وقال: كان لي أخ في عيني عظيم، وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه. وقال جعفر بن محمد: ذهبت بغلة أبي فقال: لئن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها، فما كان بأسرع من أن أتي بها بسرجها لم يفقد منها شيء، فقام فركبها، فلما استوى عليها وجمع إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء وقال: الحمد لله، لم يزد على ذلك، فقيل له في ذلك: فقال: فهل تركت أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كله لله عز وجل. وقال عبد الله بن المبارك: قال محمد بن علي: من أعطي الخلق والرفق فقد أعطي الخير والراحة، وحسن حاله في دنياه وآخرته، ومن حرمهما كان ذلك سبيلا إلى كل شر وبلية إلا من عصمه الله. وقال: أيدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ ما يريد تاما؟ قالوا: لا! قال: فلستم إخوانا كما تزعمون. وقال: اعرف مودة أخيك لك بماله في قلبك من المودة فإن القلوب تتكافأ. وسمع عصافير يصحنَ فقال: أتدري ماذا يقلن؟
قلت: لا!! قال: يسبحن الله ويسألنه رزقهن يوما بيوم. مجلة الرسالة/العدد 921/من رجال الفكر في تركيا: - ويكي مصدر. وقال: تدعو الله بما تحب، وإذا وقع الذي تكره لم تخالف الله عز وجل فيما أحب. وقال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع أن يفعله، وينهى الناس بما لا يستطيع أن يتحول عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعينه، هذه كلمات جوامع موانع لا ينبغي لعاقل أن يفعلها.
مجلة الرسالة/العدد 921/من رجال الفكر في تركيا: - ويكي مصدر
وقال عروة بن عبد الله: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيف، فقال: لا بأس به، قد حلى أبو بكر الصديق سيفه. قال: قلت: وتقول الصديق؟
قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال: نعم الصديق، نعم الصديق، فمن لم يقل الصديق فلا صدَّق الله له قولا في الدنيا والآخرة. وقال جابر الجعفي: قال لي محمد بن علي: يا جابر! بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبونا ويتناولون أبا بكر وعمر ويزعمون أني أمرتهم بذلك، فأبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء، والذي نفس محمد بيده - يعني: نفسه - لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم، لا نالتني شفاعة محمد ﷺ إن لم أكن أستغفر لهما، وأترحم عليهما، إن أعداء الله لغافلون عن فضلهما وسابقتهما، فأبلغهم أني بريء منهم وممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. وقال: من لم يعرف فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة. وقال في قوله تعالى: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} الآية [المائدة: 55] ، قال: هم أصحاب محمد ﷺ. قال: قلت: يقولون هو علي. قال: علي من أصحاب محمد ﷺ. وقال عبد الله بن عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي. قال: رأيت الحكم عنده كأنه متعلم.
وله أبحاث جد قيمة في تاريخ التصوف الإسلامي. وهي دراسات عميقة للطوائف والنحل والشيع الإسلامية في مختلف العصور، تبحث في آداب هذه الأقوام وتاريخها ومعتقداتها وشعارها...
وفي هذا يقول المؤرخ العراقي المعروف الأستاذ عباس العزاوي، وقد زار كوبريلي في سنة 1937 في استنبول: (إنه يعد من اشهر المدققين في الآداب والنحل، له تتبعات في نواح علمية لها مكانتها من الثقافة التركية... ولا يركن في بحوثه كلها إلا إلى نصوص تاريخية، فهو من الموفقين في ذلك، ومقالاته في دائرة المعارف الإسلامية مهمة جداً. ) وقد قضى الأستاذ كوبريلي غالب أوقاته بين الكتب، فهو مغرم بها، ولا يهوى في الحياة غير البحث والتنقيب. وتعتبر خزانة كتبه في استنبول من أعظم الخزانات في الشرق بما تصمه من أنفس الكتب المخطوطة والمطبوعة. يفتحها للزائرين. ولا يبخل بعلمه على من هو في حاجة إليه. فقد قال عنه (إن دارة الشبيهة بالبرج المطلة على بحر مرمرة تحوي كنزاً من الجواهر الفكرية.. ولم يوجد من دخل فيها وتركها دون أن يحمل بين ضلوعه مودة وحبوراً، ويأخذ من بحر أفكاره بهجة وسروراً.. فيزود الزائر هناك من العلم والأدب ما يغنيه في مطلبه ويزجي له مقصده... )
ولقد أصاب بحق البروفيسور الروسي الكبير في مقال نشره عن الأستاذ فؤاد كوبريلي عندما قال: (إنه تمثال مجسم للثقافات الشرقية والغربية)
كركوك (العراق)
عطا الله ترزي باشي