قال بعض أهل الحديث: إن حديث أسماء يدل على خلاف حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين، وأنه يدل على جواز الكشف -كشف المرأة لوجهها وكفيها- وأجاب عن هذا بعض أهل العلم بأجوبة كنت ذكرت ثلاثة منها في مسألة الحجاب، ثم في نور على الدرب ذكرت زيادة وجهين، فصار الجميع خمسة، كلها تدل على عدم صحة هذا الحديث. الأول منها: أن الراوي عن عائشة يسمى خالد بن دريك لم يلق عائشة، فهو منقطع، والحديث المنقطع لا يحتج به لضعفه؛ لأنه لم يلقها، فروايته عنها رواية منقطعة. الثاني: أن في إسناده رجل يقال له: سعيد بن بشير، وهو ضعيف، لا يحتج بروايته. الثالث: أن قتادة الذي روى عن خالد روى بالعنعنة عن فلان، وهو مدلس يروي عن المجاهيل ونحوهم، ويخفي ذلك، فإذا لم يصرح بالسماع؛ صارت روايته ضعيفة. حديث عن الحجاب - موضوع. والرابع: أن الحديث ليس فيه الصراحة، أن هذا كان بعد الحجاب، يحتمل أنه كان قبل الحجاب فلم تقل عائشة: إن دخولها على النبي كان بعد الحجاب، فيحتمل أن هذا كان قبل الحجاب. الخامس: أن أسماء هي زوجة الزبير بن العوام، وهي أخت عائشة بنت الصديق، وهي امرأة من خيرة النساء دينًا وعقلا، فكيف يليق بها أن تدخل على النبي ﷺ وهي امرأة صالحة في ثياب رقاق مكشوفة الوجه والكفين، وزيادة على ذلك عليها ثياب رقيقة التي ترى عورتها منها، لا يظن هذا بأسماء -رضي الله عنها- لا يظن بأسماء أن تدخل على النبي ﷺ في ثياب رقيقة ترى من ورائها عورتها، فيعرض عنها النبي ﷺ ويقول لها: عليك أن تستري كل شيء إلا الوجه والكفين، معنى هذا أنها دخلت على النبي ﷺ وهي مكشوفة أشياء أخرى من الرأس، أو الصدر، أو الساق، أو ما أشبه ذلك.
- كشف النقاب عن ضعف حديث عائشة في الحجاب - مكتبة نور
- شرح وترجمة حديث: قصة عائشة -رضي الله عنها-، مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- في الهجر والنذر - موسوعة الأحاديث النبوية
- حديث عن الحجاب - موضوع
كشف النقاب عن ضعف حديث عائشة في الحجاب - مكتبة نور
ألّا يكون ارتداء الحجاب بهدف الزينة ولفت الأنظار بألوان فاقعة. ألّا يكون اللباس مبخرًا أو معطّرًا. ألّا يكون في اللباس تشبّه وتقليد للنساء الكافرات، فعَنْ عَبْد الله بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عَلَيّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ (إِنّ هََذِهِ مِنْ ثِيَابِ الكُفّارِ، فَلاَ تَلْبَسْهَا) [١٤]
ألّا يكون الحجاب شفافًا فيظهر ما وراءه، فاللباس الشفاف يظهر جمال جسد المرأة وفي ذلك فتنة. ألّا يكون الحجاب ضيقا يصف ملامح وتفاصيل جسد المرأة. ألّا يكون فيه تشبه لملابس الرجال، فعَنِ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: (لَعَنَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) [١٥]. كشف النقاب عن ضعف حديث عائشة في الحجاب - مكتبة نور. أنواع الحجاب الإسلامي
الحجاب في اللغة يعني الإخفاء والستر أما في الشرع فيعني لباس المرأة المسلمة الساتر لجسدها عن الرجال الأجانب، وتختلف أشكال الحجاب الإسلامي تبعًا لعوامل ثقافية وتاريخية من بلد إلى آخر، ومن أشكال الحجاب: [١٦]
الجلباب: ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ) [سورة الأحزاب:59]، ويختلف مفهوم الجلباب من منطقة لأخرى، إذ يقال بأنه الرداء أو الإزار وهو ثوب كبير يستر المرأة كاملة من رأسها وجسدها، فسر النووي معنى الجلباب بأنه الملاءة التي تلبسها المرأة فوق ملابسها.
شرح وترجمة حديث: قصة عائشة -رضي الله عنها-، مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- في الهجر والنذر - موسوعة الأحاديث النبوية
الحمد لله. هذا الحديث رواه البخاري (146) ، ومسلم (2170)، وقد رواه الإمام مسلم بسياق لا يفيد نزول آية الحجاب بسبب هذه الحادثة؛ حيث روى بسنده:
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " خَرَجَتْ سَوْدَةُ، بَعْدَمَا ضُرِبَ عَلَيْهَا الْحِجَابُ لِتَقْضِيَ حَاجَتَهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً تَفْرَعُ النِّسَاءَ جِسْمًا، لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا سَوْدَةُ! وَاللهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ ، قَالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ ، فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي خَرَجْتُ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: فَأُوحِيَ إِلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ ". شرح وترجمة حديث: قصة عائشة -رضي الله عنها-، مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- في الهجر والنذر - موسوعة الأحاديث النبوية. لكن ورد ما هو صريح في نزول آية الحجاب بعد إبداء عمر رضي الله عنه لرأيه ؛ كما في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ!
حديث عن الحجاب - موضوع
[٩]
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعنَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- الرَّجلَ يلبَسُ لُبسَةَ المرأةِ والمرأةَ تلبسُ لُبسَةَ الرَّجُلِ). [١٠] حديث عن عقوبة التبرج
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا). [١١]
لباس المرأة أمام النساء
لا يجوز للمرأة أن تُظهر أمام النساء ما بين السرّة والركبة، فتستر بدنها عدا ما يظهر منها غالباً؛ كالذراعين، والشعر، والرقبة، والقدمين، فهذا ما جرى عليه النساء في زمن النبيّ وصحابته، [١٢] بدليل قول الله -تعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ).
وأما قصة سودة فقد روى البخاري و مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: "إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن". قال النووي في شرح مسلم: قال القاضي عياض فرض الحجاب مما اختص به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهو فرض عليهن بلا خلاف فى الوجه والكفين، فلايجوز لهن كشف ذلك لشهادة ولا غيرها، ولا يجوز لهن إظهار شخوصهن وإن كن مستترات إلا ما دعت إليه الضرورة من الخروج للبراز، قال الله تعالى: وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب. وقد كن إذا قعدن للناس جلسن من وراء الحجاب، وإذا خرجن حجبن وسترن أشخاصهن كما جاء في حديث حفصة يوم وفاة عمر، ولما توفيت زينب رضي الله عنها جعلوا لها قبة فوق نعشها تستر شخصها هذا آخر كلام القاضي. اهـ
قال ابن حجر في الفتح: وفي دعوى وجوب حجب أشخاصهن مطلقا إلا في حاجة البراز نظر، فقد كن يسافرن للحج وغيره، ومن ضرورة ذلك الطواف والسعي وفيه بروز أشخاصهن، بل وفي حالة الركوب والنزول لا بد من ذلك، وكذا في خروجهن إلى المسجد النبوي وغيره.