فلما رأى أنهم لا يرتدعون عمّا هم فيه، وأنهم مستمرون على ضلالتهم، تبرأ منهم وقال: (إني لعملكم من القالين) أي: المبغضين، لا أحبه ولا أرضى به، وإني بريء منكم. " (1)
وقال تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56]. "عن قتادة أنه تلا: (إنهم أناس يتطهرون)، قال: عابوهم بغير عيب أي: إنهم يتطهرون من أعمال السوء. " (2)
وقال تعالى: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [العنكبوت: 29]
فقد لخّص القرآن الكريم جواب قومه الوارد في عدة آيات، في المضامين التالية:
1- الاستهزاء بتطهّر لوط عليه السلام وآله. 2- السعي في إخراج لوط عليه السلام وآله. 3- التحدي واستعجال العذاب. ________________________
(1) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 639 - 640، تحقيق: أ. د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ. (2) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 19/ 482، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد - إنهم أناس يتطهرون
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: ۞ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ۖ إنهم أناس يتطهرون عربى - التفسير الميسر: فما كان لقوم لوط جواب له إلا قول بعضهم لبعض: أَخْرجوا آل لوط من قريتكم، إنهم أناس يتنزهون عن إتيان الذكران. قالوا لهم ذلك استهزاءً بهم. السعدى: { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ْ} قبول ولا انزجار ولا تذكر وادكار، إنما كان جوابهم المعارضة والمناقضة والتوعد لنبيهم الناصح ورسولهم الأمين بالإجلاء عن وطنه والتشريد عن بلده. فما كان جواب قومه { إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ْ} فكأنه قيل: ما نقمتم منهم وما ذنبهم الذي أوجب لهم الإخراج، فقالوا: { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ} أي: يتنزهون عن اللواط وأدبار الذكور. فقبحهم الله جعلوا أفضل الحسنات بمنزلة أقبح السيئات، ولم يكتفوا بمعصيتهم لنبيهم فيما وعظهم به حتى وصلوا إلى إخراجه، والبلاء موكل بالمنطق فهم قالوا: { أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ} ومفهوم هذا الكلام: " وأنتم متلوثون بالخبث والقذارة المقتضي لنزول العقوبة بقريتكم ونجاة من خرج منها " الوسيط لطنطاوي: ثم حكى القرآن بعد ذلك جوابهم السيىء على نبيهم فقال: ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قالوا أخرجوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ.. ).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 82
بسم الله الرحمن الرحيم
إنهم أناس يتطهرون
نهى النبيُّ الكريم لوط عليه السلام قومَه عن عمل الفواحش والخطايا، وأنذرهم، وخوّفهم من عقاب ربهم فتماروا بالنذر، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾ [القمر: 36]. وأظهر لهم بغضه لعملهم، ورفضه لجريمتهم. قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾ [الشعراء: 168]. فماذا كان جوابهم؟ وهل استجابوا للنذر؟ وقبلوا النصيحة؟
قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [الأعراف: 82]. وقال تعالى: ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ [الشعراء: 167].
" لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش، وغشيانهم الذكور، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم، ما كان جوابهم له إلا أن قالوا: (لئن لم تنته يا لوط) أي: عمّا جئتنا به (لتكونن من المخرجين)، أي ننفيك من بين أظهرنا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [الأعراف: 82].
الباحث القرآني
(3) وقال ابن عاشور: \"لكن القوم لما تمردوا على الفسوقº كانوا يَعُدٌّون الكمالَ مُنافِراً لطباعِهمº فلا يُطِيقُون مُعاشرةَ أهلِ الكمال، ويذمٌّون ما لهم من الكمالات... وهذا من قلبِ الحقائق لأجل مشايعةِ العوائد الذميمة\". (4)
أيٌّ انقلابٍ, في المعاييرِ؟ وأي ردةٍ, في المقاييس يمكن أن يرتكسَ فيها الإنسان إذا جرَت به الأهواءُ فصار من الأشقياء؟! كما قال صاحبُ الظلال في تفسير قولِ الله - تعالى -: (وإذا قيل لهم لا تُفسِدوا في الأرضِ قالوا إنما نحن مُصلحون ألا إنهم هم المفسِدُون ولكن لا يشعرون) (5): \"الذين يُفسِدون أشنعَ الفساد، ويقولون: إنهم مُصلِحون كثيرون جدّاً في كل زمانٍ, º يقولونها لأنَّ الموازينَ مُختَلَّةٌ في أيدِيهم! ومتى اختلَّ ميزانُ الإخلاصِ والتجرٌّدِ في النفسِ اختلَّت سائرُ الموازينِ والقيمº والذين لا يُخلِصُون سَريرتَهم لله يَتعذَّرُ أن يَشعُروا بفسادِ أعمالِهمº لأنَّ ميزانَ الخيرِ والشرِّ والصلاحِ والفسادِ في نفوسِهم يتأرجحُ مع الأهواء الذاتية ولا يثُوب إلى قاعدةٍ, ربّانية\". (6)
ومَن يُشاهِد اليومَ هذه الحربَ الظالمة التي يَشُنٌّها الصَّلِيبيٌّون واليهودُ الأشقياء على الأنقياء الأتقياء من المسلمينº فيحتلون ديارَهم وينتهكون مُقدساتهم ويُظهِرون في الأرضِ الفسادِº ثم يقولون: إنما نُحارب (الإرهاب)، ويرى الأشرارَ المجرمين في تحالفِهم مع الصليبيين والصهاينة الحاقدين على الإسلام وهم يُصنِّفون حلفاءَهم في معسكرِ الخيرِ وأعداءَهم من الأحرارِ في معسكرِ الشرº يتذكَّر قولَ الظالمين: (إنهم أناسٌ يتطهَّرون)!
5) البقرة 12. 6) في ظلال القرآن 1/44. 7) الأعراف 60. 8) الأعراف 66. 9) الأعراف 127. 10) في ظلال القرآن 8/1309. 11) غافر 26. 12) الأعراف 82. 13) الذاريات 52-53. 14) في ظلال القرآن 9/1354. 15) رواه مسلم. 16) الأعراف 9/1342. 17) في ظلال القرآن 9/1342.
إذاً: هذا هو الدعاء الوارد: { اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته}.
معنى الدعاء الوارد بعد الأذان &Quot; اللهم رب هذه الدعوة التامة..... - هوامير البورصة السعودية
فالأنبياء -عليهم الصَّلاة والسَّلام- من آدم ، ومرورًا بمَن بعده إلى إبراهيم وموسى، وعيسى، كلّهم يعتذر من ذلك، ويُحيلهم إلى غيره، حتى يصيروا إلى رسول الله ﷺ، فيقول: أنا لها، أنا لها ، فيسجد تحت العرش، ثم يُلهمه الله دعوات، وكلمات، ومحامد، حتى يُقال له: يا محمد، ارفع رأسَك، وسَلْ تُعْطَه، واشفع تُشَفَّع [5]. معنى الدعاء الوارد بعد الأذان " اللهم رب هذه الدعوة التامة..... - هوامير البورصة السعودية. جميع الرِّوايات فيما وقفتُ عليه -الرِّوايات الصَّحيحة الثابتة في حديث الشَّفاعة- ليس فيها التَّصريحُ بأنَّه يُقال له ما يدل على فصل القضاء صراحةً بين أهل الموقف، وإنما يُؤمر بأمرٍ يتعلَّق بأُمَّته ودخولهم الجنة: مَن لا يُشرك بالله شيئًا. ولكن الجواب عن سؤال يطرأ هنا: أنَّ النَّاظر في هذه الأحاديث لربما لا يجد فيها التَّصريح بفصل القضاء؛ بناءً على هذه الشَّفاعة، والسُّجود بجميع الرِّوايات الصَّحيحة الثَّابتة التي وقفتُ عليها، وهي روايات كثيرة جدًّا. والجواب عن هذا -وهو نوع استطرادٍ، لكن فيه فائدة لطلاب العلم- أن يُقال: إنَّ في مضمونه أو من لازمه أنَّه يحصل فصل القضاء، فحينما يُؤمر ﷺ بأن يُدخل، أو أن يذهب مَن لا يُشرك بالله شيئًا من أُمَّته ﷺ أن يدخلوا البابَ الأيمن من الجنَّة، وهم شُركاء للناس فيما عداه من الأبواب، أو نحو هذا، فهذا يقتضي أنَّه فُصل؛ أنَّ ذلك يكون بفصل القضاء؛ لأنَّ هذا ما يتحقق إلا بعد فصل القضاء، فهذا يُفْهم من لازمه، وإن لم يكن من باب المنطوق الصَّريح بدلالة المطابقة، ولكن هو مما يُؤخذ من المنطوق، لكن بنوعٍ آخر من الدّلالة، فيُقال: ذلك من دلالة اللّزوم، والله تعالى أعلم.
- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا). - (دعَواتُ المكرُوبِ: اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).