ثم قال - عليه الصلاة والسلام -: «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»؛ ففي هذا دليل على جواز البكاء رحمة بالمصاب. إذا رأيت مصابًا في عقله أو بدنه، فبكيت رحمة به، فهذا دليل على أن الله تعالى جعل في قلبك رحمة، وإذا جعل الله في قلب الإنسان رحمة كان من الرحماء الذين رحمهم الله عز وجل. نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته. إن لله ما أخذ وله ما أعطى. ففي هذا الحديث دليل على وجوب الصبر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «مُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». وفيه دليل أيضًا على أن هذه الصيغة من العزاء أفضل صيغة، أفضل من قوله بعض الناس: «أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك»؛ هذه صيغة اختارها بعض العلماء، لكنَّ الصيغة التي اختارها الرسول - عليه الصلاة والسلام - «اصبر واحتسب، فإن لله ما أخَذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمي»، أفضل؛ لأن المصاب إذا سمعها اقتنع أكثر. والتعزية في الحقيقة ليست تهنئه كما ظنها بعض العوام، يحتفل بها، وتوضع لها الكراسي، وتوقد لها الشموع، ويحضر لها القراء والأطعمة، بل هي تسلية وتقوية للمصاب أن يصبر؛ ولهذا لو أن أحدًا لم يُصَب بالمصيبة، كما لو مات له ابن عم ولم يهتم به؛ فإنه لا يُعَزَّى؛ ولهذا قال العلماء رحمهم الله: تُسَنُّ تعزية المصاب، ولم يقولوا تُسَنُّ تعزية القريب؛ لأن القريب ربما لا يصاب بموت قريبه، والبعيد يصاب لقوة صداقة بينهما، مثلًا.
أفضل ما يقال في التعزية - الإسلام سؤال وجواب
وفي الحديث الآخر: " فيقول الملك: أي رب ، أذكر أم أنثى ؟ أي رب ، أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيقول الله ويكتب الملك ". وقوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا معن ، حدثنا مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله ". وقال العوفي ، عن ابن عباس: ( وما تغيض الأرحام) يعني: السقط ( وما تزداد) يقول: ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تماما. وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ، ومنهن من تحمل تسعة أشهر ، ومنهن من تزيد في الحمل ، ومنهن من تنقص ، فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله تعالى ، وكل ذلك بعلمه تعالى. وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال: ما نقصت من تسعة وما زاد عليها. أفضل ما يقال في التعزية - الإسلام سؤال وجواب. وقال الضحاك: وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين ، وولدتني وقد نبتت ثنيتي. وقال ابن جريج ، عن جميلة بنت سعد ، عن عائشة قالت: لا يكون الحمل أكثر من سنتين ، قدر ما يتحرك ظل مغزل.
لله ما أخذ.. وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى - الصفحة 10 - هوامير البورصة السعودية
وقال مجاهد: ( وما تغيض الأرحام وما تزداد) قال: ما ترى من الدم في حملها ، وما تزداد على تسعة أشهر. وبه قال عطية العوفي وقتادة ، والحسن البصري ، والضحاك. وقال مجاهد أيضا: إذا رأت المرأة الدم دون التسعة زاد على التسعة ، مثل أيام الحيض. وقاله عكرمة ، وسعيد بن جبير ، وابن زيد. وقال مجاهد أيضا: ( وما تغيض الأرحام) إراقة المرأة حتى يخس الولد ( وما تزداد) إن لم تهرق المرأة تم الولد وعظم. وقال مكحول: الجنين في بطن أمه لا يطلب ، ولا يحزن ولا يغتم ، وإنما يأتيه رزقه في بطن أمه من دم حيضتها فمن ثم لا تحيض الحامل. فإذا وقع إلى الأرض استهل ، واستهلاله استنكار لمكانه ، فإذا قطعت سرته حول الله رزقه إلى ثديي أمه حتى لا يطلب ولا يحزن ولا يغتم ، ثم يصير طفلا يتناول الشيء بكفه فيأكله ، فإذا هو بلغ قال: هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ فيقول مكحول: يا ويلك! لله ما أخذ.. وله ما أعطى.. وكل شيء عنده بأجل مسمى - الصفحة 10 - هوامير البورصة السعودية. غذاك وأنت في بطن أمك ، وأنت طفل صغير ، حتى إذا اشتددت وعقلت قلت: هو الموت أو القتل ، أنى لي بالرزق ؟ ثم قرأ مكحول: ( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار) وقال قتادة: ( وكل شيء عنده بمقدار) أي: بأجل ، حفظ أرزاق خلقه وآجالهم ، وجعل لذلك أجلا معلوما.
شرح وترجمة حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب - موسوعة الأحاديث النبوية
جزيل الشكر والامتنان والعرفان لكل من تقدم بالتعزية الصادقة والمواساة الحسنة - بحضور أو اتصال أو رسالة - في وفاة فقيدتنا والدتنا الغالية. سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وألا يريكم مكروهاً فيمن تحبون وجزاكم الله خيراً. ** ** - عايدة بنت صالح القعود
أدعية المواساة التعزية هي أن نشد من أزر اهل الميت بكلمات وأدعية تساعدهم على تجاوز هذه المشاعر الصعبه التي يمرون بها، مثلها مثل المواساة، كالقول بهذه الأدعية التالية: "اللهم أغفر له وأرحمه وأعف عنه وأكره منزله وأوسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجة خيراً من زوجته وأدخله الجنة، وأعذه من النار ومن عذاب القبر". "اللهم أحمه تحت الأرض، وأستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبً سليم". "اللهم يمن كتابه، ويسر حسابه، وثقل بالحسنات ميزانه، وثبت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم". شرح وترجمة حديث: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب - موسوعة الأحاديث النبوية. "خفف الله عنكم مصابكم، وأحسن عزاءكم، وأخلف لكم الأفضل وطمأنكم بالخير والرؤية الحسنة له". "اللهم ألهم أهله الصبر والاحتساب، والتعاون على البر والتقوى، والإستغفار لميتهم، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار". "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أرحمه وأدخله فسيح جناتك، نتقدم بأحر التعازي لكم، وإلى أفراد العائلة الكريمة كافة بمناسبة وفاته، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، أبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيرًا من أهله وزوجا خيراً من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النار".