صحيح مسلم، ج: 2، ص: 810 1156 – حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان". 1156 – وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن بن عيينة قال أبو بكر حدثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي لبيد عن أبي سلمة قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا". 782 – حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان وكان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل" كذلك في البخاري.
- ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل
- حديث: أرسل أم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر
ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل
وهذا الحديث يؤكده حديث سودة وأسماء وكلام عائشة رضي الله عنهن المتقدم، وكلها أقوى من حديث ابن عباس رقم 16. والله أعلم.
حديث: أرسل أم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر
بل لم يرضَ الإسلام منّا أن نجتنب الظّلم ونسلم منه فقط، بل أوجب علينا أن نُحقّ الحقّ ونأخذ على يد الظّالم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ( مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ، وَهُوَ يقَدِرُ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). مسند أحمد: 15985
فأين نحن مِن القيام بهذه الحقوق والواجبات؟! ، ألا فليعلمْ كلّ مَن رأى مظلومًا، ثمّ لم يكن عنه منافحًا، ولا عن المنكر ناهيًا، كان على خطرٍ عظيمٍ، قال تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78-79]. ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله عزوجل. أحداثٌ وعبرٌ تستدعي فهم السّنن الرّبانيّة، وتستلزم عدم الرّكون إلى الّذين ظلموا، والحذر مِن الاغترار بالجاه والسّلطان، والقوّة والمال، وتأمرنا بنصرة المستضعفين، والوقوف جانب المظلومين، ومجابهة الظّلمة الطّغاة المجرمين، غير آبهين لقوّتهم ولا مكترثين، فمهما بلغت قوّة الظّلوم، وضعُفَ المظلوم، فإنّ الظّالم مقهورٌ مخذولٌ، وفي التّاريخ القديم والحديث شواهد كثيرةٌ على ذلك، فكمْ مِن جبابرةٍ نازعوا الله سبحانه في كبريائه وعظمته، فقصمهم الله وأذلّهم، وجعلهم عبرةً لخلقه؟!
حكم الحديث: ضعيف لإرساله أخرجه ابن هشام في السيرة ت السقا (ج1/ص424-425) والطبري في التاريخ (ج2/ص350) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق حدثني الزهري أنه أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم- يقال له: بيحرة ابن فراس. قال ابن هشام: فراس بن عبد الله بن سلمة الخير بن قشير ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة-: والله، لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء ، قال: فقال له: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه. إسناده ضعيف لإرساله فالزهري تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومراسيله ضعيفة فقد قال أحمد بن سنان كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري شيئًا ويقول هو بمنزلة الريح وقال يحيى بن معين مراسيل الزهري ليس بشيء (انظر كتاب المراسيل لابن أبي حاتم الرازي ص3) هذا والله تعالى أعلم