[٢]
سبب نزول سورة التكوير
ورد في نزول سورة التكوير سبب نزول الآية الأخيرة منها، فعندما قال الله -تعالى- في أوآخر السورة: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} ، [٧] قال أبو جهل عند سماعه لذلك: ذاك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله -تعالى- قوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، [٨] فكان سبب نزول هذه الآية ردًا على استهزاء أبي جهل بالآيات التي سبقتها. [٩]
دروس مستفادة من سورة التكوير
يُستقاد من سورة التكوير العديد من الدروس والعبر، منها ما يأتي:
إنّ يوم القيامة من الحقائق التي لا شك فيها، وهي ثابتة بالقرآن الكريم، وهذا اليوم سيشمل انقلابًا تامًا في نظام الكون. [١٠]
إنّ الوحي من عند الله -تعالى-، وهي حقيقة لا ريب فيها، وقد أوحى الله -تعالى- إلى نبيّه بواسطة ملك كريم. فوائد سورة التكوير الروحانية - مقال. [١٠]
إنّ الله -تعالى- له قدرة لا حدّ لها، وهو الذي يُصرّف الكون كيف يشاء، وعند مشيئته بيوم القيامة سيبدّل نظام الكون، فقدرة الله -تعالى- لا يستطيع العقل تصورها، وهي فوق طاقته، وفي ذلك اليوم يجزي الله -تعالى- الخلائق بما عملت في الحياة الدنيا.
- فوائد سورة التكوير الروحانية - مقال
- لماذا سميت سورة التكوير بهذا الاسم؟ - موضوع
- سبب نزول سورة التكوير - موسوعة انا عربي
- حديث السفر في الليل ــس المفضل
- حديث السفر في الليل طلع الفجر
- حديث السفر في الليل للاطفال
- حديث السفر في الليل أو قراءة سورة
- حديث السفر في الليل المفضل
فوائد سورة التكوير الروحانية - مقال
سبب تسمية سورة التكوير
سُميت سورة التكوير بهذا الاسم في غالبية المصاحف وكتب التفسير وهي مأخوذةٌ من الفعل كَوَّرَ الوارد في الآية الأولى:" إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"؛ فسُميت بهذا الاسم بالمعنى وليش باللفظ الصريح الوارد في آياتها، وتكوير الشمس أي جمع بعضها إلى بعضٍ ولفها كما تُلف العمامة فيختفي ضوؤها وتتأثر بها سائر الكواكب والنجوم، كما عُرفت باسم سورة كُوِّرت أو سورة إذا الشمس كورت، كما سماها النبي -صلى الله عليه وسلم-:"من سرَّه أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رأيُ العينِ؛ فليقرأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ". [1]
فضل سورة التكوير
ورد في فضل سورة التكوير الكثير من الأحاديث:
قال عمرو بن حريث: صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ {فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ} [ التكوير: 15، 16] وكانَ لا يَحْنِي رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حتَّى يَسْتَتِمَّ سَاجِدًا. [2]
كأنِّي أسمَعُ صوتَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرَأُ في صلاةِ الغَداةِ: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [ التكوير: 15، 16].
لماذا سميت سورة التكوير بهذا الاسم؟ - موضوع
التأكيد أن الأمر كله بيد الله والمشيئة بإذنه وحده وليست لأي أحد غيره، مما يقرب الإنسان إلى ربه ويزيد من رضاه وإيمانه. فضل سورة التكوير
سورة التكوير فضل عظيم فهي من السور التي تساعد في الشفاء من العين والحسد. كما أن إيمان الإنسان وقربه من ربه وخوفه من عذاب جهنم. تساهم بشكل كبير في زيادة عبادته وتقربه من الله بالطاعات والدعاء وكثرة الاستغفار مما يعزز السلام الداخلي ويخلق الراحة والأمان لدية. من صحيح ما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل سورة التكوير ما قاله الصّحابيّ الجليل عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه. سبب نزول سورة التكوير - موسوعة انا عربي. عن أبي بكر، الصّدّيق -رضي الله عنه- أنّه قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
"يا رسولَ اللهِ، قد شِبْتَ! قال شَيَّبَتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ". ومثل هذا في الصّحّة ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال:
"مَن سرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رَأْيَ عينٍ! فليقرأْ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت". وسلم في وهناك أيضا بعض الأحاديث الأخرى التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه فضل سورة التكوير ولكنها من الممكن أن تكون ضعيفة.
سبب نزول سورة التكوير - موسوعة انا عربي
أحاديث عن سورة التكوير
بعد ما وردَ من حديث عن مقاصد سورة التكوير، جدير بالحديث أنَّ هذه السورة المباركة وردَ في بعض الأحادي الشريفة التي تختلف من حيث صحتها، منها موضوع يُذكر للتنبيه على حكمه، ومنها صحيح يظهر فضل هذه السورة المباركة، مما جاء:
حديث موضوع رواه أبي بن كعب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "مَنْ قرأ سورةَ إذا الشمسُ كورتْ أعاذَه اللهُ أن يفضحَه حين تنشرُ صحيفتُه" [٩]. [١٠]
وفي حديث صحيح عن عمرو بن حريث المخزومي -رضي الله عنه- قال: "صَلَّيْتُ خَلْفَ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- الفَجْرَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ {فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ * الجَوَارِ الكُنَّسِ} [١١] ، وكانَ لا يَحْنِي رَجُلٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حتَّى يَسْتَتِمَّ سَاجِدًا" [١٢].
فهرس أسباب النزول للسور
81 - أسباب النزول سورة التكوير
التالي السابق
سورة
التكوير
بسم اللَّهِ الرحمن
الرحيم. قوله تعالى ( وَما تَشاءُونَ إِلّا أَن يَشاءَ
اللهُ رَبُّ العالَمينَ). أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرنا
أبو بكر بن عبدوس أخبرنا أبو حامد بن بلال حدثنا أحمد بن يوسف السلمي حدثنا أبو
مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سلمان بن موسى قال: لما أنزل الله عز وجل ( لِمَن شاءَ مِنكُم أَن يَستَقيمَ) قال: ذلك إلينا إن
شئنا استقمنا وإن لم نشأ لم نستقم فأنزل الله تعالى ( وَما
تَشاءُونَ إِلّا أَن يَشاءَ اللهُ رَبُّ العالَمينَ). أعلى
بتصرّف. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:96، حديث إسناده صحيح. ↑ سورة التكوير، آية:26 28
↑ سورة التكوير، آية:29
↑ وهبة الزحيلي ، التفسير المنير ، صفحة 88. بتصرّف. ^ أ ب محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن ، صفحة 153. بتصرّف. ^ أ ب ت "تفسير سورة التكوير للناشئين" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 6/9/2021. بتصرّف.
الحديث ترجمة رجال الحديث دلالة الحديث ما يرشد إليه الحديث لقدْ كانَ للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ أهميَّةً كبيرةً في توضيحِ ولبيانِ ما جاءَ عامّاً في القرآنِ الكريمِ، ولمْ ينقضي أجلُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا ووضَّحَ للصَّحابةِ عباداتهمْ وما يتعلَّقُ بها، وكانَ للصَّحابةِ الفضلُ الأكبرُ في إيصالِ ما علَّمهُمْ لأمَّةِ الإسلامِ بكلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومنَ العباداتِ الّتي وضّحها الوترُ وصلاةُ اللّيلِ، ولقدْ كانَ يُصلِّيها الليلُ على الرَّاحلةِ، وسنعرضُ حديثاُ في صلاتهِ على الرّاحلةِ. شرح حديث (ليس من البر الصيام في السفر) - موضوع. الحديث: يروي الإمام البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا موسى بنُ إسماعيلُ، قال: حدَّثنا جويرية بنُ أسماءَ، عنْ نافعٍ، عنِ ابنِ عمرَ، قال: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمُ يُصلِّي في السَّفرِ على راحلتهِ حيثُ توجَّهت بهِ يومئُ إيماءً، صلاةُ اللّيلِ إلّا الفرائضَ، ويوترُ على راحلتهِ)). رقمُ الحديث:1000. ترجمة رجال الحديث: الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ الوترِ؛ بابُ الوترِ في السَّفرِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ ابنِ عمرَ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ المكثرينَ للحديثِ وروايتهِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ: موسى بنُ إسماعيلَ: وهوَ أبو سلمةَ، موسى بنُ إسماعيلَ التبوذكيُّ (ت:223هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
حديث السفر في الليل ــس المفضل
عدمُ جوازِ الصَّلاةِ المكتوبةِ على الدَّابَّةِ أوِ الرَّاحلةِ. أهميَّةُ صلاةِ اللّيلِ والوترِ وأجرهما. أقرأ التالي منذ 3 دقائق قصة دينية للأطفال عن سماع الأغاني والموسيقى منذ 52 دقيقة دعاء الصحابي أبي ذر الغفاري منذ 55 دقيقة دعاء الصحابي الجليل أنس بن مالك منذ ساعة واحدة دعاء بر الوالدين منذ ساعة واحدة دعاء الخضر عليه السلام منذ ساعة واحدة دعاء صلاة العيد منذ ساعة واحدة دعاء طلب العون من الله تبارك وتعالى منذ ساعتين دعاء نية الإحرام للحج والعمرة منذ يومين حديث في كيفية خلق الآدمي وخواتيم الأعمال منذ يومين حديث في فضل الإجتماع على ذكر الله
حديث السفر في الليل طلع الفجر
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
معنى قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليس من البرّ الصّيام في السّفر)
إنّ من أبرز ميّزات الإسلام أنّه دين يسرٍ، ودائماً ما تتجلّى هذه الميزة في الرّخص التي شرعها الله -تعالى- في بعض العبادات، ومنها التّرخيص للمسافر والمريض بأن يفطر في نهار رمضان، قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). [١]
وقد وردت أحاديثٌ تحثّ على الأخذ بالرّخص، من ذلك: (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائمٌ. فقال: ليس من البر الصوم في السفر). حديث «إذا سافرتم في الخصب..» إلى «عليكم بالدلجة..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. [٢]
ولا شكّ أنّ في الصّيام حال السّفر مشقّة فوق مشقّة الصّيام حال الإقامة، وقد يتبادر إلى ذهن المسلم أنّ زيادة مشقّة الصّيام أثناء السّفر تزيد من الأجر والثّواب عليه، وقد لمس النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هذا الفهم في بعض الصّحابة الكرام حين رأى جمعاً يظلّلون أحدهم ليعينوه على إتمام الصوم أثناء السّفر، فبيّن لهم -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه ما من ميزةٍ للصّائم في السّفر. [٣] والبرّ هو الطّاعة والعبادة والإحسان، [٣] فيكون المعنى أنّ الصّيام الشّاق أثناء السّفر ليس أعظم أجراً من الإفطار، ولا عبادةً للتنافس والتّسابق، [٤] ولا عملاً من أعمال الإحسان الذي يستحقّ صاحبه زيادة الثّواب، وفي قوله -صلّى الله عليه وسلّم- توجيه لمن اختار الصّيام في السّفر ثم شقّ عليه وغلبه التّعب أن يختار الرّخصة ويفطر.
حديث السفر في الليل للاطفال
(38) يستحب المسير في آخرِ الليل:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالدُّلْجَة؛ فإنَّ الأرضَ تُطوى بالليل)) [1]. و(( الدُّلْجَة)): آخر الليل، والسير فيها أفضل للحديثِ السابق، علمًا بأنَّ الحديثَ لا يمنع من السَّيرِ في أي وقت، فيجوز السير في أي وقتٍ من ليلٍ أو نهار. تنبيه: كره بعضُ أهل العلم السَّفرَ في أول الليل، واستدلوا على ذلك بما ثبت عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولا ترسلوا فواشِيَكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهبَ فحمَةُ العشاء؛ فإنَّ الشياطين تنبعثُ إذا غابت الشمسُ حتى تذهب فحمة العشاء)) [2]. حديث السفر في الليل ــس المفضل. "ومعنى (( فواشيكم)): الفواشي: كلُّ شيء منتشرٌ من المالِ؛ كالإبلِ والغنم وسائر البهائم وغيرها. ومعنى (( فحمة العشاء)): ظلمتها وسوادها، ويُقال للظُّلمةِ التي بين صلاتي المغرب والعشاء: الفحمة، والتي بين العشاء والفجر: العسعسة" [3]. وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أقلوا الخروج إذا هدأت الرِّجْل؛ إن الله يبث في ليله من خلقه ما شاء)) [4]. وممن ذهبَ إلى كراهيةِ السَّير أول الليل: البيهقي، وابن خزيمة - رحمهما الله - وعارضهما الإمامُ النووي - رحمه الله - حيث قال: "وهذا الذي ذكره البيهقي من إطلاقِ الكراهة فيه نظر، وليس في هذا الحديثِ الذي استدلَّ به ما يقتضي إطلاق الكراهة في حقِّ المسافرين، والاختيار أنه لا يُكره" [5].
حديث السفر في الليل أو قراءة سورة
(41) استحباب الخدمة في السَّفر:
قال - تعالى -: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ [الكهف: 60 - 62]. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السَّفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حارٍّ، أكثرُنا ظلاًّ صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمسَ بيدِه، قال: فسقط الصوَّام، وقام المفطرون فضربوا الأبنيةَ، وسقوا الركاب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذهب المفطرون اليوم بالأجر)) [12]. ما صحة حديث (الراكب شيطان...)؟. دلَّ هذا الحديث على أنَّ من كان به قوة، استحبَّ له خدمةُ مَن تعِبَ وجهَده السَّفر. "وليس المقصود نقص أجر الصوَّام، بل إنَّ المفطرين حصل لهم أجر عملهم، ومثل أجر الصوَّام؛ لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوَّام؛ فلذلك قال: ((بالأجر كله))" [13]. ويزدادُ الاستحباب بخدمةِ من له فضل:
فعن أنس - رضي الله عنه - قال: "خرجتُ مع جَرير بن عبدالله في سفرٍ، فكان يخدمني، فقلتُ له: لا تفعل، فقال: إني رأيتُ الأنصارَ تصنع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا آليتُ ألا أصحب أحدًا منهم إلا أكرمته"، قال ابن المثنى وابن بشار في حديثهما: وكان جريرٌ أكبرَ من أنس [14].
حديث السفر في الليل المفضل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:
فهذا "باب الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء". عن عثمان بن عفان قال: "سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله [1] ، رواه مسلم. قوله ﷺ: من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام الليل كله وذلك -والله تعالى أعلم- لما في هاتين الصلاتين من المشقة؛ وذلك أن وقت الصبح -صلاة الفجر- هو الاستغراق في النوم والراحة والسكون.
صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/130)
وسئل الإمام أحمد عن الرجل يبيت وحده ؟ قال: أحب إليَّ أن يتوقى ذلك. نقلا عن
"الآداب الشرعية" (1/428)
2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الرَّاكِبُ
شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ)
رواه الترمذي (1674) وقال حديث حسن. وحسنه ابن حجر
في "فتح الباري" (6/53) والألباني في "السلسلة الصحيحة" (62)
وهذه الأحاديث تدل على كراهة الوحدة فيما يخشى المرء فيه على نفسه ، من ضعف وهلكة
ومشقة ، أو ما يخشاه من إغواء الشيطان وإضلاله ، فإن الفائدة من وجود الرفقة
والصحبة الصالحة لا تقتصر على الإعانة والمساعدة ، بل الأهم أنها تثبت على الخير
والتقوى ، فإن الشيطان من الإثنين أبعد. يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/53):
" وترجم له ابن خزيمة: " النهي عن سفر الاثنين وأن ما دون الثلاثة عصاة " ؛ لأن
معنى قوله ( شيطان) أي: عاص. وقال الطبري: " هذا الزجر زجر أدب وإرشاد لما يخشى
على الواحد من الوحشة والوحدة ، وليس بحرام ، فالسائر وحده في فلاة وكذا البائت في
بيت وحده لا يأمن من الاستيحاش ، لا سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف.