( قالوا ياأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون). قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف --- إبداع لا مثيل له إطلاقاً ---سورة يوسف --- أبو العلا ---1963 ---. هذا بيان مستأنف لما كادوا به أباهم بعد ائتمارهم بيوسف ليرسله معهم وهو الحق ، وفي سفر التكوين أن أباهم هو الذي أرسله إليهم بعد ذهابهم. ( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف) يعنون: أي شيء عرض لك من الشبهة في أمانتنا فجعلك لا تأمنا على يوسف ؟ وكانوا قد شعروا منه بهذا بعد ما كان من رؤيا يوسف ، ويظهر أنهم قد علموا بها ، كما أنه شعر منهم بالتنكر له على حد قول الشاعر: كاد المريب بأن يقول خذوني. ( وإنا له لناصحون) أي والحال إنا لنخصه بالنصح الخالص من شائبة [ ص: 218] التفريط أو التقصير ، أكدوا هذه الدعوى بالجملة الاسمية المصدرة بـ ( ( إن)) وتقديم ( له) على خبرها واقترانه باللام ، ولولا شعورهم بارتيابه فيهم لما احتاجوا إلى كل هذا التأكيد ، ( أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) أي أرسله معنا غداة غد إذ نخرج كعادتنا إلى مراعينا في الصحراء يرتع معنا ويلعب. وقرئ في المتواتر أيضا ( ( نرتع ونلعب)).
- قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف --- إبداع لا مثيل له إطلاقاً ---سورة يوسف --- أبو العلا ---1963 ---
- يوسف الآية ١١Yusuf:11 | 12:11 - Quran O
- إيلاف على أعتاب عامها العاشر
قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف --- إبداع لا مثيل له إطلاقاً ---سورة يوسف --- أبو العلا ---1963 ---
( وإنا له لناصحون) قال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير ، وذلك أنهم قالوا لأبيهم: " أرسله معنا " فقال أبوهم: " إني ليحزنني أن تذهبوا به " فحينئذ قالوا: ( ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون) النصح ها هنا هو: القيام بالمصلحة ، وقيل: البر والعطف ، معناه: إنا عاطفون عليه ، قائمون بمصلحته ، نحفظه حتى نرده إليك. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم حكى- سبحانه- محاولاتهم مع أبيهم، ليأذن لهم بخروج يوسف معهم فقال:قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ. أى: قال إخوة يوسف لأبيهم- محاولين استرضاءه لاستصحاب يوسف معهم-: يا أبانا «مالك لا تأمنا على يوسف» أى: أى شيء جعلك لا تأمنا على أخينا يوسف في خروجه معنا، والحال أننا له ناصحون، فهو أخونا ونحن لا نريد له إلا الخير الخالص، والود الصادق. وفي ندائهم له بلفظ «يا أبانا» استمالة لقلبه، وتحريك لعطفه، حتى يعدل عن تصميمه على عدم خروج يوسف معهم. يوسف الآية ١١Yusuf:11 | 12:11 - Quran O. والاستفهام في قولهم «مالك لا تأمنا.. » للتعجيب من عدم ائتمانهم عليه مع أنهم إخوته، وهو يوحى بأنهم بذلوا محاولات قبل ذلك في اصطحابه معهم ولكنها جميعا باءت بالفشل.
يوسف الآية ١١Yusuf:11 | 12:11 - Quran O
قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) القول في تأويل قوله تعالى: قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف، إذ تآمروا بينهم ، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب، لوالدهم يعقوب: (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف) فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء ، (وإنا له ناصحون) ، نحوطه ونكلؤه (25). ---------------------- الهوامش: (25) انظر تفسير: نصح له" فيما سلف ص: 305 ، تعليق: 2
إيلاف على أعتاب عامها العاشر
بنون الجماعة ، وهي مفهومة من قراءة الياء ؛ فإن المراد من خروجه معهم مشاركته إياهم في رياضتهم وأنسهم وسرورهم بحرية الأكل واللعب والرتوع ، وهو أكل ما يطيب لهم من الفاكهة والبقول ، وأصله رتع الماشية حيث تشاء. قال الزمخشري في الكشاف: ( نرتع) نتسع في أكل الفواكه وغيرها ، وأصل الرتعة الخصب والسعة ، ا هـ. وأما لعب أهل البادية فأكثره السباق والصراع والرمي بالعصي والسهام إن وجدت. وسيأتي أن لعبهم كان الاستباق بالعدو على الأرجل ( وإنا له لحافظون) ما دام معنا نقيه من كل سوء وأذى ، أكدوا هذا الوعد كسابقه مبالغة في الكيد. وفي التفسير المأثور عن ابن عباس - رضي الله عنه -: ( ( أرسله معنا غدا نرتع ونلعب)) قال: نسعى وننشط ونلهو ، وعن ابن زيد: ( يرتعي بالياء وكسر العين قال: يرعى غنمه وينظر ويعقل ويعرف ما يعرف الرجل) وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن هارون قال: كان أبو عمرو يقرأ ( نرتع ونلعب) بالنون. فقلت لأبي عمرو: كيف يقولون: ( نرتع ونلعب) وهم أنبياء ؟ قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء. قد توسع بعض المفسرين في هذه المسألة وعدوها مشكلة لظنهم أن اللعب غير جائز وقوعه من الأنبياء. والتحقيق أن من اللعب ما هو نافع فهو مباح أو مستحب ، ومنه ملاعبة الرجل لزوجه وملاعبتها له كما ورد في الحديث الصحيح ، وأن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء يومئذ ولا بعده كما حققناه في محله ، وأن من التنطع والغفلة استشكال اللعب المباح في نفسه ممن شهد الله عليهم بالكيد لأخيهم والائتمار بقتله وتعمد إيذائه ، وفجيعة أبيهم به وكذبهم عليه وغير ذلك من كبائر المعاصي!
الصرف: (قائل)، اسم فاعل من قال الثلاثيّ وزنه فاعل، وقد قلبت عينه إلى همزة لأنها جاءت بعد ألف فاعل وهذا القلب مطّرد في اسم الفاعل للفعل الأجوف. (ألقوا)، فيه إعلال بالحذف، أصله ألقيوا- بكسر القاف وضمّ الياء- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى القاف- وهذا إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- (غيابة)، اسم لسدّ أو طاق في البئر قريب من الماء يغيب ما فيه عن العيون.. أو هو قعر الجبّ، وزنه فعالة بفتح الفاء. (الجبّ)، اسم للبئر، وسمّي بذلك لأنه قطع في الأرض، وزنه فعل بضمّ فسكون. (السيّارة)، جمع السيّار من صيغ المبالغة، وزنه فعّال. (فاعلين)، جمع فاعل، اسم فاعل من الثلاثيّ، ووزنه هو لفظه.. إعراب الآيات (11- 12): {قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12)}. الإعراب: (قالوا) فعل ماض وفاعله (يا) أداة نداء (أبانا) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الألف.. و(نا) مضاف إليه (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ اللام حرف جرّ والكاف ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما (لا) نافية (تأمنّا) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على النون لمناسبة الإدغام.. و(نا) ضمير مفعول به، والفاعل أنت (على يوسف) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمنّا)، وعلامة الجرّ الفتحة الواو واو الحال (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(نا) ضمير في محلّ اسم إنّ (له) مثل لك متعلّق ب (ناصحون) وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو واللام المزحلقة.