الخطبة الاولى / نسائمُ العشر 21/ 9/ 1443ه الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله وكرمه تزداد الحسنات وتغفر الزلات، أحمده - سبحانه - على ما أولى وهدى، وأشكره على ما وهب وأعطى، لا إله إلا هو العلي الأعلى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
كلام عن الدموع وقت
تتفتح أمام المسلم قنوات الإنفاق ومشاريع البذل ، فتمتد يده بالصدقة والتحويل في وجوه الخير ، فيكافئه ربه بظل عرشه. يتعرض القلب للشهوات وتعرض امام عينه مناظر الحرام فيغض بصره ويحجب عينه ويقول إني أخاف الله ، فيجازيه الله بظل عرشه. تشتهر أندية ويتسابق الضعفاء للمحبة في سبيل الشيطان ، فيصطفي قلبان ويجتمع جسدان على كتاب الله ومن أجل ذات الله ، فلايفرق بينهما إلا الموت ، فيجازيهم ربهم بان يجمعهم في ظل عرشه. لا غروا أن ترى شيخا قد شابت لحيته في عبادة الله وطاعته ، ولكن التحدي أن ترى شابا تتقاذفه امواج الفتن وتتعرض له المغريات وتنفتح له زينة الحياة الدنيا ، فيرفظها ويقبل على ربه ويعلق قلبه في عبادة الله. جريدة الرياض | الدراما التاريخية وماء الملام. فيجازيه الله أن يظله بظل عرشه. عباد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم، ما لهم في الناس أشباهُ عُباد الصحابه شباب في مقتبل العمر.. ابن عمر ابن السابعة عشرة من عُمرِه يَقَول عنه النَّبِيُّ : «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ، بَعْدَ ذَلِكَ، لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.
وخير ما يستفيده المرء وهو يتدبر من حوله ما خلق الله تعالى، هو معرفة الخالق جل وعلا، وعظمته وجلاله وقدرته. وإذا كان القرآن الكريم قد أولى موضوع التفكر ما يستحق من تنبيه، فإن السنة المطهرة لم تشذ عن هذا الأمر. لذلك، نبهت الكثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم على مسألة التفكر في خلق الله ، والتأمل والتدبر فيما أوجد الحق وأبدع.
، واختيارُ القرطبيِّ قال القرطبيُّ - في أنَّ المقصود بالشفق الحمرة -: (الاختيار الأول؛ لأنَّ أكثر الصحابة والتابعين والفقهاء عليه، ولأنَّ شواهد كلام العرب والاشتقاق والسُّنة تشهد له) ((تفسير القرطبي)) (19/275). ، وابنِ تَيميَّة قال ابنُ تيميَّة: (ووقت المغرب: إلى مغيب الشفق) ((مجموع الفتاوى)) (22/74 - 75).
خروج وقت صلاة المغربي
، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلَفِ [1118] قال ابنُ حزمٍ: (فوقت المغرب عند ابن أبي ليلى، وسفيان الثوري، ومالك، والشافعي، وأبي يوسف، ومحمد بن الحسن، والحسن بن حي، وداود وغيرهم -: يخرج ويدخُل وقتُ صلاة العتمة بمغيب الحمرة، وهو قولُ أحمد بن حنبل، وإسحاق) ((المحلى)) (2/224). وقال ابنُ عبد البَرِّ: (واختلفوا في آخِرِ وقت المغرب بعد إجماعهم على أنَّ وقتها غروب الشمس؛ فالظاهر من قول مالك: أنَّ وقتها وقت واحد عند مغيب الشمس، وبهذا تواترتِ الروايات عنه، إلَّا أنه قال في الموطأ: فإذا غاب الشفق فقد خرج وقتُ المغرب ودخل وقتُ العشاء، وبهذا قال أبو حنيفة، وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، وابن حي، وأحمد، وإسحاق، وأبو ثور، وداود، والطبري، كلُّ هؤلاء يقولون: آخر وقت المغرب مغيب الشفق، والشفق عندهم الحمرة) ((الاستذكار)) (1/28). ، وهو قولُ أكثرِ أهلِ العِلمِ [1119] قال النوويُّ: (واختلفوا في الشَّفق، فمذهبنا أنَّه الحمرة، ونقله صاحبُ التهذيب عن أكثر أهل العلم، ورواه البيهقي في السنن الكبير عن عُمر بن الخطاب، وعليِّ بن أبي طالب، وابن عمر، وابن عباس، وأبي هريرة، وعُبادة بن الصامت، وشدَّاد بن أوس رضي الله عنهم، ومكحول، وسفيان الثوري، ورواه مرفوعًا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وليس بثابت مرفوعًا، وحكاه ابن المنذر عن ابن أبي ليلى، ومالك، والثوري، وأحمد، وإسحاق، وأبي يوسف ومحمد بن الحسن، وهو قول أبي ثور، وداود) ((المجموع)) (3/42).
خروج وقت صلاه المغرب الخبر
الأدلَّة من السُّنَّة: 1- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((وقتُ الظهرِ إذا زالتِ الشمسُ وكان ظلُّ الرَّجُلِ كطولِه، ما لم يَحضُرِ العصرُ، ووقتُ العصرِ ما لم تَصفرَّ الشمسُ، ووقتُ صلاةِ المغربِ ما لم يَغِبِ الشفقُ... )) رواه مسلم (612). 2- عن أبي موسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتاه سائلٌ يسأله عن مواقيتِ الصَّلاة، فلم يردَّ عليه شيئًا)).. وقت خروج المغرب بغياب الشفق. وفيه: ((ثم أخَّرَ المغربَ حتى كان عندَ سقوطِ الشَّفقِ، ثم أخَّر العِشاءَ حتى كان ثُلُثُ الليلِ الأوَّلُ، ثم أصبح فدعَا السائلَ، فقال: الوقتُ بين هذَينِ)) [1130] رواه مسلم (614). وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ الشَّفقَ المعروفَ عند العربِ أنَّه الحُمرةُ، وهو مشهورٌ في شِعرِهم ونَثرِهم [1131] ((المجموع)) للنووي (3/43). المسألة الثالثة: تعجيلُ صَلاةِ المَغربِ تعجيلُ صلاةِ المغربِ والمبادرةُ إليها في أوَّلِ وقتِها أفضلُ من تأخيرِها. الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة 1- عن رافعِ بنِ خَديجٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: ((كنَّا نُصلِّي المغربَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فينصرفُ أحدُنا، وإنَّه لَيُبْصِرُ مواقعَ نَبلِه)) [1132] رواه مسلم (637).
خروج وقت صلاة المغرب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد، فإن غاب الشفق فقد خرج وقت صلاة المغرب، فقد أخرج مسلم في صحيحه من طريق همام، حدثنا قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «... ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق... » [1]. قال ابن رجب في فتح الباري: "وممن ذهب إلى أن وقت المغرب يمتد إلى مغيب الشفق: الحسن بن حي والثوري وأبو حنيفة ومالك في الموطأ، والشافعي في قول له، رجحه طائفة من أصحابه، وأحمد وإسحاق وأبو ثور، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره. وخرج مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا صليتم المغرب، فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق». وفي رواية له أيضا: « وقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق». خروج وقت صلاه المغرب في جده. وفي رواية له أيضا: «وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق». وقد اختلف في رفعه ووقفه. وخرج مسلم أيضا من حديث بريدة - رضي الله عنه - أن سائلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مواقيت الصلاة، فذكر الحديث بطوله.. وفيه: أنه صلى في اليوم الأول المغرب حين وجبت الشمس، وفي اليوم الثاني صلى قبل أن يقع الشفق، وقال: «ما بين ما رأيت وقت».
خروج وقت صلاه المغرب في جده
تاريخ النشر: الخميس 24 ربيع الآخر 1423 هـ - 4-7-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 18758
98918
0
424
السؤال
ما هو وقت صلاة المغرب بحسابنا الآن ،هل هو إلى وقت صلاة العشاء الذي في التقويم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن وقت صلاة المغرب يبدأ من الغروب الكامل لقرص الشمس وينتهي بغيبوبة الشفق الأحمر على الراجح من أقوال أهل العلم. وبانتهاء وقت صلاة المغرب يبدأ وقت صلاة العشاء. والمعول عليه في معرفة أوقات الصلوات ابتداء وانتهاء هو العلامات التي وضعها الشارع لذلك. خروج وقت صلاة المغربي. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 13740. والله أعلم.
2- عن سَلمةَ بن الأكوعِ رَضِيَ اللهُ عَنْه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُصلِّي المغربَ إذا غرَبتِ الشَّمسُ، وتوارتْ بالحِجابِ)) [1133] رواه مسلم (636). وَجْهُ الدَّلالَةِ: يُفهَمُ من هذَينِ الحديثينِ أنَّ المغربَ تُعجَّلَ عقِبَ غروبِ الشَّمسِ [1134] ينظر: (شرح مسلم)) للنووي (5/136). ثانيًا: مِنَ الإجماعِ نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ المُنذرِ قال ابنُ المنذر: (أجمع كلُّ مَن نحفظ عنه من أهل العِلم على أنَّ تعجيلَ صلاة المغرب أفضلُ من تأخيرها) ((الأوسط)) (3/50). ، وابنُ عبدِ البَرِّ قال ابنُ عبد البَرِّ: (وقد أجمَعَ المسلمون على تفضيلِ تعجيل المغرِب) ((التمهيد)) (4/342). ،وابنُ قُدامةَ قال ابنُ قُدامة: (وأمَّا المغرِب فلا خلافَ في استحباب تقديمها في غير حال العُذر، وهو قول أهل العِلم من أصحاب رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومَن بعدهم) ((المغني)) (1/284). خروج وقت صلاه المغرب في بغداد. ، والقرطبيُّ قال القرطبيُّ: (اتَّفقتِ الأمَّة فيها -أي صلاة المغرب- على تعجيلِها والمبادرةِ إليها في حينِ غُروبِ الشَّمسِ؛ قال ابن خويز منداد: ولا نعلم أحدًا من المسلمينَ تأخَّر بإقامةِ المغرب في مسجدِ جماعةٍ عن وقتِ غروبِ الشَّمس) ((تفسير القرطبي)) (10/305).