تفسير القرطبي للآية الكريمة
و يذكر القرطبي أيضا قول ابن زيد أن المقصود من الىية هو النبي صلى الله عليه و سلم، أي لقد كنت يا محمد في غفلة من الرسالة في قريش في جاهليتهم، و ذكر القرطبي قول ابن عباس و الضحاك أن المراد به هو المشركون، أي كانوا في غفلة من عواقب أمورهم و أفعالهم، و قال أكثر المفسرين إن المراد به البر و الفاجر كما ذكر الطبري أيضا. و في قول الله عز و جل: "فكشفنا عنك غطاءك" فيها أربعة أقوال ذكرهم القرطبي، و هم ان معنى غطاءك قد يكون عماك، و هو في أربعة أوجه، أحدها: إذ كان في بطن أمه فولد و هو وقل السدي، و الثاني: إذا كان في القبر فنشر، و وهذا معنى قول ابن عباس، و الثالث هو وقت العرض في القيامة، و ها ما قاله مجاهد، و الرابع هو أنه نزول الوحي و تحمل الرسالة، و هو معنى قول ابن زيد. و معنى قول الله عز و جل: "فبصرك اليوم حديد" فيذكر القرطبي أنه قيل: يراد به بصر القلب كما يقال هو بصير بالفقه، فبصر القلب و بصيرته تبصرته شواهد الأفكار و نتائج الاعتبار، كما تبصر العين ما قابلها من الأشخاص و الأجسام، وقيل المراد به بصر العين و هو الظاهر أي بصر عينك اليوم حديد، و قيل أنه يعني أن الكافر يحشر و بصره حديد ثم يزرق و يعمى.
- تفسير فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد
- فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
- فبصرك اليوم حديد تفسير
تفسير فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد
05-30-2007, 10:41 PM
# 1 فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد [align=center] فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
بقلم البروفسور بلخير حموتي
عضو الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
العين هي آلة الإبصار، ومن خلالها نكتشف العالم حولنا. وبها تتم القراءة والعمل ومشاهدة الأفلام والتلفاز، وممارسة الألعاب، إلخ... ويبلغ قطر مقلة العين البشرية حوالي 25 ملم فقط، ومع ذلك تستطيع العين رؤية الأجسام البعيدة جدًا، مثل النجم أو الأجسام متناهية الصغر، مثل حبة الرمل. وفي إمكان العين تعديل بؤرتها بسرعة بين النقطة البعيدة والقريبة. وتتجه العين صوب أي جسم بدقة حتى لو كان الرأس في حالة حركة. والعين لا ترى الأجسام حقيقة، ولكنها ترى الضوء المنعكس أو الصادر منها. ويمكن أن ترى العين في الضوء الساطع وفي الضوء الخافت، لكنها لا ترى في الظلام التام. وتنفذ الأشعة الضوئية إلى العين من خلال نسيج شفاف. وتحول العين الأشعة إلى إشارات كهربائية، ثم ترسل هذه الإشارات إلى الدماغ الذي يفسرها على شكل صور مرئية [1]. وقد هيأها البارئ جل جلاله فقط لاستقبال الضوء المرئي من اللون الأحمر إلى اللون البنفسجي (visible light) وهي الألوان التي نراها في قوس قزح رغم الأنواع الكثيرة للضوء الكهرومغناطيسي والتي تتميز بطول الموجة أو التردد.
فبصرُك اليوم حديد
=================
ليس فى ذلك اليوم نظر حاد ستة على ستة ونظر متوسط وآخر ضعيف.. إلخ إلخ. فى ذلك اليوم كل أبصار الخلق واحد. تفاوت البصر كان فى الدنيا. فى الآخرة لا يوجد نظر ضعيف طبعا. ما سننظر إليه يومئذٍ هو شيئٌ واحد. كل الخلق سينظرون إلى شيئٍ واحد لا يختلط عليهم به شيئٌ آخر. فى الدنيا أمامنا الشيئ الجميل ، الشيئ القبيح ، الشيئ الذى نستطيع أخذه ، والذى لا نستطيع ، والذى يجوز لنا أخذه ، والذى لا يجوز ، والمستحب والمكروه والحرام.. أحيانا ننال ما نشتهيه بالحلال والقانون. وأحيانا خلسةً وأحيانا حراما. ويلجأ المجرمون والخارجون عن القانون إلى نيل ما يشتهون عنوةً وإكراها. كل شيئٍ يمكن أخذه فى الدنيا ، إن لم يكن بالحق فبالباطل. فى اليوم الآخر يا إخواننا لا يوجد باطل. أليس ذلك عجيبا ؟ ما يميّز ذلك اليوم الفريد هو أنه يومٌ لا باطل فيه. يومٌ لا يُرى فيه شيئٌ سوى الحق. لا خداع فى ذلك اليوم. لا غش ، لا كذب ، لا ظلم ، لا هضم ، لا زيف. إن كل ما سيحدث فى ذلك اليوم هو الحق. ولا شيئ غير الحق. سيكون الحق مهيمنا على كل صغيرة وكبيرة لدرجة أن ألسنتنا وأيدينا وأرجلنا ستتكلم إن أنكرنا شيئا. إذن "بصرك اليوم حديد" ليس حدة بصر العين بل هو الحق الذى سيسود الموقف فلا يُرى غيره ولا يُخطئه البصر ، وليس هنالك شيئٌ غيره فيختلط علينا الأمر.
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
لذا قال الحق تبارك وتعالى مخبرا عن الموت وأهواله وحالة الاحتضار في سورة ق { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ} الآية 22. وقد جاء في تفسير مفاتيح الغيب أيضا قوله: "والخطاب عام، أما الكافر فمعلوم الدخول في هذا الحكم، وأما المؤمن فإنه يزداد علماً، ويظهر له ما كان مخفياً عنه، ويرى علمه يقيناً، رأى المعتبر يقيناً، فيكون بالنسبة إلى تلك الأحوال، وشدة الأهوال كالغافل... والغفلة شيء من الغطاء كاللبس وأكثر منه، لأن الشاك يلتبس الأمر عليه، والغافل يكون الأمر بالكلية محجوباً قلبه عنه وهو الغلف. و قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ}أي أزلنا عنك غفلتك {فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ}وكان من قبل كليلا، أي ضعيفا وإليهالإشارة بقوله تعالى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الناس في غفلة فإذا ماتوا انتبهوا" الحلية لأبي نعيم. وهذا لعوام الناس، أما أصحاب النفوس الزكية فقد رسخ الإيمان عندهم، وفي هذا المقام قال السيد الضرغام الأمير الهمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "لو كُشف الغطاء ما ازددت يقينا" كما جاء في تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن للبقلي (ت 606 هـ).
وهذا غيض من فيض مما قاله المفسرون والعلماء جزاهم الله خيرا. وتبقى العين المحبوسة في المسموح حتى يمدد لها في اللامسموح لترى جزءا منه، وحالة الاحتضار وما بعده، عندما يرى المرء مكانه في الجنة والنار، ويرى عمله على هيئة رجل، فإذا كان محسناً في الدنيا مطيعاً لربه، مسارعاً في الخيرات، يأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح. "مسند أحمد، ص389/4. وأما إن كان مسيئاً في الدنيا عاصياً لربه، مسارعاً في المحرمات، يأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث. " مسند أحمد ، ص389/4. والنتيجة أن الله تعالى قد زودنا بأجهزة إبصار تعمل في مجال محدد وقد اختار الله لعمل هذه الأجهزة أي العيون مجالاً محدداً لأن الله تعالى يريد أن يجنبنا الإشعاعات الضارة التي لا نراها، ولو كنا مثلاً نرى الأشعة تحت الحمراء لن نرى أي جسم رؤية واضحة بل سنرى هالات حمراء تحيط بكل الأجسام، ولذلك فمن رحمة الله أنه حدد لنا مجال الرؤيا بحيث نكون في أفضل الحالات، وهذه نعمة لن ندركها حتى ينكشف عنا الغطاء الذي حجب الله به رؤية كثير من الإشعاعات، وهذا سيكون يوم القيامة، والله تعالى أعلم.
فبصرك اليوم حديد تفسير
لذا قال الحق تبارك وتعالى مخبرا عن الموت وأهواله وحالة الاحتضار في سورة ق { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ} الآية 22 و قوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ} أي أزلنا عنك غفلتك {فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ} وكان من قبل كليلا، أي ضعيفا وإليه الإشارة بقوله تعالى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس في غفلة فإذا ماتوا انتبهوا" الحلية لأبي نعيم.. وتبقى العين المحبوسة في المسموح حتى يمدد لها في اللامسموح لترى جزءا منه، في حالة الاحتضار وم ا بع ده، عندما يرى المرء مكانه في الجنة والنار، ويرى عمله على هيئة رجل، فإذا كان محسناً في الدنيا مطيعاً لربه، مسارعاً في الخيرات، يأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير؟ فيقول: أنا عملك الصالح. " مسند أحمد، 89/4. وأما إن كان مسيئاً في الدنيا عاصياً لربه، مسارعاً في المحرمات، يأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث. "
يوجد على بصر كل إنسان غطاء يمنعه من رؤية أشياء كثيرة.. وبعد الموت يصبح بصر الإنسان قويا بعد أن يزاح هذا الغطاء عن العين.. عندها سيرى كل شيء... الجن والملائكة وغير ذلك... حتى أنه يرى روحه وهي تطلع... وأحياناً يزاح هذا الغطاء قبل الموت بدقائق أو ساعات... لذلك نسمع من البعض الذين هم على فراش الموت أنهم يرون الملائكة أو أنهم يرون الجنة إن كانوا صالحين. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) الحديث رواه مسلم وأحمد..... فالروح مفصولة عن البصر ويتبعها البصر أينما ذهبت... وكأنه جهاز مستقل بذاته... والبصر هنا هو البصر الخارق (الحديد) مكشوف عنه الغطاء. لاحظ أن البصر الحديد ينشط بعد موت صاحبه.. أي أن البصر الحديد موجود لدى كل شخص منا منذ أن يولد... لكنه يعتبر نائم ولا يستيقظ إلا عند خروج الروح إلى بارئها... والسؤال هنا: هل يستيقظ البصر الحديد ونحن أحياء ؟ الجواب: أن البصر الحديد يستيقظ "ينشط" آلاف المرات خلال حياتنا... بل كلنا قد رأينا من خلال هذا البصر تقريبا كل ليلة... رأينا الكثير من الأشياء من خلال هذا البصر... وكلما زاد صلاح المرء وورعه وزهده في الدنيا... زادت في المقابل قوة إبصاره من خلال البصر الحديد.