اللَّهُ الصَّمَدُ (2) وقوله: ( اللَّهُ الصَّمَدُ) يقول تعالى ذكره: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له الصمد. واختلف أهل التأويل في معنى الصمد, فقال بعضهم: هو الذي ليس بأجوف, ولا يأكل ولا يشرب. * ذكر من قال ذلك: حدثنا عبد الرحمن بن الأسود, قال: ثنا محمد بن ربيعة, عن سلمة بن سابور, عن عطية, عن ابن عباس, قال: ( الصمد): الذي ليس بأجوف. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, قال: ( الصمد): المُصْمَت الذي لا جوف له. حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثلَه سواء. معنى الصمد. حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: ( الصمد): المصمت الذي ليس له جوف. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن ووكيع, قالا ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: ( الصَّمَد): الذي لا جوف له. حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع; وحدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران جميعا, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثلَه. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا الربيع بن مسلم, عن الحسن, قال: ( الصمد): الذي لا جوف له. قال: ثنا الربيع بن مسلم, عن إبراهيم بن ميسرة, قال: أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أساله عن ( الصمد), فقال: الذي لا جوف له.
معنى الصمد
اللَّهُ الصَّمَدُ (2) وقوله: ( الله الصمد) قال عكرمة ، عن ابن عباس: يعني الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: هو السيد الذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الذي قد كمل في عظمته ، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والعليم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمته ، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه ، هذه صفته لا تنبغي إلا له ، ليس له كفء ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهار. وقال الأعمش ، عن شقيق عن أبي وائل: ( الصمد) السيد الذي قد انتهى سؤدده ورواه عاصم ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود مثله. وقال مالك عن زيد بن أسلم: ( الصمد) السيد. وقال الحسن وقتادة: هو الباقي بعد خلقه. وقال الحسن أيضا: ( الصمد) الحي القيوم الذي لا زوال له. وقال عكرمة: ( الصمد) الذي لم يخرج منه شيء ولا يطعم. وقال الربيع بن أنس: هو الذي لم يلد ولم يولد. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإخلاص - الآية 2. كأنه جعل ما بعده تفسيرا له ، وهو قوله: ( لم يلد ولم يولد) وهو تفسير جيد. وقد تقدم الحديث من رواية ابن جرير ، عن أبي بن كعب في ذلك ، وهو صريح فيه. وقال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، ومجاهد ، وعبد الله بن بريدة ، وعكرمة أيضا ، وسعيد بن جبير ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطية العوفي ، والضحاك ، والسدي: ( الصمد) الذي لا جوف له.
ما معنى الصمد في سورة الاخلاص - ايجاز نت
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال: ( الصمد): الدائم. قال أبو جعفر: الصمد عند العرب: هو السيد الذي يُصمد إليه, الذي لا أحد فوقه, وكذلك تسمى أشرافها; ومنه قول الشاعر: ألا بَكَـرَ النَّـاعي بِخَـيْرَيْ بَنِـي أسَدْ بِعَمْرِو بْـنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ (3) وقال الزبرقان: وَلا رَهِينَةً إلا سَيِّدٌ صَمَدُ (4) فإذا كان ذلك كذلك, فالذي هو أولى بتأويل الكلمة, المعنى المعروف من كلام من نـزل القرآن بلسانه; ولو كان حديث ابن بُريدة, عن أبيه صحيحا, كان أولى الأقوال بالصحة, لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما عنى الله جل ثناؤه, وبما أنـزل عليه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإخلاص - الآية 2
وأما المفسرون فقد نقل عنهم وجوه ، بعضها يليق بالوجه الأول وهو كونه تعالى سيدا مرجوعا إليه في دفع الحاجات ، وهو إشارة إلى الصفات الإضافية ، وبعضها بالوجه الثاني وهو كونه تعالى واجب الوجود في ذاته وفي صفاته ممتنع التغير فيهما وهو إشارة إلى الصفات السلبية ، وتارة يفسرون الصمد بما يكون جامعا للوجهين. أما النوع الأول: فذكروا فيه وجوها:
الأول: الصمد هو العالم بجميع المعلومات لأن كونه سيدا مرجوعا إليه في قضاء الحاجات لا يتم إلا بذلك. الثاني: الصمد هو الحليم لأن كونه سيدا يقتضي الحلم والكرم. الثالث: وهو قول ابن مسعود والضحاك: الصمد هو السيد الذي قد انتهى سؤدده. الرابع: قال الأصم: الصمد هو الخالق للأشياء ، وذلك لأن كونه سيدا يقتضي ذلك. الخامس: قال السدي: الصمد هو المقصود في الرغائب ، المستغاث به عند المصائب. السادس: قال الحسين بن الفضل البجلي: الصمد هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه. السابع: أنه السيد المعظم. الثامن: أنه [ ص: 167] الفرد الماجد لا يقضى في أمر دونه. وأما النوع الثاني: وهو الإشارة إلى الصفات السلبية فذكروا فيه وجوها:
الأول: الصمد هو الغني على ما قال: ( هو الغني الحميد) [ الحديد: 24].
[ ص: 168]
السؤال الثاني: ما الفائدة في تكرير لفظة الله في قوله: ( الله أحد الله الصمد) ؟. الجواب: لو لم تكرر هذه اللفظة لوجب في لفظ ( أحد وصمد) أن يردا إما نكرتين أو معرفتين ، وقد بينا أن ذلك غير جائز ، فلا جرم كررت هذه اللفظة حتى يذكر لفظ أحد منكرا ولفظ الصمد معرفا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبك إياها أدخلك الجنة"(3)
سبب لقبول الدعاء
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: "اللهم! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله ، لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد". فقال عليه الصلاة والسلام: "لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب" (4)
سبب للشفاء
مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد من شر ما تجد" قالها مرارا. (5)
سبب للمغفرة
سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام رجلاً يقول في تشهده: "اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم" فقال صلى الله عليه وسلم: "قد غفر له قد غفر له". (6)