فهذا الرجل أراد أن يستعجل عذاب الآخرة، سائلا الله أن يعجل له في الدنيا ماله من العذاب في الآخرة فضعف وهزل جسمه حتى أصبح مثل العصفور الصغير، فعاتبه النبي -صلى الله عليه وسلم -على ذلك، وأخبره بأنه كان يسعه أن يقول: " اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فدعا بهذا فشفاه الله وعافاه. فهذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء فيتمنى لو طهره الله من الذنوب في الدنيا فيعجل له البلاء والعقوبة، وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.. حديث عظيم اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد | منتديات دفاتر تربوية تعليمية مغربية || dafatir.info. بل باب التوبة والعافية خير وأبقى، هذا فضلاً على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء هل يصبر أو يضعف. بل إن تمنى البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة والوثوق بها وترك الاستعانة بالله تعالى، فنسأل الله العافية والسلامة التي لا يعدلها شيء. وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه يوم الطائف: «إن لم يكن بك على غضب فلا أبالى، غير أن عافيتك أوسع لي» فلاذ بعافيته. كما استعاذ بها في قوله صلى الله عليه وسلم: «أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك»
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر"
قال ابن القيم: وقوله: " وعافني فيمن عافيت " إنما يسأل ربه العافية المطلقة ، وهي العافية من الكفر والفسوق والعصيان، والغفلة والإعراض، وفعل ما لا يحبه، وترك ما يحبه ؛ فهذا حقيقة العافية ، ولهذا ما سئل الرب شيئا أحب إليه من العافية لأنها كلمة جامعة للتخلص من الشر كله وأسبابه " "شفاء العليل" (ص111)
3- اللهم استر عوراتي:
والعورة هي كل ما يخشى العبد أن يطلع عليه الناس، ويستحي أن يعلموه من حاله.
حديث عظيم اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد | منتديات دفاتر تربوية تعليمية مغربية || Dafatir.Info
تاريخ الإضافة
22 مارس, 2022
الزيارات:
18262
شرح الدعاء: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. " رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه
لم يكن يدع هؤلاء الكلمات معناه أنه يحافظ عليها ويداوم عليها. وهذه الدعوات من أجمع الدعوات لأنها تشمل السلامة من الآفات الدينية والدنيوية كما سنبين. 1- اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة:
العافية في الدنيا: المقصود بها طلب السلامة من الأسقام، والأمراض، والبلاء، وطلب الأمان من كل ما يضرّ العبد في دنياه. العافية في الآخرة: العافيةُ في الآخرة فإنها تكونُ بالسّلامةِ والأَمْنِ مِن عذاب الآخرة، والوقاية من أهوالها ، وشدائدها، وكرباتها، وما فيها من العقوبات، بدءً من الاحتضار، وعذاب القبر، والحشر والفزع الأكبر، والصراط، والميزان، وعذاب النار.
ا لخطبة الأولى ( سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
روى الترمذي بسند حسن ( أَنَّ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ « سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ »، ورى الترمذي بسند صحيح ( عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ « سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ. فَقَالَ لِي « يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ سَلِ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ »
إخوة الإسلام
إن نعمة العافية من أجل نعم الله على عباده ،ومن أجزل عطاياه ،وأوفر منحه ، فما أمسَّ حاجتنا إلى التِزام دعاء العافية في الدِّين والدُّنيا والآخرة؛ أمَّا الدِّين، فيعافيك اللهُ من الشِّرك والضَّلال، والانحراف والبِدَع والشُّبهات، وأمَّا الدنيا، فمِن هُمومها وآفاتِها وشقائها، وأمَّا الآخرة، فمِن فِتنَتِها وعذابها وسَعيرها.