تفسيراتهم لتلك النتائج تنوعت، لكن انتهوا إلى خلاصة مفادها أن هناك شيئاً ما يحدث بالدماغ حين يكون الإنسان على حافة الموت أو ساعة الاحتضار، وهذا الشيء هو الذي يدفع الدماغ الواعي إلى مستوى عالٍ من الإثارة والنشاط الزائد، الأمر الذي يُحتمل أن يكون ذاك النشاط غير الطبيعي، بسبب رؤى معينة أو أحاسيس محددة تصدر عن دماغ الميت ومرتبطة بواقع آخر يختلف كلياً عن واقعنا الدنيوي، أو إن صح التعبير، حياة أخرى غير الحياة الدنيا. إضافة إلى أن هذا الاكتشاف العلمي يعتبر أول دليل علمي مادي على وجود حياة ثانية للإنسان بعد الموت، وأول إضافة من نوعها بهذا المجال في تاريخ العلم الحديث.
- احاسيس ما قبل الموت - المحطة
احاسيس ما قبل الموت - المحطة
ما القيمة الإنسانية والوطنية والقيم الإعلامية الباقية بعد لطلاء وجه لبنان المترهّل البشع بطبقاته المتعددة الألوان والكوارث المتراكمة؟ هذا لون من ألوف الأسئلة القهّارة بلا أجوبة تعرّي الواقع الجهنّمي والساحات الشعبية المُقيمة في الطوابير أمام أصحاب المطاحن والأفران والمياه ومحطات الوقود ومستودعات الغاز والصيدليات والمستشفيات. عنوان نموذجي: إبادة جماعية للمرضى وخصوصاً مرضى السرطان في لبنان من قبل محتكري الأدوية. عنوان آخر: 84 بالمئة من اللبنانيين تحت خطّ الفقر. لو شئت أن أصفَ نماذج العناوين المُرعبة في الصحف والشاشات والمواقع الإعلامية في ما يُسمى لبنان، لاهتزّت وحوش العالم بدلاً من بشره عن عمق هذا القهر السياسي والتجاري والطائفي والإعلامي في عشق الإنهيارات والجنازات والإنفجارات. لقد استشرف الشاعر خليل حاوي الذي انتحر ببدقية صيده فوق الشرفة في ال1982 أن يختصر هذا الحال بقوله:" مات فينا كلّ عرقٍ". وأقول: مات الحسّ البشري فيكم. نحن لم نخرج لا ظرفيّاً ولا نهائياً من ظروف الحروب الطائفية، لا بالمعنى الداخلي ولا الدولي، وكلّ تلك التناقضات والكيديات في الممارسات والبرامج والزيارات والعناوين والملابس والأشكال والثقافات والإنتماءات واللهجات والتطلعات والكيديات الرخوة أو المشدودة، تمهر موت هذا الوطن وتفتّته بين اصابع قياديه.
آخر يوم لمحكوم بالموت: فيكتور هوغو وحكاية الدقائق السابقة للنهاية
كيف يمكننا تفسير تلك الظاهرة؟
تتراوح تفسيرات الاقتراب من الموت ما بين المنظور العلمي والمنظور الديني. تشير أبحاث علم الأعصاب إلى أن تجربة الاقتراب من الموت ظاهرة ذاتية قد تنتج عن "اضطراب التكامل الحسي الجسدي" الذي يحدث أثناء الأحداث التي تهدد الحياة، في حين أن بعض المعتقدات الدينية حول الحياة الأخرى تتضمن أوصافًا مماثلة لأحداث الاقتراب من الموت. بمرور الوقت، زادت الأبحاث العلمية التي تحاول تفسير تجارب الاقتراب من الموت نتيجة للتغيرات الجسدية في الدماغ المحتضر. تشمل الأسباب المطروحة نقص الأكسجين، والتخدير الناقص، واستجابات الجسم الكيميائية العصبية للصدمة. يرفض البعض هذه التفسيرات؛ لأن الظروف الطبية التي تحدث فيها التجارب متنوعة للغاية لتفسير تلك الظاهرة واسعة الانتشار. إحدى التفسيرات ترجع للتوقع؛ يلعب التوقع بالتأكيد دورًا في تجربة الاقتراب من الموت بشكل عام؛ الاختلافات بين الثقافات المذكورة أعلاه هي شهادة على ذلك. تفسير آخر لظاهرة الخروج من الجسد المادي أنها لا تحدث فقط على فراش الموت؛ فقد يشعر الشخص برؤية جسمه من الأعلى إبان نوبات شلل النوم، حيث يستيقظ الدماغ جزئيًا بينما ما يزال الشخص في مرحلة نوم حركة العين السريعة.