يقول الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128). كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على قومه, وكان بالمؤمنين رءوفًا رحيمًا، وكان من رحمته بهم تعهدهم بالموعظة الحسنة، وإرشادهم إلى ما يزكي نفوسهم ويطهر قلوبهم ويطبعهم على محبة الخير والفضيلة؛ لأنه خير وفضيلة، وبذلك سمت أغراضهم وقويت عزائمهم، ونهضت هممهم، وارتبطوا في أعمالهم بمصدر الخير الدائم الذي لا ينقطع مدده، ولا يحجب رفده، فاستقامت لهم الأمور، وانتظمت بهم الشئون، وسارت في طريق الكمال لا تلتوي بهم مسالك الهوى، ولا تأخذ بهم تيارات الشهوة عما أعده الله لعباده المؤمنين من حياة عزيزة دائمة، وسعادة أبدية خالدة. صدق الله فوضع الله له القبول في الأرض. وهكذا كان يرشد الرسول أمته، وهكذا نهضت أمته بالحياة، وكملوا نفوسهم بالإخلاص لله، فألقت الدنيا إليهم بمقاليدها، واستقرت لهم الكلمة في أرجائها، وأصبحوا بعد جاهلة آثمة أئمة يهدون بأمر الله. ولقد كان من أهم الإرشادات التي تتصل بإصلاح القلوب والنفوس، بل من أهم أنواع العلاج في تقوية العقيدة، وتهذيب النفس والخلق، ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
صدق الله فوضع الله له القبول في الأرض
العمل على التحقق من صحة كافة الأحاديث النبوية الشريفة قبل نشرها، وحين التحقق من صحتها يتم العمل بها. الاستعانة بقدرة الله سبحانه وتعالى فقط في أمور الطاعة والإخلاص. أحاديث نبوية عن إخلاص النية
جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت أمر إخلاص النية في العمل حتى يقبله الله سبحانه وتعالى من قبل الفرد المسلم، ومن خلال النقاط التالية سوف نستعرض عدد من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت في ذلك:
روى عبد الله بن عمرو رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "- مَنْ سمَّعَ الناسَ بعملِهِ سمَّعَ اللهُ بهِ سامِعَ خلقِهِ وصغرَهُ وحقرَهُ". من شروط لا إله إلا الله القبول وضده. كما روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قال اللهُ تعالَى: أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ". روى عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "- نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم ".
القبول من الله – لاينز
وكذلك قوله عز وجل:
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ). ودليل أخر قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ). قبول الأعمال الصالحة
يوجد العديد من العلامات التي تدل على قبول العمل الصالح، وهذه العلامات سوف نقوم بالتعرف عليها الآن:
زيادة في الطاعة
أبرز دليل على قبول العمل الصالح هو إقبالك الدائم عل القيام بالكثير من العبادات. القبول من الله. حيث قال الشيخ الحسن في ذلك ما يلي:
(إنَّ مِن جزاءِ الحسَنةِ الحسَنة بَعْدَها، ومِن عقوبةِ السيئةِ السيئةُ بعدها، فإذا قبل اللهُ العبدَ فإنه يُوفِّقه إلى الطاعة، ويَصْرفه عن المعصية). الابتعاد عن الرجوع للذنب
في حالة قيامك بتذكر ذنوبك والندم على ارتكابها، وشعورك بالسعادة لأنك ابتعدت عنها يكون ذلك أكبر دليل على أن كل أعمالك الصالحة تم قبولها. لكن في حالة قيامك بتذكر الذنوب والمعاصي وكان لديك رغبة في التلذذ بها من جديد، وشعورك بالسعادة عند تذكرها يكون ذلك دليل على أن أعمالك الصالحة لم تقبل.
القبول من الله
الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار. الدّعاء والمناجاة في السّرّ والعلن وكلّ وقتٍ وحين. حضور المجالس الدّينية وحلقات التّعليم الشّرعيّة. القبول من الله – لاينز. التّأكّد من صحّة الأحاديث النّبويّة قبل نشرها والعمل بها. الاستعانة بالله تعالى على الطّاعة والإخلاص. أحاديث عن إخلاص النية
توجد العديد من الأحاديث النّبويّة الشّريفة الّتي تتحدّث عن إخلاص النّية لله تعالى في الأعمال والعبادات، نذكر منها:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ به، ومَن يُرائِي يُرائِي اللَّهُ بهِ". [9]
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عن ربّه تبارك وتعالى: "أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ". [10]
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم". [11]
شاهد أيضًا: ما هو الشرك الخفي
هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا شروط قبول العمل عند الله تعالى، حيث قمنا بالحديث عن الشّروط وكيفية تحقيقها، وتعرّفنا على العبادة في الإسلام، وبعض الأحاديث الّتي تتضمّن إخلاص النّيّة.
ثم يوضع له القبول في الأرض - موقع مقالات إسلام ويب
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك وتعالى:
(أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ). وهنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن شروط قبول العمل عند الله وتعرفنا على كل الأمور التي تتعلق بالأعمال الصالحة عبر مجلة البرونزية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.