خطبة عن الصبر عند مصيبة الموت إن حياة الإنسان على هذه الأرض محكومة بفترة زمنية يمنحها لنا الخالق بين الولادة والوفاة، ولذلك فإن الموت ومفارقة الأحبة من الأمور التي كتبها الله علينا، وعلينا أن نصبر ونتحمل الفقد بلا جزع، لأن الله سيجمعنا بمن نحب إذا أطعناه، نسأل الله تعالى أن لا يحملّنا ما لا طاقة لنا به وأن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا هو ولينا ومولانا وعليه فليتوكل المتوكلون. خطبة عن الصبر على طاعة الله بالصبر يمحص الله الإنسان الذي يتمتع بإيمان قوي من هذا الذي لم يتعمق الإيمان في روحه ويتجذّر، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – "يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ صلوات ربي وسلامه عليه: الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ. " فبالصبر والعمل تبلغ أرفع الدرجات، وتنال المراد في الحياة الدنيا وفي الآخرة، والكثير من الناس يشعرون بالإعياء ويفقدون الرغبة في استكمال الطريق وإكمال العمل لفراغ صبرهم، وقد يكون هؤلاء على بعد خطوة واحدة من تحقيق مبتغاهم، ولكن نفاد الصبر قد جعلهم يخسرون الكثير من العمل، ولا ينالون الجائزة المرجوة.
خطبة قصيرة عن الصبر - سطور
وتذكرناً أحبائي بحقارة الدنيا فهي دنيا هينة. كما يجب أن تستسلم لأمرها ولجميع شؤونها. الصابرون على البلاء هم الراضون بقضاء الله وقدرته على بلائه. فإن من يقولون إذا أتتهم المصيبة يقولوا إنَّا لله وإنا إليه راجعون. ومن بعدها بشَّرهم الله عز وجل ببشارتين وهي صلوات من عند ربهم ورحمة. بالإضافة إلى الهداية علاوةً على ذلك. نعمة الله، حتى نعمة الله عليك ابتلاء؛ فصحتك نعمة، وعافيتك نعمة، وقوتك نعمة. وسلامتك أنت وجوارحك نعمة، ومالك نعمة، وأولادك نعمة، وجاهك نعمة. ونِعَم الله على الإنسان كثيرة جداً لا تعَد ولا تحصر. وإن صبرك على النعمة أشدَّ عليك من الصبر على المصائب. والصبر على نعم الله يكن بشكر المنعِم، واتباع ما أمَر، والبعد عما نهى. آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الصبر
في خطبة قصيرة عن الصبر ذكرنا بعض آيات القرآن الكريم، وها نحن نذكر لكم المزيد من الآيات التي توضح فضل الصبر. روى الشيخان الإمام بخاري ومسلم. ((ما يصيب المؤمنَ مِن نَصَب ولا وَصَب، ولا همٍّ ولا حَزَن، ولا غَم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)). وروى عن الإمام مسلم. ((ما من مسلم يشاك الشوكة فما فوقها، إلا كتب الله له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة))؛ مفتاح الخطابة.
وفي الصبر قال نبينا الكريم أيضًا: "إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرِّضا ومن سخِط فله السُّخطُ. " وبالصبر يكد الإنسان ويعمل من أجل تحقيق مبتغاه، فالطالب يجتهد ويعمل ويصبر على الدرس ويسهر الليالي، وينتظم في مقاعد الدراسة سنوات، من أجل الحصول على الدرجة العلمية، والتسلح بالعلم في مواجهة الحياة، وتحسين فرصه في العمل والحياة. والفلاح يصبر على النبتة حتى تنمو وتترعرع وتصير ثمرة يمكنه استخدامها في غذاءه ويتكسب منها عيشه، وكذلك العامل والمعلم، وكل إنسان يكدح من أجل تحقيق ذاته، وصون وجهه عن المال الحرام. خطبة قصيرة جدًا عن الصبر الأصدقاء الأعزاء في خطبة عن الصبر قصيرة نذكر المثل الصيني القائل: "إن لحظة واحدة من الصبر قد تقي من كارثة كبيرة، ولحظة واحدة من نفاد الصبر يمكن أن تفسد حياة بأكملها. " إن فقدان الصبر في الكثير من الأحيان يجعلك تخسر معركتك، ويعطي للخصم أفضلية عليك، والإنسان مهما بلغ من مستويات الثراء والسعادة والشهرة، لابد وأن يختبر لحظات مظلمة في حياته، فالحياة لها ميزان دقيق بين الحزن والفرح، والنجاح والفشل، والتقدم والتراجع، وكل شئ في تغير مستمر، من صيف إلى شتاء، ومن شباب إلى شيخوخة، ومن غنى إلى فقر، والإنسان معرّض لاختبار أي شئ في حياته في أي وقت، وما لم يكن يمتلك مفاتيح الصبر فقد لا يتمكن من الصمود أمام عواصف الحياة الهوجاء.