فيأتي بوجهينِ، الوجه الأول يحمِلُ العطفَ واللِّينَ، والسرورَ والابتسامة، يدٌ حانية تحتضنُك، وقلبٌ واسع يؤويك، فإذا رأيتَ وجهه الثاني - أجارنا الله وإياكم منه - رأيتَ عبوسًا، بغيضًا، لا رحمة في قلبِه، ولا رأفةَ في خُلقه. أخرَج ذلك أبو داود وغيرُه بسند صحيح من حديثِ عمارِ بن ياسر مرفوعًا: ((من كان له وجهانِ في الدنيا، كان له يوم القيامةِ لسانانِ من نارٍ)). شرح حديث " تجدُ مِن شرِّ الناس يومَ القيامة عند الله ذا الوجهين " | المرسال. وهذه الصفة من كبائر الذنوب التي ورد فيها الذم والوعيد لما تشتمل عليه من الكذب والخداع وهي من صفات النفاق وقد ورد في سنن أبي داود: (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار). وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن ذا اللسانين في الدنيا له لسانان من نار يوم القيامة). رواه ابن أبي شيبة. والمؤمن له وجه واحد ولسان واحد في الدنيا والآخرة.
ذو الوجهين
فإن قلت: إن حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة يعارضان قوله عليه السلام للذي يستأذن
عليه: (بئس ابن العشيرة) ثم يلقاه بوجه طلق وترحيب. قلت: لا تعارض؛ لأنه عليه السلام لم يقل خلاف ما قاله عنه ، بل أبقاه على التجريح
عند السامع ، ثم تفضل عليه بحسن اللقاء والترحيب ، لما كان يلزمه عليه السلام من
الاستئلاف، وكان يلزمه التعريف لخاصته بأهل التخليط ، والتهمة بالنفاق. وقد قيل: إن تلقيه له بالبشر إنما كان لاتقاء شره، وليكف بذلك أذاه عن المسلمين،
فإنما قصد بالوجهين جميعًا إلى نفع المسلمين ؛ بأن عرفهم بسوء حاله ، وبأن كفاهم
ببشره له أذاه وشره. ذو الوجهين. وذو الوجهين بخلاف هذا؛ لأنه لا يقول الشيء بالحضرة، وقد قال ضده في غير الحضرة،
وهذا تناقض. فالذي فعله عليه السلام محكم مبين ، لا تناقض فيه؛ لأنه لم يقل لابن
العشيرة عند لقائه: إنه فاضل ولا صالح؛ بخلاف ما قال فيه في غير وجهه". انتهى من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (32/ 534). ويقول المناوي رحمه الله:
"(ذو الوجهين في الدنيا) قال النووي: وهو الذي يأتي كل طائفة بما تحب ، فيظهر لها
أنه منها، ومخالف لضدها، وصنيعه خداع ليطلع على أحوال الطائفتين... فإن ذلك أصل من
أصول النفاق، يكون مع قوم ، وفي حال ، على صفة، ومع آخرين بخلافهما، والمؤمن ليس
إلا على حالة واحدة في الحق ، لا يخاف في الله لومة لائم، إلا إن كان ثمة ما يوجب
مداراة ، لنحو اتقاء شر، أو تأليف، أو إصلاح بين الناس...
وبما تقرر عرف أنه لا تدافع بين هذا وبين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيمن
استأذن عليه: (بئس أخو العشيرة) فلما دخل ألان له القول.
شرح حديث &Quot; تجدُ مِن شرِّ الناس يومَ القيامة عند الله ذا الوجهين &Quot; | المرسال
فلا يعترض على هذا بالمداهنة، ولا بحديث ذى الوجهين، والنبى عليه الصلاة والسلام
منزه عن هذا كله، وحديثه أصل فى المداراة وغيبة أهل الفسوق والكفار وأهل البدع
والمجاهرة". انتهى من " إكمال المعلم بفوائد مسلم" (8/ 62). ويقول أيضا رحمه الله:
"وقوله: (مَن شر الناس ذو الوجهين): تقدم الكلام فيه، وهو بيِّنٌ، وهذا فيما ليس
طريقه الإصلاح والخير، بل فى الباطل والكذب ، وتزيينه لكل طائفة عملها، وتقبيحه عند
الأخرى، وذم كل واحدة عند الأخرى ، بخلاف المداراة والإصلاح المرغب فيه ، وإنما
يأتى لكل طائفة بكلام فيه صلاح الأخرى ، ويعتذر لكل واحدة عن الأخرى، وينقل لها
الجميل عنها". انتهى من "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (8/ 76). ويقول ابن الملقن رحمه الله – في شرح حديث (إن من شر الناس ذا الوجهين)-:
" لا ينبغي لمؤمن أن يثني على سلطان أو غيره في وجهه ، وهو عنده مستحق للذم ، ولا
يقول بحضرته خلاف ما يقوله إذا خرج من عنده ؛ لأن ذلك نفاق، كما قال ابن عمر رضي
الله عنهما، وقال فيه عليه السلام: (شر الناس ذو الوجهين)؛ لأنه يظهر لأهل الباطل
الرضا عنهم، ويظهر لأهل الحق مثل ذلك ؛ ليرضي كل فريق منهم ، ويريد أنه منهم، وهذِه
المداهنة المحرمة على المؤمنين.
الإنسان المنافق مثل الإنسان المشرك. لا تجامل كثيرا عن الحد حتى لا تدخل من باب النفاق. النفاق أسوأ الصفات. النفاق نوع مشتق من ذل النفس. ما أكثر النفاق في حياتنا ولكن الأسوأ هو الموجود في الحب. المنافق لسانه شر ولا ينطق أبدا خير. في كثير من الأحيان نسأل لماذا هواء الفجر نظيف ونقي ؟ لأن المنافقين يكونوا نيام. ما أقبح الشخص ذو وجهين. خاف من صديقك الذي يضحك في وجهك ويضمر كرهك ، أكثر من عدوك الذي يظهر بغضك. الإنسان الصادق يفعل كثيرا ويتكلم قليلا ، إنما المنافق يتكلم كثيرا ويفعل قليلا. صفات المنافقين
تعدد أنواع النفاق هو مقسم الى نوعين هما الفقه الأكبر ونفاق أصغر ،والأكبر هو أن يظهر الإيمان بالله ولكن ليس معترف بالله ولا ملائكته وكتبه ورسله ويفعل الفواحش وكل شئ حرمه الله وحكمه أنه كافر وخارج عن ملة الله سبحانه وتعالى ، والأصغر أطلق عليه النفاق العملي أى أنه في نطاق العمل وحكمه أنه لا يخرج عن ملة الإسلام ولكن يكون إيمانه ناقص وقد يؤدي به إلى النفاق الأكبر ويندم في النهاية على كل ما فعله بنفسه. الكذب، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، والوقوف مع الكافرين ضد المؤمنين، والفجور في الخصومة، وقد ذكرت العديد من الأحاديث النبويّة هذه الصفات، وأنّها من صفات المنافقين.
جابر بغدادي يوجه رسالة للرئيس
الأحد 11/يوليو/2021 - 05:11 م
الشيخ جابر بغدادي
وجه الشيخ جابر بغدادي وكيل الطريقة الضيفية الخلوتية، ورئيس مؤسسة القبة الخضراء رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال فيها "رسالتي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أقول له فيها سير على بركة الله فإنك مؤيداً من الله ورسوله، ولا تخف من تدابير البشر فإن الله حافظك ومؤيدك"، وأقول له "ثبت الله قدمك وأعز الله قدرك ونفع الله بك البلاد والعباد ونصرك على أعداء مصر". َوأضاف: "أريد أن أقول للرئيس السيسي جزاك الله عنا خيراً وعن بلاد العرب وعن الإنسانية وعن حقن الدماء وعن حضارة البلاد وجزاك الله على ماتقوم به لخدمة هذا الشعب، وجزاك الله خيراً عما ما جزى الله به قائداً عن شعبه، ونسأل الله أن يمدد في عمرك وحياتك حتى تصبح مصر في مقدمة الأمم لأن الرجال المخلصين لهذا البلاد قلائل ولكن الله أعزنا بك، فنسأل الله أن يبارك لنا فيك ويحفظك بحفظه". وأكد بغدادي، أن الدور الذي يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد السلطة، دور هام ومحوري ويؤكد أن هذا الرجل يسعى لرفعة هذه البلاد، فالمشاريع التنمية، والمجتمعات العمرانية خير شاهد على ذلك، فنحن رأينا بأنفسنا ماحدث في العاصمة الإدارية الجديدة من نهضة عالمية، ليس لها مثيل، ونحن واثقون في هذا الرجل بأن الله سيفتح علي يديه خزائن الأرض وينصر مصر نصراَ مؤزراً على أعدائها في الداخل والخارج.
جزاك الله كل خير ورفع قدرك ونفع ا
وأما الدنيويَّة: فقوله: ﴿ فَأَصَمَّهمْ ﴾؛ يعني: أصَمَّ آذانَهم عن سماع الحق والانتفاع به، ﴿ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ عن رؤية الحقِّ والانتفاع به. وقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [الرعد: 25]، ميثاق العهد: توكيده، فينقُضون العهد، ويقطَعون ما أمَرَ الله به أن يوصَل من القرابات وغيرهم، ويفسِدون في الأرض بكثرة المعاصي، ﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ ﴾ واللعنة تعني الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ﴿ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾؛ أي: سوء العاقبة. وقال الله تبارك تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].
جزاك الله كل خير ورفع قدرك ونفع بك ياهلا
ثم تلا: ﴿ فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾ [الطارق: 10]، ثم قال: إن كنت لا تفعل هذا، فما في الأرض دابة أحمق منك". دخول الملَكَين:
يا له من موقف عَصيب! تأمل أخي الحبيب وأنت وحدك في قبرك قد أصابك ما أصابك من هول المطلع، ومشاهد لم تعهدها من قبل، وأنت لم تُفِقْ منها، وإذ بملَكين أسودين أزرقين يدخلان عليك! يا الله!! اللهم ثبتنا يا أرحم الراحمين.
جزاك الله كل خير ورفع قدرك ونفع بی بی سی
ولا تظن أنك إذا شهدت لأحد زُورًا أنك محسن إليه، لا والله، بل أنت مسيء إليه، وللأسف فكثير من الناس الآن يشهد عند الحكومة في المسائل بأن فلانًا هو المستحق، ويلبسون على الحكومة، ويستعيرون أسماء ليست بصحيحة، كل هذا من أجل أن ينالوا شيئًا من الدنيا، لكنهم خَسِروا الدنيا والآخرة بهذا الكذب والعياذ بالله. وهذا الحديث يوجب للعاقل الحذرَ من هذه الأمور الأربعة: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور، وشهادة الزور
هذا هو الذي أمَرَ الله به بالنسبة للوالدين في حال الكِبَرِ، وأما في حال الشباب، فإن الوالد في الغالب يكون مستغنيًا عن ولده ولا يهمه. ثم ذكَرَ المؤلِّف حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أُنبِّئُكم بأكبر الكبائر - ثلاثًا -))، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراكُ بالله، وعقوق الوالدين))، هذا من أكبر الكبائر. فالإشراك كبيرةٌ في حقِّ الله، وعقوق الوالدين كبيرة في حقِّ مَن هم أحَقُّ الناس بالولاية والرعاية، وهما الوالدان. وكان صلى الله عليه وسلم متكئًا فجلس؛ أي: معتمدًا على يده، فجلس واستقام في جلسته، وقال: ((ألا وقول الزُّور، وشهادة الزور)). جزاك الله كل خير ورفع قدرك ونفع بی بی سی. هذا أيضًا من أكبر الكبائر، وإنما جلس النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا؛ لأن هذا ضررُه عظيم، وعاقِبتُه وخيمة. وقول الزور يعني: الكذب، وشهادة الزور؛ أي: الذي يشهد بالكذب والعياذ بالله، وما أرخصَ شهادةَ الزور اليومَ عند كثير من الناس! يظن الشاهد أنه أحسَنَ إلى من شهد له، ولكنه أساء إلى نفسه، وأساء إلى من شهد له، وأساء إلى من شهد عليه. أما إساءته إلى نفسه؛ فلأنه أتى كبيرةً من كبائر الذنوب والعياذ بالله؛ بل من أكبر الكبائر، وأما كونه أساء إلى المشهود له؛ فلأنه سلَّطه على ما لا يستحق وأكله الباطل، وأما إساءته إلى المشهود عليه، فظاهرة؛ فإنه ظلَمَه واعتدى عليه؛ ولهذا كانت شهادة الزور من أكبر الكبائر، والعياذ بالله.
متفق عليه. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى: باب تحريم العقوق وقطيعة الأرحام. جزاك الله كل خير ورفع قدرك ونفع ا. العقوق: بالنسبة للوالدين، وقطيعة الأرحام: بالنسبة للأقارب غير الوالدين. والعقوق مأخوذٌ من العَقِّ، وهو القطع، ومنه سمِّيت العقيقة التي تُذبَح عن المولود في اليوم السابع؛ لأنها تُعَقُّ: يعني تُقطَع رقبتها عند الذبح. والعقوق من كبائر الذُّنوب؛ لثبوت الوعيد عليه من الكتاب والسُّنة، وكذلك قطيعة الرحم؛ قال الله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23]؛ يعني أنكم إذا تولَّيتُم أفسَدتُم في الأرض، وقطَعتُم الرحم، وحقَّتْ عليكم اللعنةُ، وأعمى الله أبصاركم. ﴿ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ المراد بالأبصار هنا البصيرة، وليس بصر العين، والمراد أن الله تعالى يُعمي بصيرةَ الإنسان والعياذ بالله، حتى يرى الباطل حقًّا، والحقَّ باطلًا. وهذه عقوبة أخرويَّة ودنيويَّة:
أما الأخروية: فقوله: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴾.