[1]
وفي النهاية نكون قد عرفنا من القائل ما تعبدون من بعدي حيث أن القرآن الكريم يزخر بالعديد من الأقاويل والقصص وكل مقولة تحمل بين طياتها قصة وعبرة للأجيال القادمة. المراجع
^, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت, 21-4-2021
رسائل رمضانية، ما تعبدون من بعدي؟؟!.. - Youtube
من القائل ما تعبدون من بعدي وهي عبارة عن أية في القرآن الكريم، وتعتبر آيات القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وكل سورة في القرآن الكريم تحكي قصة أو خبر عن السابقين، لكي يقوم الناس باتخاذ هذه القصص عبرة وموعظة لهم في الحياة. من القائل ما تعبدون من بعدي
قائل ما تعبدون من بعدي هو يعقوب عليه السلام ، حيث أنه قالها لأبنائه عندما أتاه الموت، في قول الله عز وجل في سورة البقرة: " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون".
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 133
القول في تأويل قوله تعالى ( إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( 133))
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "إذ قال لبنيه" ، إذ قال يعقوب لبنيه". و"إذ" هذه مكررة إبدالا من "إذ" الأولى ، بمعنى: أم كنتم شهداء يعقوب ، إذ قال يعقوب لبنيه حين حضور موته. ويعني بقوله: "ما تعبدون من بعدي" - أي شيء تعبدون "من بعدي" ؟ أي من بعد وفاتي ؟ قالوا: "نعبد إلهك" ، يعني به: قال بنوه له: نعبد معبودك الذي تعبده ، ومعبود آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، "إلها واحدا" أي: [ ص: 99] نخلص له العبادة ، ونوحد له الربوبية ، فلا نشرك به شيئا ، ولا نتخذ دونه ربا. ويعني بقوله: "ونحن له مسلمون" ، ونحن له خاضعون بالعبودية والطاعة. ويحتمل قوله: "ونحن له مسلمون" ، أن تكون بمعنى الحال ، كأنهم قالوا: نعبد إلهك مسلمين له بطاعتنا وعبادتنا إياه. ويحتمل أن يكون خبرا مستأنفا ، فيكون بمعنى: نعبد إلهك بعدك ، ونحن له الآن وفي كل حال مسلمون. وأحسن هذين الوجهين - في تأويل ذلك - أن يكون بمعنى الحال ، وأن يكون بمعنى: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، مسلمين لعبادته.
من القائل ما تعبدون من بعدي - منبع الحلول
ومن المعلوم أنهم لم يحضروا يعقوب, لأنهم لم يوجدوا بعد، فإذا لم يحضروا, فقد أخبر الله عنه أنه وصى بنيه بالحنيفية, لا باليهودية.
[البقرة:133]. إنَّه سؤال العقيدة والعبادة.. لا سؤال التركة وما حوته من عقارات وسيارات ودور وقصور ومال وتراث زائل.. ولا همَّ ليعقوب عليه السّلام إلاَّ أن يطمئِّن على عقيدة أبنائه وأحفاده وعبادتهم وصلتهم بالله عزَّ وجل.. ولا يحرص في هذه اللحظات على سلامة التركة، ووصولها إلى أحفاده فيسلِّمها لهم في محضر، يسجّل فيه كلّ التفصيلات... إنَّها العقيدة التي يحرص عليها يعقوب عليه السَّلام.. (هي التركة، وهي الذخر، وهي القضية الكبرى، وهي الشغل الشاغل، وهي الأمر الجلل، الذي لا تشغل عنه سكرات الموت وصراعاته)، كما يقول سيِّد في ظلاله. فلم يطمئن يعقوب عليه السَّلام قبل وفاته حتَّى سمعها من أولاده وأحفاده، وأقرّوا أمامه أنَّهم سيعيشون وسيموتون على ملَّة الإسلام والتَّوحيد الخالص.. {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. نعم.. لقد سمعها يعقوب من أولاده.. إنَّهم يعرفون دينهم ويذكرونه.
ذات صلة أنواع شعائر الله حرمات الله
ما المقصود بتعظيم شعائر الله؟
من علامات التقوى تعظيم شعائر الله -تعالى-، وهذا من قوله -تعالى-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ ، [١] فقد جعل الله -تعالى- الأمور الظاهرة وهي تعظيم شعائر الله -تعالى- علامة على وجود أمر باطني وهو تقوى الله -تعالى-، ومعنى التعظيم في اللغة: هو ما يدل على التفخيم والتكبير والقوة والشدة، [٢] ومعنى الشعائر في اللغة: كل ما كان علامةً على شيءٍ ظاهرٍ للحواس. [٣] أما معنى الشعائر في الاصطلاح فهي كما يأتي: [٤]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: هي مناسك الحج من الهدي ورمي للجمرات ومن طواف وسعي ووقوف بعرفة. قال الطبري: ما أعلم الله -تعالى- به عباده من مظاهر للدين كي يعظموها، وقال: معالم الدين التي جعلها الله -تعالى- ظاهرةً لعباده ليعبدوه عندها. ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. قال عطاء: هي اتباع ما أمر الله -تعالى- وترك ما يغضبه. قال الرازي: كل ما جُعل من أعلام الطاعة فهو من شعائر الله. قال السعدي: الأعلام الدينية الظاهرة التي تعبد الله بها عبادة. مظاهر تعظيم شعائر الله
لتعظيم شعائر الله -تعالى- مظاهر متعددة تدل على عمق إيمان المسلم، وتُظهر تعلقه بطاعة الله -تعالى- وعبادته، ويمكن تعظيم شعائر الله -تعالى- بما يأتي من المظاهر:
اجتناب حرمات الله
من أعظم ما يدل على تقوى القلب وعلى تعظيمه لشعائر الله -تعالى- هو حرص العبد على اجتناب ما حرم الله -تعالى-، فإذا قام في قلب العبد الخوف من الله -تعالى-، وصَعُبَ عليه أن يَقرُب ما حرمه الله -تعالى- عليه، قال -تعالى-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ﴾.
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
أي: أن تكون الهدية أو الأضحية سمينة حسنة ثمينة ، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود ، عن عبد الله بن عمر قال: أهدى عمر نجيبا ، فأعطي بها ثلاثمائة دينار ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إني أهديت نجيبا ، فأعطيت بها ثلاثمائة دينار ، أفأبيعها وأشتري بثمنها بدنا ؟ قال: " لا انحرها إياها ". وقال الضحاك ، عن ابن عباس: البدن من شعائر الله. وقال محمد بن أبي موسى: الوقوف ومزدلفة والجمار والرمي والبدن والحلق: من شعائر الله. ومن يعظم شعائر الله فانها. وقال ابن عمر: أعظم الشعائر البيت.
ﵟ ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﰟ ﵞ
ذلك ما أمر الله به من توحيده والإخلاص له، واجتناب الأوثان وقول الزور. ومن يعظّم معالم الدين - ومنها الهدي ومناسك الحج - فإن تعظيمها من تقوى القلوب لربها.