وقال البخارى: قالت عائشة، رضى الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل امرئ، فقل: ( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون). وقد ورد فى الحديث شبيه بهذا، قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا حميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له؟ فإن العامل يعمل زمانا من عمره - أو: برهة من دهره - بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملا سيئا، وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ، لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملا صالحا، وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته". قالوا: يا رسول الله وكيف يستعمله: قال: "يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه" تفرد به أحمد من هذا الوجه. تفسير القرطبى
قوله تعالى وقل اعملوا خطاب للجميع. فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون أى بإطلاعه إياهم على أعمالكم. وفى الخبر: لو أن رجلا عمل فى صخرة لا باب لها ولا كوة لخرج عمله إلى الناس كائنا ما كان. تفسير البغوى
قال مجاهد: هذا وعيد لهم. وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله. قيل: رؤية النبى صلى الله عليه وسلم بإعلام الله تعالى إياه، ورؤية المؤمنين بإيقاع المحبة فى قلوبهم لأهل الصلاح، والبغضة لأهل الفساد. تفسير طنطاوى
ثم أمر- سبحانه- بالتزود من العمل الصالح، وحذر من الوقوع فى العمل السيئ، فقال- تعالى-: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم تفسير الميزان
مشارك
تاريخ التسجيل: _March _2006
المشاركات: 7
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
مشارك نشيط
تاريخ التسجيل: _July _2006
المشاركات: 46
سئل الشيخ ابن عثيمين - - السؤال التالي في لقاء الباب المفتوح: ـ السؤال: أنا قرأت في مقال لبعض الكتاب يتكلم عن مشاريع التحلية، ويقول: ناسب أن هذه المياه المالحة تحلت، ونزل الماء من السماء (((فالتقى الماء على أمر قد قدر))). فلا أدري ما صحة هذه العبارة وهو يثني على من فعل هذا، فما رأيكم؟
فأجاب - -:"الجواب: أرى أن هذا لا ينبغي أن يستشهد بما نزل عذاباً على ما حصل رحمة؛ لأن (التقى الماء على أمر قد قدر) هذا ماء العذاب، فكيف يستشهد به على ماء يسر الله تعالى الوصول إليه فهو نعمة من الله. لكن هذا كما يقول بعض الناس الآن إذا أنجز مشروعاً: ((( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون َ)))[التوبة:105] هذا غلط. أولاً: هذه الآية نزلت في المنافقين، أي: اعملوا فلن يخفى أمركم. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة التوبة - القول في تأويل قوله تعالى " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "- الجزء رقم14. ثانياً: سيرى الله عملكم ورسوله، هل يمكن أن الرسول يرى ما يحدث الآن؟ لا يمكن، لكن الجهل وتنزيل الآيات على غير المراد بها أو الاستشهاد بها على ما لا يماثل هذا لا شك أنه من الغلط. "
وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله
هذا هو المنشورُ الثاني من سلسلةِ المنشورات التي خصصتُها للحديثِ عن تفسيرٍ لبعضٍ من آيات القرآن العظيم إن كان مغايراً لما بين أيدينا من "التفاسير"، فإنه لا يُمثِلُ "تفسيراً جديداً" لها. فالتفسيرُ الذي أطرحُه في هذه المنشورات هو الذي كان سائداً ورائجاً أيامَ الإسلامِ الأولى، وذلك قبل أن تختلطَ الثقافاتُ وتتبلبلَ الألسنُ بلحنٍ وعُجمةٍ ندفعُ اليومَ ثمنها غالياً. كيف لا ونحن اليومَ نقرأُ القرآنَ ونظنُ أن بمقدورنا أن نتبينَ معنى هذه الآيةِ الكريمة أو تلك ما أن نُعمِل فيها عقولَنا أو أن نلتجئ إلى ما بين أيدينا من "تفاسيرٍ" إن تعذر علينا أن نفقهَ المعنى الذي تنطوي عليه. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم تفسير الميزان. وفي هذا المنشور سوف أتحدث عن المعنى الذي نقرأ به ما جاءتنا به سورةُ التوبة في آيتِها الكريمة ١٠٥: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). فنحن إذ نقرأُ هذه الآيةَ الكريمة فإننا "نُجرِدُها" عن سياقِها الذي لن تُفصحَ لنا عن المعنى الذي تنطوي عليه بهذا الاجتزاءِ من جانبِنا له. فهذه الآية الكريمة إن هي "جُردت" عن سياقها فإن ما سوف نقع عليه من "معناها" لا عَلاقة له، على الإطلاق، بمعناها الحقيقي!
وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسولهWord
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) قال مجاهد: هذا وعيد ، يعني من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى ، وعلى الرسول ، وعلى المؤمنين.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
آحمد صبحي منصور:
التوضيح لا بد فيه من فهم السياق القرآنى ، فالحديث هنا عن المنافقين ، وكيدهم للنبى و المؤمنين ، وتلونهم وكذبهم ووالحلف كذبا. والمطلوب منهم أن يتوبوا أمام النبى عليه السلام والمجتمع توبة علنية سياسية بحيث يكون المجتمع شاهدا على تغيير إيجابى حدث فيهم ، وعندها يمكن الوثوق بهم. ثم مرجعهم الى الله تعالى الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. فى غزوة ذات العسرة رفضوا الخروج مع النبى والمؤمنين للدفاع عن المدينة، ورضوا أن يكونوا مع الخوالف من النساء والأطفال ، وهذا يستحق العقاب السلبى فى دولة الاسلام القائمة على الشورى. وقل اعملوا .. - إسلام أون لاين. وقد قال تعالى انهم سيكتفون بالاعتذار ، وأمر الله تعالى المؤمنين أن يقولوا لهم إن اعتذارهم لن يجعل المؤمنين يؤمنون لهم أى يثقون بهم. لأن المقياس الحقيقى هو عملهم الذى سيراه الله و رسوله ، ثم فى النهاية مرجعهم الى الله تعالى فيخبرهم بكل ما كسبوه وما اقترفوه من أعمال ظاهرة و باطنة.
وإن أقسى ما يواجهه الحر الكريم أن يرى نفسه غارقاً في عطاء الآخرين دون أن يكون لديه ما يعطيهم ؛ لشعوره بأن ذلك على حساب حريته ، أي: على حساب وجوده!! إن العمل هو طريق الخلاص ، وهو طريق تحقيق الذات ؛ ولكن هل كل حركة بركة ، وهل كل عمل هو كسر للقيود وإعتاق للرقاب ؟
لاريب أن الأمر ليس كذلك ، فالسكون في أيام الفتن – مثلاً – خير من الحركة ، ورب حركة متعجلة قصد منها كسب الحرية أدت إلى الرسف في أغلال العبودية سنين طويلة ، ذلك لأن العمل عبارة عن غزو الصورة للمادة ، وإذا ما شكلت مادة ما على صورة خاطئة فإن هذا قد يعني الحرمان منها باعتبارها كماً ، وباعتبارها كيفاً ؛ لأن أشياء كثيرة قد لا تقبل أن تتشكل إلا مرة واحدة!! تفسير: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ...). إنه لا بد من توفر شرطين أساسيين في العمل الكريم ، هما الصواب والإخلاص ، أي القوة والأمانة ، أو القدرة والإرادة ، وإن كان بعض الأعمال يعتمد على أحدهما أكثر من اعتمادها على الآخر ؛ فأعمال الآخرة تعتمد على الإخلاص أكثر من اعتمادها على الصواب ، وإن يكن الصواب أساسياً. وأعمال الدنيا تعتمد على الصواب أكثر من اعتمادها على الإخلاص ، فكلما كان الإخلاص أعظم كانت المثوبة أكبر ، وكلما كان الصواب أكبر كان النجاح أكثر ، تلك هي سنة الله.
(الاحتجاج ،ج2،ص598).