وعن المِسوَرِ بن مَخرَمةَ – رضي الله عنه – قال: قدِمَت على النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – أقبِيَةٌ – والقَبَاءُ: ثَوبٌ يُلبَسُ فوق الثِّياب -، فقال لي أبي مَخرَمةُ: انطلِق بِنَا إليه، عسَى أن يُعطِيَنا مِنها شيئًا. قال: فقامَ أبِي على البابِ فتكلَّم. إنما تنصرون بضعفائكم - موقع مقالات إسلام ويب. قال أهلُ العلمِ: "وكان في خُلُقِه شِدَّة – رضي الله عنه وأرضاه -". قال: فعرَفَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – صوتَه، فخرَجَ ومعه قَبَاء، وهو يُرِيه محاسِنَه ويقول: «خبَأتُ هذا لك، خبَأتُ هذا لك»؛ رواه البخاري ومسلم. إن رِعايةَ كِبار السنِّ ، والقِيامَ على مصالِحِهم وشُؤونِهم مِن أعظم القُرَب، وأجَلِّ الوسائل لتفرِيجِ الكُرَب، وتيسيرِ كل أمرٍ عسِيرٍ، وخاصَّةً إذا كان كبِيرُ السنِّ أبًا أو أُمًّا. كما في "الصحيحين": في قصَّة النَّفَر الثلاثة الذين آواهم المبِيتُ إلى غارٍ، فدخَلُوا فيه فانحَدَرَت عليهم صخرة، فسدَّت عليهم الغارَ، فتوسَّلَ كلُّ واحدٍ مِنهم بصالِحِ أعمالِه، فكانت وسِيلةُ أحدِهم: قِيامَه بهذا الحقِّ العظيم، حقِّ رِعايةِ أبوَيه الشيخَين الكبيرَين، فكان سببًا في نَيلِ مطلَبِه، وتفريجِ كُربَتِه. بل إن السعيَ على الشَّيخَين الأبوَين الكبيرَين ميدانٌ مِن ميادِينِ الجِهادِ في سبيلِ الله.
- إنما تنصرون بضعفائكم - موقع مقالات إسلام ويب
- إنما ترزقون بضعفائكم، المتعففين | صحيفة مكة
- الولاء و البراء - التربية الإسلامية - الصف الحادي عشر - YouTube
- كتاب عقيدة الولاء والبراء - المقدم - المكتبة الشاملة
إنما تنصرون بضعفائكم - موقع مقالات إسلام ويب
قال ابن كثير في تفسيره: وقوله تعالى: " { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم ْ}، أي اجلس مع الذين يذكرون الله، ويهللونه، ويحمدونه، ويسبحونه، ويكبرونه، ويسألونه بكرة وعشيًا من عباد الله، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، أو أقوياء أو ضعفاء ". وقال الواحدي في أسباب النزول: " عن سلمان الفارسي قال: جاء المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وذووهم، فقالوا: يا رسول الله، إنك لو جلست في صدر المجلس، ونحيت ( أبعدت) عنا هؤلاء، وأرواح جبابهم - يعنون سلمان، وأبا ذر، وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف لم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك، وحادثناك، وأخذنا عنك! فأنزل الله تعالى: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُم ْ}، حتى إذا بلغ { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً}(الكهف من الآية 29)، يتهددهم بالنار، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - يلتمسهم حتى إذا أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله تعالى قال: ( الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات).
إنما ترزقون بضعفائكم، المتعففين | صحيفة مكة
وكانت حجة بعض الأثرياء أنهم لا يعرفون طريقا إلى الأسر الفقيرة المتعففة، وقولهم في محله من بعض الوجوه، ولكن نحن لا نخترع العجلة لأن العالم الذي نحن جزء منه اخترعها وعبد الطريق منذ ما يزيد على مئة سنة أو أكثر، هذه الطريق لا تحتاج جهدا وإنما تحتاج إرادة وشعورا بحاجة الناس وأهمية مساعدتهم، والبحث عن الضعفاء وأهل الحاجات، وما على وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وهي الجهة المسؤولة رسميا عنهم إلا أن تسلك طريق العالم، وتقيم الحجة على الذين يتعللون بعدم معرفة المحتاجين المتعففين.
حديث: (هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم... )
رواية ودراية
أولًا: روايات الحديث:
الرواية الأولى: أخرجها الإمام البخاري في كتاب الجهاد والسير من صحيحه، باب: من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب، عن مصعب بن سعد، قال: ( رأى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن له فضلًا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم؟) [1]. أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حضَّ سعدٍ على التواضع، ونفي الزهو على غيره، وترك احتقار المسلم في كل حالة. والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن: ما المنزلة التي أراد سعد أن يتميز بها عن إخوانه؟
نجد الجواب شافيًا، وتتضح لنا الصورة كاملة في الرواية الآتية:
الرواية الثانية: وهي عند الإمام أحمد: (قال سعد: يا رسول الله، أرأيت رجلًا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه، أيكون نصيبه كنصيب غيره؟ فقال: ثكِلتك أمك يا ابن أم سعد، وهل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟) [2]. وعلى هذا؛ فالمراد بالفضل - كما يقول الحافظ ابن حجر - إرادة الزيادة من الغنيمة، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام المقاتلة سواءٌ؛ فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه [3].
شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب العنوان مفهوم عقيدة الولاء والبراء وأحكامها المؤلف سليمان بن صالح الغصن عدد الأجزاء 1 عدد الأوراق 108 رقم الطبعة 1 بلد النشر السعودية نوع الوعاء كتاب دار النشر دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع تاريخ النشر 1430هـ 2009م المدينة الرياض
الوصف
مراجعات (0)
المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "مفهوم عقيدة الولاء والبراء وأحكامها"
الولاء و البراء - التربية الإسلامية - الصف الحادي عشر - Youtube
الكتاب: عقيدة الولاء والبراء المؤلف: محمد أحمد إسماعيل المقدم مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية [ الكتاب مرقم آليا، ورقم الجزء هو رقم الدرس - ٤ دروس] صفحة المؤلف: [ محمد إسماعيل المقدم]
كتاب عقيدة الولاء والبراء - المقدم - المكتبة الشاملة
فمضى حتى انتهى إلى القبيلة التي ذكرت المرأة، فقال للرجل: انصرف، ثمَّ دنا إلى الباب فقرع الباب بعصاة كانت معه، فقالت العجوز: من هذا؟، فقال: افتحي الباب، ففتحت بعضه، فقال: افتحيه كله، ففتحته كله، ثمَّ نزل عن البغل، ثمَّ ضربه بالعصا فدخل البغل إلى الدار، ثمَّ قال للمرأة، هذا البغل وما عليه من النفقة والكسوة والزاد فهو لكم، وأنت منه في حل الدنيا والآخرة. ثمَّ جلس ابن المبارك مختفياً حتى رجع الناس من الحج، فجاءه قوم من أهل بلده يسلمون عليه ويهنئونه بالحج، فأقبل يقول لهم: إنه كان بي علة ولم أحج هذه السنة، فقال بعضهم: يا سبحان الله، أم أوادعك نفقتي، ونحن بمنى، ونحن نذهب إلى عرفات؟، وآخر يقول: ألم تشتر لي كذا؟، فأقبل يقول: لا أدري ما تقولون، أمَّا أنا فلم أحج في هذا العام. كتاب عقيدة الولاء والبراء - المقدم - المكتبة الشاملة. فرآى في الليل في منامه آتٍ، فقال: " يا أبا عبدالرحمن، أبشر فإنَّ الله قد قبل صدقتك، وبعث ملكاً على صورتك فحج عنك " [ترتيب المدارك للقاضي عيَّاض (1/171-172)]. فالله الله -عباد الله- في الانتباه لأمر الولاء للمؤمنين، وبرهم، والتحبب لهم، والتزلف إليهم، والتشمير في معاونتهم ومساعدتهم وتسهيل أمورهم، ومحاولة التودد إليهم ومناصرتهم والقرب منهم قدر الإمكان.
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى
أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده}،
فيصل المطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً:
{ فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع
بالمعروف وأداء إليه بإحسان}، فجعل الله القاتل عمداً أخاً
للمقتول مع أن القتل -قتل المؤمن عمداً- من أعظم الكبائر، وقوله تعالى
في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا
بينهما}، إلى قوله: { إنما
المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}، فلم يخرج الله الطائفتين
المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية. فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي
عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ
جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي
هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم وهم
الثلاثة الذين خلِّفوا، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى
عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً رضي الله عنه دخل على ابن
عمه أبي قتادة رضي الله عنه وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد
عليه السلام.