الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته معروف عن السلفيين تساهلهم في إطلاق أحكام التحريم على الكثير من المسائل الفقهية بناءاُ على أدلة ظنية من الكتاب والسنة وأقوال علماء السلف. وفي هذا مخالفة صريحة للقاعدة الأصولية التي تنص على أن الأصل في شرع الله هو الإباحة ولا يخرج الشئ من دائرة الإباحة إلى التحريم إلا بدليل صحيح وصريح وقطعي الدلالة من كتاب الله وسنة رسوله عليه وعلى آل بيته الطيبين الكرام. تضعيف حديث المعازف : أرشيف الإذاعة : شبكة الدين القيم. وإذا تأملنا أقوال العلماء الذين يحرمون جميع أنواع المعازف أو آلات الموسيقى لا نجد في كل أقوالهم نصاً شرعياً صحيحاً وصريحاً في تحريم المعازف وإنما مجرد تفسيرات وتأويلات لبعض الآيات والأحاديث النبوية. بقول الشيخ القرضاوي: ( أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صحيح. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلي رسول الله يصلح دليلاً للتحريم، وكل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية) قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء. ولعل حديث المعازف من أقوى الأدلة التي يستدل بها السلفيون في تحريمهم للمعازف وجميع الآلات الموسيقية.
- تضعيف حديث المعازف : أرشيف الإذاعة : شبكة الدين القيم
- ص الآية ٢٧Sad:27 | 38:27 - Quran O
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ١٩٦
تضعيف حديث المعازف : أرشيف الإذاعة : شبكة الدين القيم
استمع
تحميل
عدد المشاهدات
عدد المستمعين
عدد التحميلات
1489
0
3
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ؛
فاعلم أن أكثر الذين يتعلقون بكلام ابن حزم لتضعيف هذا الحديث أصحاب هوى ما أرادوا الحق والله أعلم ؛ وإلا فقد رد العلماء على ابن حزم دعواه هذه بأدلة قوية لا تدع مجالا للأخذ والرد في هذا الحديث ، وبينوا أن الحديث متصل صحيح لا غبار عليه راجع الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير وغيره من كتب المصطلح ، وانظر كتاب العلامة الألباني تحريم آلات الطرب فهو كاف شاف لمن أراد الحق وسعى له سعيه. ومعنى الحديث واضح يدل على أن المعازف حرام سيأتي أناس أمثال هذا المفتي ويحلونها. والله أعلم
وَله عِنْدِي شَوَاهِد أخر كرهت الإطالة بذكرها وَفِيمَا أوردته كِفَايَة لمن عقل وتدبر وَالله الْمُوفق ". انتهى. وقد ردّ ابن القيم على من ضعف الحديث مثل ابن حزم فقال كما في "إغاثة اللهفان" (1/259):" ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئاً ، كابن حزم ، نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي ، وزعم أنه منقطع ، لأن البخاري لم يصل سنده به. وجواب هذا الوهم من وجوه:
أحدها: أن البخاري قد لقى هشام بن عمار وسمع منه ، فإذا قال " قال هشام " فهو بمنزلة قوله " عن هشام ". الثاني: أنه لو لم يسمع منه، فهو لم يستجز الجزم به عنه، إلا وقد صح عنه أنه حدث به. وهذا كثيرا ما يكون لكثرة من رواه عنه عن ذلك الشيخ، وشهرته. فالبخاري أبعد خلق الله من التدليس. الثالث: أنه أدخله في كتابه المسمى بالصحيح محتجاً به ، فلولا صحته عنده لما فعل ذلك. الرابع: أنه علقه بصيغة الجزم ، دون صيغة التمريض ، فإذا توقف في الحديث، أو لم يكن على شرطه يقول: " ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر عنه "، ونحو ذلك. فإذا قال: " قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم " ؛ فقد جزم وقطع بإضافته إليه. الخامس: أنا لو أضربنا عن هذا كله صفحاً ، فالحديث صحيح متصل عند غيره "، انتهى.
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) القول في تأويل قوله تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) يقول تعالى ذكره: ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا) عبثا ولهوا, ما خلقناهما إلا ليعمل فيهما بطاعتنا, وينتهى إلى أمرنا ونهينا. ( ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) يقول: أي ظنّ أنَّا خلقنا ذلك باطلا ولعبا, ظنّ الذين كفروا بالله فلم يُوَحِّدُوه, ولم يعرفوا عظمته, وأنه لا ينبغي أن يَعْبَث, فيتيقنوا بذلك أنه لا يخلق شيئا باطلا. ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) يعني: من نار جهنم.
ص الآية ٢٧Sad:27 | 38:27 - Quran O
وفرع على هذا الاستدلال وعدم جري المشركين على مقتضاه قوله فويل للذين كفروا من النار أي نار جهنم. وعبر عنهم بالموصول لما تشير إليه الصلة من أنهم استحقوا العقاب على سوء اعتقادهم وسوء أعمالهم ، وأن ذلك أيضا من آثار انتفاء الباطل عن خلق السماوات والأرض وما بينهما ؛ لأنهم كانوا على باطل في إعراضهم عن الاستدلال بنظام السماوات والأرض ، وفي ارتكابهم مفاسد عوائد [ ص: 249] الشرك وملته ، وقد تمتعوا بالحياة الدنيا أكثر مما تمتع بها الصالحون فلا جرم استحقوا جزاء أعمالهم. ولفظ " ويل " يدل على أشد السوء. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ١٩٦. وكلمة: ويل له ، تقال للتعجيب من شدة سوء حالة المتحدث عنه ، وهي هنا كناية عن شدة عذابهم في النار. و ( من) ابتدائية كما في قوله تعالى فويل لهم مما كتبت أيديهم ، وقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - لابن الزبير حين شرب دم حجامته: " ويل لك من الناس وويل للناس منك ".
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ١٩٦
﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ﴾ يقول: الذين اتقوا الله بطاعته وراقبوه، فحذروا معاصيه ﴿كَالْفُجَّارِ﴾ يعني: كالكفار المنتهكين حرمات الله. وقوله ﴿كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: وهذا القرآن ﴿كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾ يا محمد ﴿مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ يقول: ليتدبَّروا حُجَج الله التي فيه، وما شرع فيه من شرائعه، فيتعظوا ويعملوا به. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة القراء: ﴿لِيَدَّبَّرُوا﴾ بالياء، يعني: ليتدبر هذا القرآن من أرسلناك إليه من قومك يا محمد. وقراءة أبو جعفر وعاصم"لتَدَّبَّرُوا آياته" بالتاء، بمعنى: لتتدبره أنت يا محمد وأتباعك. وأولى القراءتين عندنا بالصواب في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب ﴿وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الألْبَابِ﴾ يقول: وليعتبر أولو العقول والحِجَا ما في هذا الكتاب من الآيات، فيرتدعوا عما هم عليه مقيمين من الضلالة، وينتهوا إلى ما دلهم عليه من الرشاد وسبيل الصواب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله ﴿أُولُو الألْبَابِ﴾ قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ ﴿أُولُو الألْبَابِ﴾ قال: أولو العقول من الناس، وقد بيَّنا ذلك فيما مضى قبل بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
والمراد به هنا العبث واللّهو واللعب اي ما ليس له غاية وحكمة. وقد تكرر في القران نفي كون الخلق لعبا وعبثا ولهوا. قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ) الانبياء: 16، وقال ايضا: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) الدخان: 38-39، وقال ايضا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) المؤمنون: 115. والعبث واللّهو واللعب كل ما ليس له غرض وغاية الا نفسه فالذي يلعب ليروّض جسمه، او لينشّط روحه له غاية وحكمة، ولكن الذي يلعب لمجرد ان يكون مشغولا ملتهيا ليس له غرض خارج عن نطاق العمل كلعب الاطفال فهو لهو محض. وهذا بالطبع لا يصدر من الحكيم، فلو لم يكن وراء هذا الكون الزائل غاية وغرض ثابت دائم، والمفروض ان هذا الكون بنفسه ليس ثابتا فالغرض منه ليس الا هذه التغيرات التي ليست الا كتغير أدوات اللعب لا فائدة منها ولا هدف وراءها.