وقد نقلنا في الفتوى: 325555 كلامًا لابن تيمية في غاية النفاسة في بيان ما يعين على الصبر على إساءة الناس، والعفو عنهم، فراجعه. والله أعلم.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199
(… وأعرِض عن الجاهلين)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن من المسائل الساخنة التي نعيشها هذه الأيام ثلاث مسائل أحببت أن أتناولها في مقالي هذا الأسبوع. المسألة الأولى:
تلك الزوبعة الإعلامية التي أثيرت حول كلام الشيخ صالح اللحيدان -حفظه الله- لما قرر حكماً شرعياً دقيقاً في المفسدين في الأرض من ملاك القنوات الفضائية بأنهم يستحقون القتل »قضاء«. أقول: لا شك أن كلام الشيخ متفق مع الأدلة الشرعية وأقوال العلماء وهو واحد منهم ولا يحتاج مثلي وأمثالي أن يصوبه أو يقره، غير أني بصدد أولئك الذين يعبثون بالكلام ويتفننون ببتره وحمله على غير مراد صاحبه فالقتل بصفته عقوبة شرعية أمر مشروع لا شك فيه وهو من حقوق وخصائص ولي الأمر ويكون ترتيب الأمر في تنفيذ حد القتل كالآتي:
أولا: العلماء يفتون به بما علموا من أدلة الكتاب والسنة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 199. ثانياً: القضاة يحكمون به بعد التحقيق من مطابقة تلك القضية أو الواقعة أو الحدث او الجريمة بأنها قد صدرت من ذلك الإنسان (المتهم) الذي سينفذ فيه حكم القتل. ثالثاً: ينفذ الحاكم أو الوالي أو نائبه حكم القتل فيمن صدر بحقه الحكم. أقول: إذا كان الأمر كما وصفته لك- وهو كذلك- فما الذي ينقمونه على الشيخ صالح اللحيدان؟!
يخطئ من يظن أن الجاهل هو الذي لا يعلم، لأن من لا يعلم هو الأمي، أما الجاهل فهو من يعلم قضية تخالف الواقع. ونلحظ أن المشكلات لا تأتي من الأميين الذي لا يعلمون، فالأمي من هؤلاء يصدق أي قضية تحدثه عنها وتكون مقبولة بالفطرة؛ لأنه لا يملك بديلاً لها، أما الجاهل فهو من يعلم قضية مخالفة للواقع، ويحتاج إلى تغيير علمه بتلك القضية، والخطوة الثانية أن تقنعه بالقضية الصحيحة. والحق هنا يوضح: أعرضْ عن الجاهل الذي يعتقد قضية مخالفة للواقع ويتعصب لها، وأنت حين تعرض عن الجاهل، يجب ألا تماريه، أي لا تجادله؛ لأن الجدل معه لن يؤدي إلى نتيجة مفيدة؛ لذلك أقول لكل من يواجه قضية التدين ولم يقرأ عن الدين كتاباً واحداً، وقرأ في كتب الانحراف عن الدين المئات، أقول له: كما قرأت فيما يناهض الدين مئات الكتب، فمن الحكمة يجب عليك أن تكون عادلاً ومنصفاً فتقرأ في مجال التدين بعض الكتب الخاصة به مثلما قرأت في غيرها. خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين. وإن أردت أن تبحث قضية الدين بحثاً منطقياً يصحح لك عقيدتك، فعليك أن تخْرِج كل الاقتناعات المسبقة من قلبك ووجدانك. وتدرس الأمرين بعيداً عن قلبك، ثم أدخل إلى قلبك الأمر الذي ترتاح إليه، لكن لا تحتفظ في قلبك بقضية وتناهض منطوقها بظاهر لسانك.