2007-12-16, 09:45 AM #1
'الصداقة والأصدقاء' 3... 'من ترضون دينه وخلقه'...
بقلم إبراهيم العسعس
ما الذي يُحدِّد المسافة بين اثنين؟
لحسن حظنا الجواب موجود عند المعلم صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه". فزوجوه؟! ما لنا وللزواج أيها الشيخ؟! ألستَ تحدثنا عن الصداقة والأصدقاء؟! على رسلكم، فالأمر بسيط، فقط ضعوا: "فصاحبوه"، بدلاً من "فزوجوه". فالزواج صحبة، ولذلك فإنهما يتقاطعان في كثير من الصفات. ولكن المشكلة ليست هنا، فهذه سهلة كما ترون. المشكلة أيها السادة في: دينه وخلقه! ما هو مفهوم الدين والخلق، الذين عليك أن ترضى بهما لإنشاء الصداقة؟! وهنا وقفتنا في هذه الحلقة..
كي نفهم المسألة جيداً، نعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونسأل: هل يقصد أن يقول لنا عليه الصلاة والسلام: لا تصاحب تارك الصلاة! وإياك وذا الخلق السيئ! من اتاكم من ترضون دينه وخلقه. إن كنتم تظنون هذا، فكأنكم تقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بتحصيل الحاصل، والمفروغ منه! ويا لها من وصية حينئذ!! وعلى كل حال إن ظننتم هذا، فأنا أعذركم، فأغلب من علق على حديث: من ترضون دينه وخلقه، فسر الدين بأنه أن يحافظ على الصلاة مثلاً، وفسر الخلق بأن لا يكون سيء الأخلاق!
من اتاكم من ترضون دينه وخلقه
وإن سألوا -كما ذكرنا- عن الخلق ففي حدود ضيّقة جداً جداً، وهذا معنى الحديث ( إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه) فواجب عليكم أن تزوجوه، لا تنظروا للمظاهر الدنيوية التي سبقت الإشارة إليها ( فزوجوه إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض) نعم.
من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
ولا يتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كذلك ـ عن سيء الأخلاق ـ وحسب ـ بل يتحدث عليه السلام عن مستوى آخر هو مستوى الطباع التي تدور في دائرة المباح، أو إن أحببت تدور في دائرة اختلاف الـتـقدير، فلا يكون صاحبها سيء الأخلاق بالمعنى المعروف لسوء الأخلاق. قـد يكون أحدهم متديناً، ولكن فيه من الطباع والأخلاق ما لا يرضي، ولذلك فإن التدين وحده لا يكفي، لأن تقوى المرء لنفسه، وأنت تحتاج من تقواه ما له علاقة بالعلاقة. قال الجنيد رحمه الله: "لأن يصحبني فاسق حسن الخلق، أحب إليَّ من أن يصحبني قارئ سيء الخلق". وقد يكون هذا المتدين أحمقاً ـ وما أكثرهم هذه الأيام ـ غير عاقل، والعاقل الذي يفهم الأمور على ما هي عليه، إما بنفسه وإما إذا فُهِّم. المعنى الصحيح لحديث ('من ترضون دينه وخلقه'. فإن كان كذلك فلا أحد يدعوك لتورط نفسك معه، وقد قال الثوري رحمه الله عن هذه المخلوقات: "النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة". وقالوا: مقاطعة الأحمق قربان إلى الله. ومن عادة أحد المشايخ الأذكياء ـ عملة نادرة ـ أن يقول بحسرة كلما ابتلي بأحدهم: "صحبة من لا يفهم توقع في الشرك بالله"، فأقول له وأزيدك: وتُقصِّر العمر. هناك ثلاثة أمور تحدد المسافة بين اثنين، وهي متضمنة في الحديث:
أولها: التجانس.
وزوج النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فاطمة بنت فيس من أسامة بن زيد وهو ليس كفئاً لها في النسب. وذهب قوم إلى أن الكفاءة تكون في الدين والنسب والمال والصناعة والحرية والسلامة من العيوب، وذهب آخرون إلى أن الكفاءة تكون أيضاً في العلم والسن. والقول المختار في هذا العصر: الكفاءة في كل ما ذكر نظراً لأهمية ذلك في حياة تعقدت شئونها، وكثرت مطالبها. وقد تكلمت عن الكفاية بين الزوجين في المجلد الثاني من كتابي "الفقه الواضح" وفي الجزء الثالث من كتابي "بين السائل والفقيه" فراجعه فيهما إن شئت. وبعد، فإن هذه الوصية نأخذ منها فوق ما ذكر أن النسب ليس شرطاً في صحة النكاح وليس عليه المعول إذا لم يكن نسب الرجل متدنياً جداً بحيث يحدث في الأسرة ما يعيبها بين الأسر المكافئة لها، أو يكون سبباً في جلب العار على الزوجة إن هي اختارته لنفسها بين قريناتها وجاراتها. وإن الدين يغطي على ما يعاب به الرجل من فقر أو كبر سن أو دمامة أو وظيفة وضيعة ونحو ذلك. ونخلص من هذه الوصية إلى وجوب التواضع لله في جميع الأمور، والتواضع للناس في غير منقصة. من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق.
لمن عميت عليهم الحقائق وبهرتهم الأفكار الضالة:
د. أحمد الدريويش
طاعة ولي الأمر وأثرها في تحقيق أمن الوطن ودراسة شرعية للدكتور أحمد بن يوسف الدريويش، وتبرز أهميته في أيامنا هذه التي تمر فيها الأمة بمنعطفات تاريخية، ذلك ان كثيراً ممن عميت عليهم الحقائق وبهرتهم الأفكار الضالة، اتبعوا أهواءهم في هذا المجال فلم يأخذوا الأدلة الشرعية في حق الراعي وواجب الرعية مأخذ الجد والافتقار إليها والتعويل عليها، بل دب التحريف والتزييف إلى أفكارهم فقدموا أهواءهم. حيث يقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب: من أولويات المصالح التي تسعى الشريعة الإسلامية إلى تحقيقها في المجتمع، الدعوة إلى اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والالتفاف حول الأئمة، وولاة الأمور، والبيعة لهم، وطاعتهم بالمعروف.. تفسير آية: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك..}. إذ في التعاون والوحدة قوة وفتحا، وفي الاجتماع سعادة وعز، وفي الطاعة استقرار وأمن. وكل أمة تحتاج إلى قائد تلتف حوله، وتجاهد تحت رايته، ويحمي حوزتها، ويدافع عن حقوقها ومكتسباتها، ويقيم فيها شعائر دينها، ويحفظ ضرورياتها، ويقمع عنها أهل الشر والفساد والطغيان.. حتى لا تتفرق كلمتها، وتذهب ريحها، وينقلب عزها ذلاً، ويطمع فيها الأعداء، وتكثر فيها الفتن والأهواء.
تفسير آية: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك..}
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) الأعراف/ 77. (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ) الملك/21. والعدوان فى اللغة: تجاوز ما ينبغى أن يُقْتَصَرَ عليه، وهو الظلم الصُّراح، تكرَّر ذكر العدوان ومشتقاته فى القرآن الكريم كثيرًا، ومن ذلك: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المجادلة/ 9. (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) البقرة/85. 4- الفرق بين كسب واكتسب:
ينصرف الفعل (كسب) إلى الخير لأنه موافق للفطرة، أما (اكتسب) فقد جاءت التاء المزيدة على الفعل المجرد لتدل على الكلفة والمشقّة فيما يعمله المرء من الشر، لأن (فَعَل) تعني الفعل الطبيعي الذي ليس فيه مبالغة ولا تكلُّف، أما (افتعل) ففِعْل فيه تكلُّف ومبالغة. ولهذا قال الله تعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) البقرة / 268.
هيا باغيَ العز، أبشر: حيث "هيا" أداة نداء لا محل لها من الأعراب مبنية على السكون. أيْ مرأة، احذري البغيَ: " أي" أداة نداء لا محل لها من الإعراب مبنية على السكون. أشيخ، جزاكم الله خيرًا: الهمزة أداء نداء لا محل لها من الإعراب مبنيّة على الفتح. وفي النهاية نكون قد عرفنا أن من ادوات النداء اي وايا ويا حيث أن أسلوب النداء هو أسلوب إنشائي تركيب لغوي يستخدم للتنبيه المخاطب بالحديث المراد قوله أو بالطلب المراد طلبه، وله خمسة أدوات هي: "يا، أيا، هيا، أي، الهمزة".