياة، ومنهم مَن يتسلل مِن خلاله إلى إسقاط الاستدلال بالسنة جميعها فيما يتعلق بأمور الدنيا وتنظيمها.
- أنتم أعلم بأمور دنياكم ..
- كتب سيدني أبراهامز - مكتبة نور
أنتم أعلم بأمور دنياكم ..
عرض المزيد سيدني أبراهامز (معلومة) سيدني أبراهامز (3 أغسطس 1915 - 27 يوليو 1983 بكينغستون في جامايكا) (بالإنجليزية: Sidney Abrahams) هو لاعب كريكت جامايكي. المصدر:
كتب سيدني أبراهامز - مكتبة نور
(2-3) شبهة وجه تصرفات النبي
الحاكمية بين الاسلاميين.. والخوارج والعلمانيين
العلمانية والصوفية.. وإسقاط الشريعة
فأقول جوابا عن ذلك:
أولا: كل ما ورد في القرآن الكريم وصحّ من الأحاديث فإنه حق لا يمكن أن يتعارض، لأنه وحي من الله، قال تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، وإذا توهم الإنسان التعارض فإن ذلك في فهمه، لا في النصوص الشرعية، وإذا ورد نص فيه اشتباه فإنه يرد إلى المحكم الواضح، فيكون كله واضحا بينا محكما.