شرح حديث أبي سعيد الخدري: إيَّاكم والجلوس في الطرقات
عَنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ - رَضْيَ اللهُ عَنْه - عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: «إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ» فقالوا: يا رسولَ اللهِ ما لنا مِنْ مجالسِنا بدٌ؛ نتحدَّثُ فيها! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «فإذا أبَيْتُم إلَّا المجلِسَ فأعطوا الطريقَ حقَّه» قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: «غضٌ البصرِ، وكفُّ الأذَى، وردُّ السَّلامِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنَّهيُ عن المنكرِ» متفقٌ عليه. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ» هذه الصيغة صيغة تحذير؛ يعني: أحذِّركم من الجلوسِ على الطُّرقاتِ، وذلك لأنَّ الجلوسَ على الطُّرقاتِ يؤدي إلى كشفِ عوراتِ النَّاس؛ الذاهب والراجع، وإلى النظر فيما معهم من الأغراض التي قد تكون خاصة مما لا يحبون أن يطلع عليها أحد، وبما يفضي أيضًا إلى الكلام والغيبة فيمن يمر، إذا مرَّ من عندهم أحد أخذوا يتكلمون في عرضه.
- أبو سعيد الخدري - ويكيبيديا
أبو سعيد الخدري - ويكيبيديا
عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلّي اللهُ عليه وسلَّم، قال: «إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ مُسْتخلِفَكم فيها فَيَنْظر كيف تَعمَلون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ، فإنَّ أوَّلَ فتنةِ بني إسْرائيلَ كانتْ في النِّساءِ». رواه مُسْلم. معلومات عن ابي سعيد الخدري. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
هذا الحديث ساقه المؤلِّفُ - رحمه الله - لما فيه من أمرِ النَّبيِّ صلَّي الله عليه وسلَّم بالتَّقوَى، بعد أنْ ذكر حال الدنيا، فقال: «إنَّ الدُّنيا حُلْوةٌ خَضِرَةٌ»؛ حلوة في المذاقِ خَضِرَةٌ في المرْأَى، والشَّيءُ إذا كان خَضِرًا حُلوًا فإنَّ العين تطلبه أوّلًا، ثم تطلبه النَّفسُ ثانيًا، والشيء إذا اجتمع فيه طلبُ العين وطلبُ النَّفسِ، فإنَّه يوشِكُ للإنسان أن يقعَ فيه. فالدُّنيا حُلوة في مذاقِها، خضِرة في مرْآها، فيغْترُّ الإنسانُ بها وينهمك فيها ويجعلها أكبرَ همِّهِ، ولكن النبي صلي الله عليه وسلم بيَّن أنَّ اللهَ – تعالى - مستخلفنا فيها فينظر كيف نعمل، فقال: «إنَّ اللهَ – تعالى - مُسْتخلِفُكم فيها فينْظرُ كيف تعْمَلون»؛ هل تقومون بطاعتِه، وتنهون النَّفسَ عن الهوى، وتقومون بما أوْجب الله عليكم، ولا تغترُّون بالدنيا، أو أنَّ الأمر بالعكسِ؟ ولهذا قال: «فاتَّقوا الدُّنيا»؛ أي: قوموا بما أمركم به، واتركوا ما نهاكم عنه، ولا تغُرَّنَّكم حلاوة الدنيا ونضرتُها.
وقيل: أربع وستين. وقال المدائني: مات سنة ثلاث وستين. وقال العسكري:مات سنة خمس وستين
المراجع:
الإصابة في تمييز الصحابة
سير أعلام النبلاء
الاستيعاب
مسند أحمد بن حنبل
فتح الباري بشرح صحيح البخاري