هو هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن عبد مناف الزهري الشجاع المشهور المعروف بالمرقال ابن أخي سعد بن أبي وقاص..
قال الدولابي: لقب بالمرقال؛ لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع، من الإرقال وهو ضرب من العدو. وكان صالحا زاهدا وهو أخو مصعب بن عمير لأمه أسلم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك. وهو الذي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواء ووجهه وفتح الله عليه جلولاء. إسلامه:
قال الخطيب:أنه أسلم يوم فتح مكة..
بعض مواقف من حياته مع الصحابة:
ـ لما جاء قتل عثمان إلى أهل الكوفة قال هاشم لأبي موسى الأشعري تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة: (علي) فقال: لا تعجل.! فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: هذه لعليّ وهذه لي..
ـ عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: شهدنا صفين مع علي وقد وكلنا بفرسه رجلين فإذا كان من القوم غفلة حمل عليهم فلا يرجع حتى يخضب سيفه دما، قال: ورأيت هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر يقول له: يا هاشم
أعور يبغي أهله محل... قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا
بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن جابر بن سمرة عن هاشم بن عتبة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: يظهر المسلمون على جزيرة العرب وعلى فارس والروم وعلى الأعور الدجال.
- إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - كبار التابعين - هاشم بن عتبة- الجزء رقم3
- هاشم المرقال - المعرفة
- إبتدائية هاشم بن عتبة – SaNearme
- ترجمة الأحنف بن قيس
- الأحنف بن قيس - رضي الله عنه
- من هو حليم العرب - موضوع
إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - كبار التابعين - هاشم بن عتبة- الجزء رقم3
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد ابن أبي وقاص الزهري الملقب بالمرقال
قتل في صفين. ويبدو أن هاشما كان صغيرا أيام الرسول, أو كان واقفا على عتبات البلوغ, مما جعل اسمه لا يذكر في الغزوات مع الرسول, وبخاصة أنه أسلم في عام الفتح, وحتى في حروب الردة, لم يكن له شأن يذكر, ولكن بتتبع مسيرة خالد بن الوليد في حروب الردة, ومنها السفر إلى العراق, ثم إرسال أبي بكر إليه أن يتوجه بنصف الجيش إلى الشام. ثم عودة ذلك الجيش إلى العراق مرة أخرى بأمر من عمر بن الخطاب. وأن يكون بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص, نتبين أن هاشما كان من الفرسان المقاتلين مع خالد في حروبه بالعراق, ورحلته إلى الشام. ثم تولى رياسة فرقة من الفرسان في معركة اليرموك, التي تعد أكبر الفتوح في حروب الشام, وكان وسامه في هذه المعركة أن فقئت عينه, فصار أعور, واستمر بعد ذلك في جيش خالد حين فتح دمشق, ثم عاد هاشم قائدا على من كان خالد بن الوليد قائدا عليهم, متوجها هاشم بهم إلى معركة ''القادسية '' التي كان يقودها عمه سعد بن أبي وقاص. وأدرك بجيشه جيوش المسلمين, فكان مددا عظيما له شأنه في تقوية نفوس المجاهدين, حتى لقد قال من ترجموا له ''أنه أبلى في القادسية بلاء حسنا, وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين''.
هاشم المرقال - المعرفة
أبي هاشم بن عتبة
معلومات شخصية
اسم الولادة
عبدالله بن عتبة
الميلاد
588م مكة
الوفاة
44 هـ الطائف
الإقامة
مكة ، الطائف
الكنية
ابي هاشم
الأولاد
هاشم
عائلة
الأب: عتبة بن ربيعة الأم: أم خناس القرشية
تعديل مصدري - تعديل
أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي صحابي جليل، أسلم قبل صلح الحديبية وشهد بيعة الرضوان ، وشارك في غزوة مؤتة وفتح مكة وغزوة حنين وشهد حجة الوداع. [1]
نسبه [ عدل]
هو: عبد الله بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. أمه: ام خناس بنت مالك القرشية العامرية. هو خال معاوية بن أبي سفيان, وأخو أبي حذيفة لأبيه, وأخو مصعب بن عمير لامه. سيرته [ عدل]
سكن الطائف, كان فاضلا وكان إذا ذكر أبا هاشم قال أبو هريرة: ذاك الرجل الصالح. وكان من زهاد الصحابة وصالحيهم. دخل معاوية على خاله ابي هاشم بن عتبة يعوده في الطائف, فبكى, فقال له معاوية: مايبكيك يا خال؟ اوجع تجده, ام حرص على الدنيا؟ قال: كلا, ولكن النبي عهد الي عهدا لمآخذ به, فقال: (يا أبا هاشم, انها لعلك تدركك أموال يؤتاها اثوام, فإنما يكفيك من الدنيا خادم وركب في سبيل الله). المراجع [ عدل]
^ كتاب المتنافسون في محبة الرسول للكاتب: سامي عاشور حسن بن عاشور، الجزء الثاني، ص 276
إبتدائية هاشم بن عتبة – Sanearme
وتعتبر أبرز بطولات هاشم بن عتبة الشهير في معركة ضارية ضد الفُرس، حيث خرج في جيش المسلمين بقيادة الصحابي الجليل سيدنا سعد بن أبي وقاص، وكان من أبرز الفرسان في الجيش وأكثرهم قوة وشجاعة. لقطة البطولة النادر بهاشم كانت عندما أطلق حاكم الفرس أسده ضد جيش المسلمين، وقتها اندفع المرقال كعادته نحو الأسد الضخم، حيث قام بطعنه في رقبته بسيفه وظل يطعنه حتى أسقطة جثة هامدة. وكان لهذا المشهد السينمائي مفعول السحر على أرض المعركة، حيث ألقى الرعب في جيش الأعداء ومنح الثقة لجيش المسلمين، ليكون النصر حليفهم في النهاية.
أصيبت عينه اليمنى يوم اليرموك. و كان له دور في معركة القادسية ، حيث قاد الجيش لفتح مدينة المدائن ، عاصمة بلاد فارس ومدينة بعقوبة وباقي مدن محافظة ديالى العراقية. ومن شجاعته واقدامه استشهد في معركة صفين وهو أحد قادة جيش أمير المؤمنين علي. عقد له سعد لواء ووجهه وفتح الله عليه جلولاء. عنه
حين أراد أبو عبيدة بن الجراح أن يختاره على الرجّآلة في وقعة اليرموك، قال: أُوَلِّيها إن شاء الله مَن لا يُخاف نكولُه ولا صدوده عند البأس، أُولّيها هاشمَ بن عتبة بن أبي وقّاص. سألت عائشة عمّن قُتل من الناس (في صفين)، فقيل لها فيما قيل: هاشم بن عتبة، فقالت: ذاك رجل ما كادت أن تزلّ دابّته. وفي ذكره وذكر عمار بن ياسر وعبد الله بن بديل قال الخوارزميّ: كانوا فرسان العراق، ومَرَدة الحرب، ورجال المعارك وحُتوف الأقران، وأمراء الأجناد وقد فعلوا بأهل الشام ما بقي ذكره على ممرّ الأحقاب. وقال ابن عبد البر فيه: كان من الفضلاء الخيار، وكان من الأبطال البُهْم. فُقئت عينه يوم اليرموك، وشهد القادسيّة وأبلى فيها بلاءً حسناً، وقام منه في ذلك ما لم يَقُم من أحد، وكان سببَ الفتح على المسلمين. وقال ابن الأثير: كان من الشجعان الأبطال، والفضلاء الأخيار.
ثمّ هو شاعر رساليّ هادف، يحمل عقيدةً يدافع عنها ببدنه وقلبه ولسانه. وقد ظهر ذلك منه واضحاً في عهد خلافة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، فصوّر في تلك الفترة ما يتعلّق بالأحداث الخطيرة من تاريخ الإسلام والمسلمين. وقد تصدّر موضوعا: الولاية والبراءة، معظمَ أغراضه الشعرية، وهما المحوران اللذان شَغَلا مساحة واسعة من الفكر الإسلاميّ، فتغنّى بمناقب أمير المؤمنين عليه السّلام وأمجاده، وانتقد أعداء البيت النبويّ الشريف. وكان من أشعاره القائلة بالولاية:
معَ ابن عمّ أحمدَ المُعلّى فيه الرسولُ بالهدى استهلاّ
أوّلُ مَن صدّقه وصـلّى فـجـاهدَ الكفّارَ حتّى أبلى
وممّا قاله في الحماسة والشجاعة:
لا تَجزعي يا نفسُ صَبراً صَبرا ضـربـاً إذا شئتِ وطعناً شَزْرا
وقوله في يقينه بسلامة عقيدته وصحّة إقدامه:
فـإنّ الـمجـدَ لـلأبطالِ إن صَرَعوا وإن صُرِعوا
ولا يفوتنا أن نشير إلى ضياع قسم من شعر المرقال فيما ضاع من الشعر. المرقال خطيباً
إلى جملة ملَكاته.. يتمتّع المرقال بأدب خطابيّ رفيع، وخلُق إقناعيّ باهر، حتّى أنّ الزركليّ قدّم خطابته على فروسيّته، فقال: صحابيّ، خطيب، من الفرسان (21). وحَسْبنا دليلاً على براعته الخطابيّة خطبته التي قالها حين أراد أميرُ المؤمنين عليه السّلام المسير إلى أهل الشام، فاستشار عليه السّلام مَن كان معه.. فقام إليه هاشم المرقال، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعدُ يا أمير المؤمنين، فأنا بالقوم جِدُّ خبير، هم لك ولأشياعك أعداء، وهم لمن يطلب حَرثَ الدنيا أولياء، وهم مُقاتلوك ومُجادلوك لا يُبقون جهداً، مشاحّةً على الدنيا، وضَنّاً بما في أيديهم منها، وليس لهم إربة غيرها إلاّ ما يخدعون به الجهّال من الطلب بدم عثمان بن عفان.
من هو الأحنف؟ تعريف الحِلمِ عند أهل اللّغةِ والكلام قول ومثل جرت به ألسنة العرب، وتداوله الناس حينما يتكلّمون عن الرجل الحليم، الذي يصبر على كلام الناس وأذيّتهم له في القول والفعل. من هذا الرّجل الذي ضربت العرب المثل في حلمه؟ وما هو خلق الحلم؟ من هو الأحنف؟ الأحنف بن قيس، سيّد قبيلة تميم العربية، التي كانت تسكن العراق. أسلم في حياة النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، ولم يرَ النبي. عندما استلم الخليفة الراشد " عمر بن الخطاب "، زِمام الخلافة في الدولة الإسلاميّة، جآء وفد" قبيلة تميم" على "عمر بن الخطاب "، كغيره من الوفود. وكان "الأحنف بن قيس" على رأس قبيلته، فمكث في المدينة عند عمر عاماً كاملاً ثمّ عاد إلى البصرة. توفي في الكوفة في ولاية {مصعب بن الزبير} أمير العراق. ـ دعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بقوله: " اللهم اغفر للأحنف …، فكان الأحنف يقول:"ما شئ أرجى عندي من ذلك " أترك الحديث الآن عن الأحنف وعن حياته وغزواته، وأتكلّم عن خُلُقِ ومَنقَبةِ "الحِلم"، الذي سادَ به قومَهُ، ودرج الحديث به على ألسِنَةِ العَرَب. تعريف الحِلمِ عند أهل اللّغةِ والكلام: ذكرَ الجاحِظ أنَّ الحِلمَ هو" تَركُ الإنتقامِ عند شدّةِ الغضبِ، مع القُدرةِ على ذلك" وذكرَهُ الجَرجَانِي، بأنّهُ الطُّمأنينة عند سَورةِ الغضب، ومعنى "سَورة"، هي فَورةِ وشدّةِ الغضب.
ترجمة الأحنف بن قيس
حاربت تميم نفسها ومن حولها في الجاهلية، وشغلت حروبها أيامًا كثيرة من أيام
العرب؛ وكان لتميم راية في الحروب خاصة على صورة العُقَاب، كما كانت راية بني أسد على
صورة
الأسد — ثم أسلمت وحسن إسلامها، ولكنها ارتدت أيام الردة إلى أن ردها خالد بن الوليد
إلى
الطاعة، وكفرت عن ردتها بما بذلت من جهود في الفتوح، حتى إذا تم الفتح سكن بعضُها الكوفة
وبعضها البصرة، وكان الأحنف بن قيس سيد تميم البصرة. أنجبت تميم كثيرًا من نوابغ الشعراء لا يعنوننا الآن، كما أنجبت كثيرًا من السادة
والأشراف والعظماء، وكانوا سلسلة كسلسلة الذهب متصلة الحلقات، يتعلم بعضهم من بعض خلق
السيادة كما يُتعَلم العلم على الأساتذة، وكان أستاذ الأحنف بن قيس في ذلك «قيس بن عاصم»
المِنْقَري التميمي، الذي قال فيه رسول الله (ص) لما رآه: «هذا سيد أهل الوبر»، وقد قيل
لقيس هذا: صف نفسك، فقال: أما في الجاهلية فما هممت بملأمة، ولا حُمْت على تهمَة، ولم
أُرَ
إلا في خيل مغيرة، أو نادي عشيرة، أو حامي جريرة؛ وأما في الإسلام، فقد قال الله تعالى:
«ولا تُزَكوا أنفسكم». وقد نزل في البصرة، وتعلم الأحنف منه الحلم، ولما مات قال فيه
القائل:
عليك سلامُ الله قيسَ بنَ عاصم
ورحمَتُهُ ما شاء أن يَتَرَحمَا
وما كان قيس هُلْكُهُ هُلْك وَاحِد
ولكـنه بنيانُ قوم تهـدما
خلف الأحنف قيسًا في السيادة؛ وكان أبو موسى الأشعري واليًا على البصرة فبعث بوفد
منها
إلى عمر بن الخطاب، فكان الأحنف أحدهم، وخطب بين يدي عمر يسترعيه النظر لأهل البصرة،
فأعجب
به عمر وقال: «هذا والله السيد!
الأحنف بن قيس - رضي الله عنه
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمه ونسبه ولقبه:
هو الأحنف بن قيس، بن معاوية بن حصين، بن حفص بن عبادة، بن النزال بن مرة، بن عبيد بن الحارث، بن عمرو بن كعب، بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو بحر التميمي السعدي. أمه: حبة بنت عمرو بن قرط بن ثعلبة الباهلية. واسمه: الضحاك على المشهور. ولقبه الأحنف وهو مشهور به، وقد ذكر الذهبي أنه اشتهر بالأحنفº لحنف رجليه، وهو العوج والميل. بعض فضائله:
أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجتمع به، وكان يضرب بحلمه المثل. قال العجلي: الأحنف بصري ثقة، كان سيد قومه، وكان أعور أحنف، دميماً، قصيراً، كوسجاً، له بيضة واحدة، حبسه عمر سنة يختبره، فقال: هذا والله السيد. وفي الزهد لأحمد عن الحسن عن الأحنف قال: لست بحليم ولكني أتحلم. وعن الخليل بن أحمد قال: قال رجل للأحنف بن قيس بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك. وقد ذكر الأحنف ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وقال: \" كان ثقة مأموناً، قليل الحديث، وكان ممن اعتزل وقعة الجمل، ثم شهد صفين \". وقد روى عن عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وأبي ذر وغيرهم.
من هو حليم العرب - موضوع
[١]
الأحنف بن قيس
هو الضحّاك بن قيس بن معاوية بن حصين سيد بني تميم المعروف باسم الأحنف بن قيس لحنف في رجليه وهو التواء وعوج، اشتهر بحلمه وسؤدده قبل الإسلام، وكان ذو رأي وحكمة وفطنة، أسلم في حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لكنه لم يرى النبي أبدًا لذلك فهو يعدّ من التابعين ، وفد على عمر بن الخطاب أثناء فترة خلافته، والتقى بعدد كبير من الصحابة، فأخذ عنهم أحاديث النبي، ونقلها وحدّث بها، وقد أخذ عنه عدد من رواة الحديث. [٢]
تذكر الأخبار أن الأحنف بن قيس ولد في العراق، وكان أعرف الناس في مناطقها ومدنها، وقد شهد عددًا من الفتوح فيها كفتح تكريت والموصل، كما شهد فتح خراسان واعتزل الفتنة في بدايتها؛ فلم يشهد موقعة الجمل ؛ لكنه شارك في معركة صفين في صفوف جيش علي بن أبي طالب ، ولما استقرّت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان في الشام لم يتعرض للأحنف خوفًا من قومه الذين يغضبون لغضبته ويأتمرون بأمره وقال معاوية قولته المشهورة لمّا عاتبوه باللين الذي أظهره مع الأحنف: هذا الذى إذا غضب غضب له ألف لا يدرون فيما غضب. [٣]
فضل الأحنف بن قيس ومناقبه وحلمه
أسلم الأحنف بن قيس زمن النبي حين أسلمت جموع كثيرة من بني تميم بعد الفتح؛ ولكنه لم يرَ النبيّ، ثم وفد على المدينة زمن عمر بن الخطاب، ومكث فيها عامًا أخذ فيه الحديث عن عمر بن الخطاب وعن علي وأبي ذر الغفاري والعباس وعبد الله بن مسعود وعن عثمان بن عفان ، ثم روى عنه عدد من التابعين والرواة مثل الحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق بن حبيب، وقد عرف بصدقه وأمانته، وشارك في فتح خراسان وقاد الجند إلى بلخ فصالح أهلها.
أعودُ بِكم مرّةً أخرى لِصاحِبِنا وحَدِيثِ مقَالِنا، للأحنَفِ بن قيسِ ـرحمه الله تعالى ـ، الذي كانَ يقول: "وجَدّتُّ الإحتمالَ أنصَر لي من الرّجال". ـ فَبَيتُ القصيدِ في هذا الخُلُقِ الكَريمِ، هو احتمالُ أخطاءِ النّاسِ وعِلّاتِهم وإيذائِهم، وهو من شِيَمِ الكِرامِ، وصِفاتِ الكِبار. فقدْ قِيل:" ليسَ منْ عادةِ الكِرامِ، سُرعَة الغضبِ والإنتقام". ـ وفوقَ ذلكَ كُلِّهِ، أنَّ خُلُقَ الحِلْمِ، من صفاتِ نَبيّنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، الذي كان يتّصِف به في سيرته العَطِرة. فَقَد كان أحلم النَّاس وأحسَنهم خُلُقاً. ـ ولعلَّ يومَ فتحِ مكة، كان من أروعِ الأمثلةِ على حِلْمِ النّبيِّ على قومهِ، عندما سألوهُ بعدَ أن دخلَ مكة من أبوابِها الأربعة، وجَمَعَ أهْلَ قُريش، وقالَ لهم: "ما تَرُوني فاعِلٌ بِكُم. فقالوا: أخٌ كريمٌ، وابن أخٍ كريمٍ. فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اذهَبوا فأنتُم الطُلَقاءْ. ـ كان حليماً معهم، وعفا عنهم بعد أنْ كانَ قادِراً عليهم. وخُلاصة القولِ في هذا المقالِ، ما قالَهُ { الأحنفُ بن قيس} عن نفسِهِ، عندما قال: "مَا آذانِي أحَدٌ إلّا أخَذْتُ في أمْرِهِ إلّا بإحدَى ثلاثٍ: إنْ كانَ فَوقِي عَرَفْتُ لهُ فَضْله ُ.
ضئيل الجسم، صغير الرأس، متراكب الأسنان، مائل الذقن، ناتئ الوجنة، غائر العينين،
خفيف
العارضين، أحنف الرِّجْل، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بحظ، تنبو عن مَرْآه
الأحداق، وتتفادى من شخصه الأبصار؛ وهو مع هذا سيد قومه، سيد تميم، وهي ما هي في العظمة،
إن
غَضِبَ غضب لغضبته مائة ألف سيف لا يسألونه فيمَ غضب؛ خطير النفس، بعيد المرمى، ما زال
يَسُود حتى بلغ مرتبة لا يسمو إليها أمل، ومنزلة لا يتعلق بها دَرَك؛ إذا أوفد وال وفدًا
إلى خليفة فالأحنف أحد أعضائه أو رئيسه وخطيبه؛ وإذا اختلف الأمراء على الخلافة فالأحنف
أول
من يفكرون في اصطناعه، وإذا حزب الأمر وعظم الخطب، فالأحنف من يُفزَع إليه في المشورة. دوى
اسمه بين المسلمين في الأحداث الأولى للإسلام، وخرج منها — على كثرتها وتعقدها واضطراب
الهواء فيها — نقي السيرة يُقر بعظمته من كان له ومن كان عليه، وظل اسمه عَلَمًا رفيعًا
في
نواح مختلفة على مر الأزمان؛ إن أرخت الحروب الإسلامية فأحد قادتها وغزاتها، وإن ذُكرت
الأخلاق فأحد أشرفها ونبلائها، وإن أُرخ الأدب والخطب والحكم والأمثال فهو ابن
بَجْدَتها. ولد قبل الإسلام، ولكن لم ينل شرف الصحبة، ووقف من أول أمره وهو فتى موقفًا يدل على
قوة
عقله وصدق نظره، فقد أرسل رسول الله (ص) رجلًا إلى بني سعد — رهط الأحنف — فجعل يعرض
عليهم
الإسلام؛ فقال الأحنف لقومه: «إنه يدعو إلى خير، ويأمر بخير، فلِمَ لا نجيب دعوته؟»
وسرعان ما ساد تميمًا، وهي قبيلة من أعز القبائل وأقواها وأشرفها، كانت تسكن مساحة
كبيرة
من جزيرة العرب، وانقسمت تميم لكثرتها إلى فروع كثيرة كانت تتعادى أحيانًا وتتحالف أحيانًا؛
ولذلك لم يكن عجيبًا أن يتهاجى الفرزدق وجرير شر هجاء، وكلاهما من تميم، ولكنهما من فرعين
مختلفين.