وكما:-
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ قال: ما شعر بهم رسول الله ﷺ حتى جاءوا، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه فيهم، وأخبر عنهم. وقال آخرون: بل أمر نبيّ الله ﷺ أن يقرأ عليهم القرآن، وأنهم جمعوا له بعد أن تقدّم الله إليه بإنذارهم، وأمره بقراءة القرآن عليهم. وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ﴾ قال: "ذكر لنا أنهم صرفُوا إليه من نِينَوَى، قال: فإن نبيّ الله ﷺ، قال: إني أمرت أن أقرأ القرآن على الجنّ، فأيكم يتبعني"؟ فأطرقوا، ثم استتبعهم فأطرقوا، ثم استتبعهم الثالثة فأطرقوا، فقال رجل: يا رسول الله إنك لذو بدئه، [[في ابن كثير " لذو ندبة "، وكأن الرجل يتعجب من نشاط رسول الله ﷺ وإسراعه لما ندب أصحابه إليه فأحجموا. ولعله مأخوذ من قولهم " رجل ندب " أي خفيف سريع في الحاجة. ]] فاتبعه عبد الله بن مسعود، فدخل رسول الله ﷺ شعبا يقال له شعب الحجون. قال: وخطّ نبي الله ﷺ على عبد الله خطا ليثبته به، قال: فجعلت تهوي بي وأرى أمثال النسور تمشي في دفوفها، وسمعت لغطا شديدا، حتى خفت على نبيّ الله ﷺ، ثم تلا القرآن؛ فلما رجع نبيّ الله قلت: يا نبيّ الله ما اللغط الذي سمعت؟ قال: اجتمعوا إليّ في قتيل كان بينهم، فقُضي بينهم بالحقّ.
- وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن
- إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأحقاف - قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - الجزء رقم12
- الباحث القرآني
وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن
وقوله ﴿فَلَمَّا قُضِيَ﴾
يقول: فلما فرغ رسول الله ﷺ من القراءة وتلاوة القرآن. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، ﴿فَلَمَّا قُضِيَ﴾ يقول: فلما فرغ من الصلاة. ﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾. وقوله ﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾
يقول: انصرفوا منذرين عذاب الله على الكفر به. الباحث القرآني. وذُكر عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ جعلهم رسلا إلى قومهم. ⁕ حدثنا بذلك أبو كُرَيب، قالا ثنا عبد الحميد الحِمَّانيّ، قال: ثنا النضر، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا القول خلاف القول الذي روي عنه أنه قال: لم يكن نبيّ الله ﷺ علم أنهم استمعوا إليه وهو يقرأ القرآن، لأنه محال أن يرسلهم إلى آخرين إلا بعد علمه بمكانهم، إلا أن يقال: لم يعلم بمكانهم في حال استماعهم للقرآن، ثم علم بعد قبل انصرافهم إلى قومهم، فأرسلهم رسلا حينئذ إلى قومهم، وليس ذلك في الخبر الذي روي.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأحقاف - قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - الجزء رقم12
2018-10-12, 01:33 PM #1 وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن أبو الهيثم محمد درويش {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ}: صرف الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وفداً من الجن ليكمل بلاغ محمد صلى الله عليه وسلم للثقلين الإنس والجان. فلما استمعوا وتواصوا بالإنصات وأقبلوا ولم يعرضوا شرح الله صدورهم للإسلام وفتح قلوبهم للإيمان فآمنوا وأصبحوا أول دعاة للإسلام إلى الجن, فبشروهم بكتاب جديد يهدي إلى الحق لما فيه من الحكم والأحكام ومصدق لما سبقته من الكتب, فهو مكمل وشامل لكل ما لم تشمله التوراة وكذا مهيمن على ما احتواه الإنجيل من أحكام تكميلية للتوراة, متناسق مع أصل الكتب السابقة يدل أتباعه على الله وصراطه والطريق الموصل إلى الجنة. دعوا قومهم إلى الإيمان وبشروهم بالمغفرة والفوز إن هم آمنوا وأذعنوا, وحذروهم من الخسران فلن يفلت من الله مستكبر أو معاند, ولن يعجز الله عن عقاب مخالفيه, فالفلاح كل الفلاح والفوز المبين في ولاية الله وتوحيده, والخسران كل الخسران والعذاب الأليم في الابتعاد عن تلك الولاية وعن عقيدة التوحيد.
الباحث القرآني
وذُكر لنا أن ابن مسعود لما قَدِم الكوفة رأى شيوخا شُمطا من الزُّط، فراعوه، قال: من هؤلاء؟ قالوا: هؤلاء نفر من الأعاجم، قال: ما أريت للذين قرأ عليهم النبيّ ﷺ الإسلام من الجنّ شبها أدنى من هؤلاء. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، أن نبيّ الله ﷺ ذهب وابن مسعود ليلة دعا الجنّ، فخطَّ النبيّ ﷺ على ابن مسعود خطا، ثم قال له: لا تخرج منه ثم ذهب النبيّ ﷺ إلى الجنّ، فقرأ عليهم القرآن، ثم رجع إلى ابن مسعود فقال: وهل رأيت شيئا؟ قال: سمعت لغَطا شديدا، قال: إن الجنّ تدارأت في قتيل قُتل بينها، فقُضِي بينهم بالحقّ، وسألوه الزاد، فقال: وكل عظم لكم عرق، وكلّ روث لكم خُضْرة. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الأحقاف - قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن - الجزء رقم12. قالوا: يا رسول الله تقذّرها الناس علينا، فنهى النبيّ ﷺ أن يستنجي بأحدهما؛ فلما قدم ابن مسعود الكوفة رأى الزُّطّ، وهم قوم طوال سود، فأفزعوه، فقال: أظَهَرُوا؟ فقيل له: إن هؤلاء قوم من الزُّطّ، فقال ما أشبههم بالنفر الذين صُرِفوا إلى النبيّ ﷺ. ⁕ قال: ثنا ابن ثور، عن معمر. عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غَيلان الثقفيّ أنه قال لابن مسعود: " حُدثت أنك كنت مع رسول الله ﷺ ليلة وفد الجنّ، قال: أجَل، قال: فكيف كان؟ فذكر الحديث كله.
واعلم أن قوله: ( أجيبوا داعي الله) فيه مسألتان:
المسألة الأولى: هذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثا إلى الجن كما كان مبعوثا إلى الإنس ، قال مقاتل: ولم يبعث الله نبيا إلى الإنس والجن قبله.