رواه المروزي في "زوائد الزهد"
وفي الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ) حسنه الألباني. فهنا في هذا الحديث الحث على الرحمة العامة للناس جميعا ، فلا يخص المسلم بها من يعرفه ويرق له قلبه ،لبنوة أولرحم ، أو صحبة ، أو زمالة ، أو غير ذلك.
ارحموا من في الأرض - مجموعة مشايخ
قال العلامة السندي (توفّي 1138 هـ) في حاشيته على مسند أحمد (ج 4-297) (يَرْحَمْكُمْ) بالجزم على جواب الأمر، ويمكن الرفع على الاستئناف بمنـزلة التعليل على معنى يرحمكم إن رحمتم، (أَهْلُ السّمَاءِ) أي سكان السماء من الملائكة الكرام، ورحمتهم بالاستغفار لهم وللدعاء، وتفسيره بالله بعيد). اهـ
قلنا كما في قوله تعالى (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا) (مريم 93). ارحموا من في الأرض يرحمكم. وقال الإمام النووي (توفّي 676) قال القاضي عياض المالكي (توفّي 544) لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ) [الملك 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم. اهـ ذكره في كتابه شرح صحيح مسلم، الجزء الخامس في الصحيفة 22. قال الإمام القرطبي ( توفّي 671) في تفسيره في قول الله تعالى (أأمنتم من في السماء) وقيل هو إشارة إلى الملائكة، وقيل إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب، قلت ويحتمل أن يكون المعنى أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون.
في السماء: الجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة من ( من أو الذي). أو بالفعل يرحم. الجملة: ( يرحمهم... ) في محل رفع خبر. الجملة ( تعالى) معطوفة على ما سبقها ولا محل لها من الإعراب. الجملة: ( تبارك) في محل نصب حال. الجملة: " أرحموا... " إستئنافية ولا محل لها من الإعراب. الجملة: " يرحمكم.. " في محل نصب حال.