طاف الأحياء واحدًا تِلْوَ الآخر، ملّت زوجته من امتداد فترة هذيانه، حتى ابنته المدللة كانت تتأفف حين تهديه خطواته إلى المنزل. رأى ذلك في عينيها، وأكّدتْه شفتاها اللتان نطقتا بسؤال عابر عن حاله! ذات مساء غادر المنزل مسرعًا، يلهث، لا يوقفه خفقان قلبه الشديد، ولا أبواق السيارات الصارخة التي كادت تدهسه. وصل إلى عتبة بيت والده، تسبقه يده لفتح الباب، لا يخشى الدخول هذه المرة، صفع الباب خلفه، جثا من شدة التعب، والبكاء يتملكه، يتقلب على جنبيه والدموع مائلة تارة نحو اليمين وتارة نحو الشمال، حتى تغذى وجهه على تلك الدموع المالحة. فها هنا كما قيل له تمددت أمه، هنا كان وجهها ما زال دافئًا مبتلّاً بدموعها، إنه العذاب، نعم إنه يعترف الآن أنه اقترف السوء بيديه. صرخات تتعالى من خلف الباب تُدرك أسماع الجيران، بعضهم يرنو إليه بامتعاض لإفاقته بعد فوات الأوان، وبعضهم يُقلّب كفّيه ويرحل في صمت. المرايا في طاقة المكان فنغ شوي - طاقة بيتك مع ريتا. وجميعهم لا يملكون له سبيلا! خرج إليهم صارخًا: (رأيتها، نعم رأيتها، مسحت بيدها على وجهي، كانت هنا ممددة بجانبي، وعيناها تلمعان.. لعلها تشفع لي عند خالقي، أجيبوني! ستشفع لي، أليس كذلك)؟! أثار حديثه المضطرب فزع الجيران، وأخذوا يجيبون على أسئلته بكلمات خاطفة، ليفلتوا من قبضة أسئلته وعينيه المحدقتين بوجوههم… ورويدًا رويدًا خلا المكان إلا منه!
المرايا في طاقة المكان فنغ شوي - طاقة بيتك مع ريتا
في شأن الدرجين المتقابلين، اللذين يلتقيان في الوسط، يمكن تصميم جلسة في الفراغ عبارة عن مقعدين تتوسطهما طاولة، مع إمكانية تبليط المساحة في الوسط على هيئة دائرة بلون مختلف عن لون البلاط الأساسي، وتوزيع سجّادة مميّزة. وفي حال كان الدرجان مكسوين بسجادة حمراء، يمكن تنجيد قماش المقعدين من نفس الخامة واللون في الفلل أو القصور، إضافة إلى توزيع الإكسسوارات المتمثّلة في "الأباجورات" والشتول العالية على الأرضيّة.
طرق استغلال مساحة تحت الدرج في الديكور | شبكة الأمة برس
تنزوي الزوجة أمام التلفاز، والحفيدة متحفزة لمشاهدة برنامجها المفضل، يأتي ابنها الوحيد عند طاولة الطعام حاملا صينية من نحاس عتيق، رُصّت عليها كنكة القهوة وحامل شعلة صغير وفناجين وزجاجة مياه معدّة مسبقًا لمن أراد أن يتلذذ بفنجان قهوة على هدهدة اللهب الخافت، رائحة القهوة تفوح رويدًا رويدًا تسبق إلى الأنف قبل ارتشافها. يشرَع الابن في حديثه عن أحواله وأقساطه المتتابعة وطلبات الطفلة التي لا تنتهي… مظروف أبيض يقع بحنان في كف الابن. يُقبّل يد والدته ويدعو لها بالصحة والحفظ، لكنه لا يُذكّر لسانه أن يسأل عن صحتها، وهي التي أخذت قدماها تتعود على زيارة الأطباء بكثرة عما سبق! انتهت الزيارة سريعًا، وفنجان القهوة ما يزال دافئًا على الطاولة، تنظر هي إلى الحاج محمد، أتشكو همًّا أم تُفضي بعتابٍ كائنٍ بداخلها؟! تلك الصورة المعلقة على الجدار هي ملجؤُها، بدونها تكاد تنسى النطق بالكلام، وتختنق من شدة الوحدة والانزواء. تخلُد إلى قيلولة خاطفة على الأريكة كي لا تستغرق في النوم فيفوتها موعد الطبيب الحازم في مواعيده، إنه لا يقبل مريضًا متأخرًا إلا بعد الرجوع إلى السكرتيرة لحجز موعد جديد ربما لا يكون إلا بعد أسابيع قادمة، لا يدري المريض خلالها هل سيعيش حتى الموعد القادم أم سيكون ذلك الموعد أطولَ من عمره.
كيف لا أسعد لفرحه الميمون؟! كنت تعلم يا حاج محمد… نعم كنت تعلم أني سأحتاج المال في مرضي إذا ما ولّى قلبُ الولد عني، لا أرى ولدك سوى عند شراء الدواء، لا يترك لي فرصة أن أستظل بوجهه من شبح المرض والموت الراصد لي في كل حين، أخشى الموت ولا يدركني أحد… ليست تلك نهايتي، فنحن نخشى الموت، لكن يظل هدوء الخاتمة حلمًا يراود نفسي). تكرر دخول القط الرمادي من نافذة المطبخ، يُسمع من خارج المنزل مُواءٌ مُتكرر بعنف وسقوط لأغراض مُحدِثة جَلَبةً تستدعي انتباه إحدى الجيران الصاعدة على السلالم أو المغادرة للبناء.. يتجمع نفرٌ ليس بالكثير، وصوت همهمات من مواء القط الشديد الهياج؛ فتقرر عُصبة منهم اقتحام المنزل عنوة بعد التأكد من عدم استجابتها لندائهم. مُسَجَّاةً على الأرض، شحوبُ وجهها لم يعد بالمُخيف بل أصبح مضيئًا، ما زال مجرى الدمع دافئًا على وجنتيها، لم تُترك وحيدة منسية في إيابها كما تمنت. الجيران بين نحيبٍ ودعاء، أسرعوا ليحملوها ويبدؤوا في مراسم وداعها إلى مثواها الأخير، فالابن هاتفه ما زال مشغولاً! حينما أدرك ما حدث كانوا قد وارَوا جسدها النحيل التراب بجانب زوجها الحاج محمد، لم يَحْظَ الابن بفرصة وداعها أو حملها والسلام عليها وعلى والده.
بواسطة السيدة تومي 4 فبراير، 2022
صور حرف ذ
حرف ذ
يعطيك العافيه على الصور
الوسوم: الحصريات المرأة
اترك تعليقاً لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الاسم
البريد الإلكتروني
الموقع الإلكتروني
التعليق
هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.
صور حرف شعبية مغربية
الرئيسية
أخبار
أخبار المحافظات
04:57 م
الإثنين 07 فبراير 2022
عرض 6 صورة
أسوان - إيهاب عمران:
اختتمت اليوم الاثنين، فعاليات مهرجان الحرف الشعبية للتراث بالجامعات المصرية، الذي تستضيفه جامعة أسوان، تحت رعاية الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقال الدكتور أيمن عثمان رئيس جامعة أسوان، إن المهرجان أقيم تحت شعار "خير بلادي" ويأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية بالتراث الشعبي والحفاظ على الهوية البصرية. أضاف رئيس جامعة أسوان، أن ورش عمل المهرجان، أقيمت اليوم بالحرم الجامعي في "صحارى" بكلية الزراعة، وشارك بالمهرجان 200 طالب وطالبة من مختلف الجامعات المصرية..
محتوي مدفوع
إعلان
صور حرف شعبية في
لا وجود للمشكلة الاقتصادية إذا:
قبول غير مشروط
رقم تلفون بي ان سبورت
توجد العديد من المهن التراثية التى اندثرت واختفت تماماً من حياتنا اليومية ولم تعد لها وجود بيننا وحتى لم تتطور بعد ربما يكون السبب وراء ذلك هو التطور التكنولوجى أوتغير العادات والتقاليد اليومية لنا كتطور طبيعى للنظم الإجتماعية بصفة عامة. مهنة السقا:
انتشرت مهنة السقاية في المجتمع المصري خلال العهود السابقة، وكانت معروفة لدى الجميع، وتعتبر من المهن والوظائف المهمة في عصر الخلفاء والولاة المسلمين في مصر منذ الفتح الإسلامي، السقا هو الشخص المسؤول عن نقل المياه من الخزانات ونهر النيل إلى المساجد والمدارس والمنازل، وأسبلة الشرب العامة، وذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي. وكان يتحمل الكثير من الصعاب من أجل توفير الماء للمحتاجين إليه. صور حرف شعبية الكرتون. بائع العَلوجَة
كان يحمل الصينية المعدنية، وعادة ما تكون مقسمة على شكل مثلثات بألوان زاهية ،ويمسك بيده عيدان صغيرة يلف بها هذه المواد الملونة. خياط الفرفورى:
الفرفوري هوالفخار الذي تصنع منه الصحون والاباريق،وهناك انواع مختلفة من الفخار ، والانواع الجيدة تكون غالية الثمن، ولم يكن بإستطاعت أصحاب المقاهي ان يقوموا ببيع أباريق شاي جديدة بعد كسرها أو أجزاء من الابريق وعملهم يعتمد دائما على هذه الاباريق، ولذا كانوا يضطرون لخياطة الابريق أو جزء منه ولم يكن شائعا في وقتها إستخدام اباريق الشاي المصنوعة من معادن الصفر أو الرصاص أو الستيل أو غيرها.