حُسنُ المُعاشرة وكرمُ الأخلاق وطيبُ الكلام وحُسنُ المحضر، فلا يكونُ غيابُ الزّوج عن أهل بيته أحبَّ إليهم من حُضوره؛ لما يجدون من غلظته وسوء تصرُّفه. التخلُّقُ بأحسن ما يكونُ عليه في بيته، فيُظهرُ عطفهُ وكرمهُ ولين الجانب وطيب المعشر، وفي ذلك تكتملُ القيمةُ التي بُنيت عليها الأسرةُ في رباط الزّوجيّة ويصلُحُ أمر المُجتمع، ويحسُنُ النّشء وتستقرُّ الأنفس وتتحقّقُ الألفةُ والسّكن. تلبية الرجل لحاجة زوجته، فيستمتع كلّ منها بالآخر [١٣] بالطرق المباحة، يقول -سبحانه-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). [١٤]
زيارة والديها، ووصل محارمها، فلا يحقُّ للزوج منعها، على أن تكون الزيارة بالمعروف، دون إسراف أو تقصير في حقِّ بيتها أو زوجها. الحقوق الأسرية - 2 - حقوق الزوجة. [١٥] خلاصة المقال: جعل الله -سبحانه- الزواج علاقة سامية بين الرجل وزوجته، وجعل لكلِّ منهما حقّاً على الآخر، وواجب تجاه هذا الميثاق الغليظ، فلا يجب التهاون به، أو التقصير بشأنه. المراجع ↑ صالح بن حميد، البيت السعيد وخلاف الزوجين ، صفحة 12-15. بتصرّف. ↑ جابر الجزائري، النكاح والطلاق أو الزواج والفراق ، صفحة 10-11. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية: 34. ↑ عايد الحربي، النشوز بين الزوجين ، صفحة 24-26.
- حقوق الزوجة في الإسلام (واجبات الزوج)
- الحقوق الأسرية - 2 - حقوق الزوجة
- ما هي حقوق الزوجة| الزواج في الإسلام
حقوق الزوجة في الإسلام (واجبات الزوج)
رواه مسلم ( 1218). د - عدم الخروج من البيت إلا بإذن الزوج: من حق الزوج على زوجته ألا تخرج من البيت إلا بإذنه. وقال الشافعية والحنابلة: ليس لها الخروج لعيادة أبيها المريض إلا بإذن الزوج ، وله منعها من ذلك.. ؛ لأن طاعة الزوج واجبة ، فلا يجوز ترك الواجب بما ليس بواجب. هـ - التأديب: للزوج تأديب زوجته عند عصيانها أمره بالمعروف لا بالمعصية ؛ لأن الله تعالى أمر بتأديب النساء بالهجر والضرب عند عدم طاعتهن. وقد ذكر الحنفية أربعة مواضع يجوز فيها للزوج تأديب زوجته بالضرب ، منها: ترك الزينة إذا أراد الزينة، ومنها: ترك الإجابة إذا دعاها إلى الفراش وهي طاهرة ، ومنها: ترك الصلاة ، ومنها: الخروج من البيت بغير إذنه. ما هي حقوق الزوجة| الزواج في الإسلام. ومن الأدلة على جواز التأديب:
قوله تعالى: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) النساء/34. وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) التحريم/6. وقال قتادة: تأمرهم بطاعة الله ، وتنهاهم عن معصية الله ، وأن تقوم عليهم بأمر الله ، وتأمرهم به ، وتساعدهم عليه ، فإذا رأيتَ لله معصية قذعتهم عنها ( كففتهم) ، وزجرتهم عنها. وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
هناك حقوق مشتركة تجب لكل واحدٍ من الزوجين تجاه الآخَر، فمِنْ أهمِّ الحقوق المشتركة بينهما:
1- المعاشرة بالمعروف: فيُعاشِر كلٌّ من الزوجين صاحِبَه معاشرةً حسنة، فلا يؤذيه بالفعل ولا بالقول ولا بما يُستنكر شرعاً ولا عُرفاً ولا مروءة، وإنما بالصبر والرحمة واللُّطف والرِّفق. قال الله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فالمودة والرحمة هي أصلُ حُسْنِ الصحبة، والمعاشرة بالمعروف، وهي سِرُّ السعادة بين الزوجين. 2- المُناصحة بينهما: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» رواه البخاري ومسلم. حقوق الزوجة في الإسلام (واجبات الزوج). وبعض الأزواج يظن أنَّ قيام المرأة بالنصيحة له نوع من التطاول على حقِّه، وخَدش لكرامته، وللقوامة عليها، وهذا خطأ فادح؛ لأن التناصح مأمور به شرعاً. 3- حقُّ الإنجاب: وهو أمْرٌ فِطري عند الرجل والمرأة، وينبغي لِمَنْ زهِدَ منهما في الولد أن يُراعي حقَّ الآخَر؛ ولهذا رأى الفقهاء - لَمَّا تحدَّثوا عن العَزْل - أن يكون بإذن الزوجة؛ مراعاةً لِحَقِّها في قضاء الوَطر، وحقِّها في الولد. أيها المسلمون.. إنَّ الأصل في حقوق الزوجة على زوجها قولُ الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]؛ وقوله: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228].
الحقوق الأسرية - 2 - حقوق الزوجة
ذات صلة ما هي حقوق الزوج على زوجته ما هو حق الزوجة على زوجها
الحقوق المشتركة بين الزوجين
يوجد بعض الحقوق المتشتركة بين الزوجين ومنها: [١] [٢]
المعاشرة بالمعروف ، حيث أنه من الواجب أن يعامل كلا الزوجين الآخر معاملة حسنة، فلا يقوم بتعريضه لأي نوع من أنواع الإساءات لا بالفعل ولا بالقول أو بغيرها من الأمور، بل يجب أن تكون علاقة الزوج بزوجته مبنية على المعاشرة بينهما بالمعروف من خلال التمسك بالصبر والرحمة والرفق، قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف). [٣]
التناصح بين الزوجين ، يجب أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيئاً أساسياً بين الزوجين، كما على الرجل أن يتقبل النصيحة من زوجته حيث قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم:(إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ ، إنَّ الدِّينَ النَّصيحةُ، قالوا: لمَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال: للهِ ، وكتابِه ، ورسولِه ، وأئمةِ المؤمنين ، وعامَّتِهم ، وأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم). [٤]
الشورى ، يجب أن يتم تداول أمور البيت من تربية الأولاد وتدبير أمور الأسرة بين الزوجين، لأنه من الخطأ أن يقوم الرجل بالاستبداد والاعتماد على رأيه دون أدنى التفات لرأي زوجته بل إن استشارتها في بعض الأمور قد يساعد في استقامة الأمور وتصلح شؤون الأسرة.
وهناك توجهات نبوية تحثُّ على التعامل الإنساني مع الزوجة وحتى استشارتها ، وإن لم يرد الزوج أن يأخذ برأيها في ذلك المورد ، لأن استشارة الزوج لزوجته معناه إجراء حوارٍ مستمرٍّ معها ، وهذا مما يندب إليه العقل والشرع. إذن لها حقٌّ معنوي مُكمل لحقوقِها المادية ، وهُو حقُّ الاحترام والتقدير ، وانتقاء تعابير مهذَّبة لائقة عند التخاطب معها تشيع أجواء الطمأنينة ، وتوقد شمعة المحبَّة ، فيقول الرسول ( صلَّى الله عليه وآله): ( قَولُ الرَّجل للمرأة: إنِّي أُحِبُّكِ ، لا يَذْهَبُ مِن قَلْبِهَا أبَداً). فإكرام الزوجة ، والرحمة بها ، والعفو عن زَلاَّتها العادية ، هي الضمان الوحيد والطريق الأمثل لاستمرار العُلقة الزوجية ، وبدون مراعاة هذه الأمور يصبح البناء الأسري هَشّاً كالبناء على الرمل ، فقد ثبت أن أكثر حوادث الطلاق تحصل من أسبابٍ تافهة. لقد فصل أحد القضاة في أربعين ألف قضية خلاف زوجي ، وبعدها قال هذه الجملة: إنَّك لتجد التوافه – دائماً – في قرارة كل شقاء زوجي ، فلو تحلَّى الزوجان بالصبر ، وغضّا النظر عن بعض الأخطاء التي تحصل من غير عَمدٍ ، لأمكن صيانة العش الزوجي من الانهيار. حقوق الزوجة في فكر أهل البيت ( عليهم السلام):
يتطرق الإمام زين العابدين ( عليه السلام) في رسالة الحقوق لحق الزوجة ، ويلقي أضواء إضافية على حقها المعنوي المتمثل بالرحمة والمؤانسة ، فيقول ( عليه السلام): ( وَأمَّا حَقّ رَعيَّتك بِملك النِّكاحِ ، فأنْ تَعلَمَ أنَّ اللهَ جعلَهَا سَكناً ومُستَراحاً وأُنساً وَوِاقِية ، وكذلك كُلّ واحدٍ مِنكُما يَجِبُ أنْ يَحمدَ اللهَ عَلَى صَاحِبِه ، ويَعلَمَ أنَّ ذَلِكَ نِعمةً مِنهُ عَلَيه.
ما هي حقوق الزوجة| الزواج في الإسلام
لقد دَحض القرآن الحكيم الأفكار الباطلة التي كان الناس يعتقد بها في السابق ، وأقرَّ بأن طبيعة التكوين وأصل الخلقة بين الرجل والمرأة واحد ، فلم يخلق الرجل من جوهرٍ مكرم ، ولا المرأة من جوهر وضيع ، بل خلقهما الله من عنصر واحد وهو التراب ، ومن نفس واحدة ، فيقول تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء: ۱. وبذلك ارتقى بالمرأة عندما جعلها مثل الرجل تماماً من جهة الطبيعة التكوينية ، ووفر لها من خلال ذلك حقَّ الكرامة الإنسانية ، ثم إن القرآن وحَّد بين الرجل والمرأة في تحمُّل المسؤولية ، فقال تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً). على أن التساوي بينهما في أصل الخلقة والكرامة والمسؤولية ، لا يعني بتاتا إنكار الاختلاف الفطري والطبيعي الموجود بينهما ، والذي يؤدي إلى الاختلاف في الحقوق والواجبات ، فميزان العدالة السليم هو التسوية بين المرء وواجباته ، وليس التسوية في الحقوق والواجبات بين جنسين مختلفين تكويناً وطبعاً.
وَوَجَبَ أن يُحسِنَ صُحبَة نِعمَةِ اللهِ ، ويُكرمَهَا ، ويرفقَ بِها ، وإنْ كانَ حَقُّك عَلَيها أغْلَظَ ، وطَاعَتُك بِها ألزَمَ ، فِيمَا أحبَبْتَ وكرهْتَ ، ما لَم تَكن مَعصِية فإنَّ لَهَا حَقَّ الرَّحمَةِ والمُؤَانَسةِ ولا قُوَّة إلاَّ بالله). والتمعُّن في هذه السطور يظهر لنا أن الرابطة الزوجية هي نعمة كبرى تستحق الشُّكر اللَّفظي ، بأن يحمد الله تعالى عليها ، وتستوجب الشكر العملي ، بأن يكرم المرء زوجته ، ويرفق بها ، ويعاملها باللطف والرحمة ، ويعقد معها صداقة حقيقية ، كما يعقد أواصر الصداقة مع الآخرين. أما لو تصرَّف معها بالعُنف ، وأحصى عليها كلّ شارِدة ووارِدة ، فسوف يقطع شرايينَ الودّ والمحبَّة معها ، ويكون كَسِكِّين حادة تقطع رباط الزوجية المقدَّس. ولقد بين الإمام الصادق ( عليه السلام) بكل وضوح السياسة التي يجب على الزوج اتِّباعها لاستِمالة زَوجتِه ، وعدم قَطع حبال الودِّ معها. فقال ( عليه السلام): ( لا غِنَى بالزَّوجِ عَن ثلاثَةِ أشياءٍ فِيمَا بَينَه وبَين زَوجَتِه ، وهي: الموافَقَة ، ليَجتلِبَ بِها مُوافقَتها ومَحبَّتها وهَواهَا ، وحُسن خُلقِه مَعها واسْتِعمَاله استمَالَةَ قَلبِهَا بالهَيئة الحَسَنة في عَينِها ، وتوسِعته عَلَيها).