من هو كليم الله ولماذا لقب بهذا اللقب، وقبل الحديث عن ذلك علينا معرفة أن هناك عددًا من الأنبياء يحملون ألقابًا إلى جانب أسمائهم، وهذه الألقاب تليق بمقامهم، ومن أشهر الألقاب التي ثبتت شرعًا لبعض الأنبياء هو لقب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو حبيب الله، وسيدنا إبراهيم عليه السلام وهو خليل الله، وسيدنا عيسى عليه السلام روح الله، وسيتحدث موقع مقالاتي في هذا المقال عن اللقب المذكور والسبب وراءه. من هو كليم الله
أحد الأنبياء ورد ذكره في القرآن إذ يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [1] ، وتجدر الإشارة إلى أن الله تعالى قد ذكر لنا في كتابه الكريم الطرق التي أرسل بها الوحي إلى رُسله عليهم السلام، فمنهم من كلمه الله عز وجل لكن من وراء حجاب، وهذه أعلى منزلة للنبي، ومن الأنبياء الذين كلمهم الله من وراء حجاب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد كلمه الله في ليلة الإسراء والمعراج، وسيدنا آدم عليه السلام، وسيدنا موسى عليه السلام، وبهذا تكون إجابة السؤال: [2]
سيدنا موسى عليه السلام. شاهد أيضًا: من هو النبي الذي انشق له البحر
لماذا لقب موسى بكليم الله
لُقب موسى عليه السلام بهذا اللقب لأن الله سبحانه وتعالى كلَّمه ،إن موسى عليه السلام هو النبي الذي تحدًّث الله تعالى معه، فقد حظي سيدنا موسى بمكانة عظيمة لم تكن لغيره من الأنبياء وذلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، إذ كلَّم الله تعالى موسى عليه السلام مباشرة دون وجود رسول بينهما، فسمع موسى كلام الله تعالى على الطريقة التي أرادها الله عز وجل، ومن الجدير بالذكر أن تكليم الله تعالى لسيدنا موسى كان تشريفًا وتعظيمًا له، فقد خصَّه الله تعالى بهذه الميزة العظيمة عن غيره.
سبب تسمية عيسى عليه السلام روح الله - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال البغوي في التفسير: وروح منه، هو روح كسائر الأرواح إلا أن الله تعالى أضافه إلى نفسه تشريفاً. وقيل: الروح هو النفخ الذي نفخه جبريل عليه السلام في درع مريم فحملت بإذن الله تعالى، سمي النفخ روحاً لأنه ريح يخرج من الروح وأضافه إلى نفسه لأنه كان بأمره. وقيل: روح منه أي رحمة، فكان عيسى عليه السلام رحمةً لمن تبعه وآمن به. سبب تسمية عيسى عليه السلام روح الله - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقيل: الروح: الوحي، أوحى إلى مريم بالبشارة، وإلى جبريل عليه السلام بالنفخ، وإلى عيسى أن كن فكان، كما قال الله تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ، يعني: بالوحي، وقيل: أراد بالروح جبريل عليه السلام، معناه: وكلمته ألقاها إلى مريم، وألقاها إليها أيضاً روح منه بأمره وهو جبريل عليه السلام، كما قال: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ يعني: جبريل فيها، وقال: فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا يعني: جبريل. اهــ
وقال الشوكاني: قوله وروح منه أي: يرسل جبريل فنفخ في درع مريم فحملت بإذن الله، وهذه الإضافة للتفضيل، وإن كان جميع الأرواح من خلقه تعالى، وقيل: قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحاً ويضاف إلى الله فيقال هذا روح من الله: أي من خلقه، كما يقال في النعمة إنها من الله وقيل روح منه أي: من خلقه كما قال تعالى وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ أي: من خلقه وقيل روح منه أي: رحمة منه، وقيل روح منه أي: برهان منه، وكان عيسى برهاناً وحجة على قومه.
من هو النبي الذي لقب بكليم الله - شبكة الصحراء
وقوله منه متعلق بمحذوف وقع صفة لروح، أي: كائنة منه وجعلت الروح منه سبحانه وإن كانت بنفخ جبريل لكونه تعالى الآمر لجبريل بالنفخ. اهـ
وقال الألوسي في تفسيره: قيل الروح هنا بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ على وجه وقيل: أريد بالروح الوحي الذي أوحى إلى مريم عليها السلام بالبشارة وقيل: جرت العادة بأنهم إذا أرادوا وصف شيء بغاية الطهارة والنظافة قالوا: إنه روح فلما كان عيسى عليه السلام متكونا من النفخ لا من النطفة وصف بالروح وقيل: أريد بالروح السر كما يقال: روح هذه المسألة كذا أى أنه عليه السلام سر من أسرار الله تعالى وآية من آياته سبحانه وقيل: المراد ذو روح على حذف المضاف أو استعمال الروح في معنى ذي الروح والإضافة إلى الله تعالى للتشريف... من هو النبي الذي لقب بكليم الله - شبكة الصحراء. اهـ. وأما عدم تسمية آدم بهذا الاسم فلا إشكال فيه فإن تسمية عيسى ثبتت بالنص، ولم يأت النص في آدم بذلك، كما لم تثبت تسميته بالكليم مع أنه كلمه الله كما ثبت في الآيات التي ذكرت قصته في القرآن. والله أعلم.
تاريخ النشر: الأحد 11 ربيع الآخر 1425 هـ - 30-5-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 49232
63216
0
443
السؤال
ما معنى عيسى كلمة الله وروح الله يدعي المسيحوين أنها توافق عقيدتهم ما ردكم على هذه الشبهة ويا ليت تكون الإجابة كثيرة وليست منتقاة من أسئلة سابقة
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى أن عيسى هو كلمة الله أنه كان بكلمة الله "كن" كما قال السلف من المفسرين. النبي الذي يلقب ب كليم الله هو :. قال الإمام أحمد بالكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: (كن) فكان عيسى بكن، قال تعالى: [ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] آل عمران: 59. وقال أبي ابن كعب معنى قوله تعالى: [ فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا] [التحريم: 12] عيسى روح من الأرواح التي خلقها الله تعالى واستنطقها بقوله: [ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى] [الأعراف: 172]. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: ووصفه بأنه منه، فالمعنى أنه كائن منه، كما في قوله تعالى: [ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ] الجاثية: 13. أي سخر هذه الأشياء كائنة من الله تعالى، فهو مكون ذلك وموجده بقدرته وحكمته.