هسبريس
طالعون
صورة: هسبريس
الجمعة 3 دجنبر 2021 - 23:26
فجأة، ودون سابق إنذار، أزاح شكيب بنموسي كل المواضيع والانشغالات من أوليات النقاش العمومي بالمغرب، بما في ذلك قضية الصحة العمومية وموجة جائحة كورونا، لينصب الاهتمام العام على قضية جوهرية كانت قبل ظهور الفيروس وستستمر معه، وستبقى ما بقي هذا البلد وهذا الشعب إحدى المعضلات الكبرى في المغرب. عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. هذه إحدى حسنات الرجل الكبرى. وسواء اتفقنا مع ما جاء به من خطوات إصلاحية أو اختلفنا معه بشكل كلي، أو تباينت بين طرحنا وطرحه الأولويات، فلا جدال في أنه ألقى بحجرة كبيرة في مياه تعليمنا الراكدة، إن لم نقل الآسنة. لا يمكن لبنموسى أن يكون مقنعا عندما يقول بأن الذين فاقت أعمارهم ثلاثين سنة يمكنهم أن يواجهوا العطالة بالتعويل على برامج التشغيل، الحكومية والخاصة، فذلك مطلب انتهت دون نيله حيوات أجيال وأجيال، لكن لا يمكن أن نجادله كثيرا، أو أن لا نسلم بالحقيقة المرة التي يقولها دون أن يسميها، وهي أن" التعليم المغربي استحال في مرحلة من المراحل، كما هو الحال بالنسبة لكثير من المهن والحرف، إلى "مهنة من لا مهنة له"، مع استدراك وحيد لكنه حاسم، مفاده أننا إذا قبلنا على مضض هذا التوصيف بالنسبة لقطاعات متعددة، فإن قبوله في قطاع التعليم هو بمثابة "انتحار أمة" بكاملها.
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي
وقال في "الميزان": (الحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت.. وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن وله الكتب النافعة ككتاب "الجرح والتعديل"، و"التفسير الكبير"، وكتاب "العلل". وما ذكرته لولا ذكر أبى الفضل السليماني له فبئس ما صنع فإنه قال: ذكر أسامى الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليًّا على عثمان: الأعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم). وفى "لسان الميزان" (2 / 128) عن الحاكم قال: (سمعت أبا على الحافظ يقول دخلت مرو وفاتني حديث... فدخلت في بعض رحلاتي الري فإذا الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي عن روح بن عبادة عن شعبة فأتيت ابن أبى حاتم فسألته عنه فقال: ولم تسأل عن هذا؟ فقلت: هذا حديث تفرد به عثمان بن جبلة عن شعبة وهو في كتب روح بن عبادة عن سعيد.. وقد أخطأ فيه شيخكم هذا على روح فلما كان بعد أيام عاودته في السؤال عن هذا الحديث فأخرج إلى كتابه، على الحاشية: قلت أنا هذا الحديث كذا وكذا وساق الكلام الذي ذكرته له، فقلت له متى قلت أنت هذا؟ وإنما سمعته منى وانقبضت عنه). أقول: هذه مشاحة من أبى على، ويظهر من قول ابن أبى حاتم أولًا: (ولم تسأل عن هذا؟) أنه قد عرف علة الحديث وإنما أراد امتحان أبى على ينظر أتفطن لها أم لا؟
وابن ابى حاتم في طبقة شيوخ أبى على رحمهما الله.
وصلت إلى الستين، وهل بعد الستين من سنين؟ وصلت إلى الستين، ولا تزال الروح تطفو على بحر العشرين كريشة عائمة، لا البحر مغرقها، ولا الريح تحملها، ولا هي من الحياة بذات قيمة. باقية تلك الروح على العشرين، لا تريد المغادرة أو الاعتراف بالزمن. وصلت إلى الستين، والرغبة هي هي، والحماس هو هو، الموضوع أكبر من الحنين إلى الشباب، الموضوع وصل لحد الجنون في المراهقة. تتلحف خيالي صور بنات اليوم، بجمالهن الصارخ الذي تتعمد الحياة أن تزيده جمالا بقلبي بقدر حرماني منه، فتعذبني فيه كما يُعذّب العطشان بمنظر الماء الممنوع. أشاهدهن على قارعة نظر عينيّ أينما وليتهما، ويخفق القلب كعقرب ثواني الساعة، ويكاد أن يطير أينما يممته. أضع يديّ بشدة على قلبي كأني أحاول أن أمسكه قبل أن يقفز من قفصه الصدري، فأحبسه فيه كطائر جريح. أخاطب عقلي.. أيها المجنون اعقل وعقلني، وكن أنت الآمر بالمنطق الناهي عن الهذيان. لكنه يمط لي لسانه كالمخبول، وهو يسرح في بلاد العجائب كأنه أحد أبطال عالم وول ديزني. العودة إلى المراهقة في الستين ماذا أسميها؟ لماذا لا يريد عقلي الاقتناع، ولا قلبي الاستقرار، ولا عيني القرار؟ لماذا لا أسلم واستسلم والمعركة انتهت منذ عشرين سنة.
ولهذا؛ فرضها الإسلام على كل قادر على حمْل السلاح من الرجال، فلا تجب على امرأة، ولا صبي؛ لأنهما ليسا من أهل القتال، وقد قال عمر: "لا تَضرِبوها على النساء والصبيان". ولهذا قال الفقهاء: لو أن امرأة بذلت الجزيةَ ليُسمح لها بدخول دار الإسلام تُمكَّن من دخولها مجانًا، ويُرَد عليها ما أعطته، لأنه أُخِذ بغير حق، وإن أعطتها تبرُّعًا، مع عِلمها بأن لا جزية عليها، قُبِلتْ منها وتُعتبر هبة من الهبات. ومِثل المرأة والصبي: الشيخ الكبير، والأعمى، والزَّمِن، والمعتوه، وكل من ليس من أهل السلاح. ومن سماحة المسلمين أنهم قرَّروا: أنْ لا جزية على الراهب المنقطِع للعبادة في صومعته؛ لأنه ليس من أهل القتال [2]. يقول المؤرخ الغربي "آدم ميتز":
"كان أهل الذمة - بحكم ما يتمتَّعون به من تسامُح المسلمين معهم، ومن حمايتهم لهم - يدفعون الجزية، كل منهم بحسب قُدرته... الجزية.. تصحيح المفهوم - تبيان. وكانت هذه الجزية أشبه بضريبة الدفاع الوطني، فكان لا يدفعها إلا الرجل القادر على حملِ السلاح؛ فلا يدفعها ذوو العاهات... ولا المترهِّبون وأهل الصوامع إلا إذا كان لهم يَسارٌ" [3]. وعلى أن هناك علة أخرى لإيجاب الجزية على أهل الذمة، وهي العلة التي تبرِّر فرْض الضرائب من أي حكومة في أي عصر على رعاياها، وهي إشراكهم في النفقات والمرافق العامة التي يتمتَّع الجميع بثمراتها، ووجوه نشاطها، كالقضاء والشرطة، وما تقوم به الدولة من إصلاح الطرق وإقامة الجسور، وما يَلزَمها من كفالة المعيشة الملائمة لكل فرد يستظل بظلِّها - مسلمًا كان أو غير مسلم - والمسلمون يُسهِمون في ذلك بما يدفعونه من زكاة عن نقودهم وتِجاراتهم وأنعامهم وزروعهم وثمارهم، فضلاً عن صدقة الفطر وغيرها، فلا عجب أن يُطلَب من غير المسلمين المساهَمة بهذا القدر الزهيد، وهو الجزية.
ما هي الجزيرة - موضوع
[٩]
المراجع [+] ↑ "أهل الذمة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2019. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 48. ^ أ ب سورة التوبة، آية: 29. ↑ "حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2019. بتصرّف. ^ أ ب ت "الجزية في الإسلام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2019. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 623، صحيح. الجزية والخراج. ↑ "الموسوعة الفقهية الكويتية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2019. بتصرّف. ↑ سورة الممتحنة، آية: 8. ↑ "حكم الاعتداء على غير المسلمين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2019. بتصرّف.
الجزية والخراج
ابن رشد: "ما يؤخذ من أهل الكفر جزاء على تأمينهم وحقن دمائهم مع إقرارهم على الكفر، وهي مشتقة من الجزاء وهو المقابلة؛ لأنَّهم قابلوا الأمان بما أعطوه من المال فقابلناهم بالأمان وقابلونا بالمال". ابن قدامة: "وهي الوظيفة المأخوذة من الكافر لإقامته بدار الإسلام في كل عام، وهي فعلة من جزى يجزي إذا قضى". ابن منظور: "وهي عبارة عن المال الّذي يعقد الكتابيّ عليه الذّمّة، وهي فعلة من الجزاء كأنها جزت عن قتله". ما هي الجزيرة - موضوع. الخوارزمي: "ومن أبواب المال: أخماس المعادن وأخماس الغنائم، وجزاء رؤوس أهل الذّمّة جمع جزية، وهو معرّب: كزيت، وهو الخراج بالفارسيّة".
المقدمة الجزرية - ويكيبيديا
وتعد الجزية شكلاً من أشكال الضريبة الموجودة في عصرنا الحالي بل هي سابقتها، وقد قدم عمر رضي الله عنه شكل التفاوت الضريبي لتصبح تعاليم الإسلام وتشريعاته هي السباقة والرائدة في تعليم العالم كله أصول التشريع والقانون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذ من كل حالم دينارا"وقد قال صلى الله عليه وسلم ذلك لأن الفقر كان منتشرا بين أهل الذمة بشكل كبير. توجب دفع الجزية تطبيقاً لقوله تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " والصغار هنا معناه التسليم والخضوع و ألقاء السلاح للحكم الإسلامي، وتسقط الجزية بحدوث الإسلام أي عندما يعلن أهل الذمة أو غير المسلمين اعتناق الإسلام. ثانياً: الخراج
هو ضريبة من المال يقوم الحاكم بتحديدها على الأراضي أو البلاد الخاضعة للحكم الإسلامي، ويمكن أخذها بعدة طرق مختلفة مثل تقاسم ما تخرجه الأرض من محاصيل ومزروعات مثلاً يمكن أن يأخذ الحاكم ربع ما تجنيه الأرض و وضعه لميزانية الدولة، ويمكن أخذ الخراج على شكل مكيلا تبعاً لما تخرجه الأرض، والخراج يفرض على المسلمين وغير المسلمين.
الجزية.. تصحيح المفهوم - تبيان
الجزية هي مال يؤخذ من أهل الكتاب أعني اليهود والنصارى، ومن له شبهة الكتاب كالصابئة، على حسب عقد الذمة، وهي تدفع بالتراضي ومن دون اجبار، وقدرها يحدده الحاكم الشرعي بما لا يثقل كاهل الذمي، وأما سبب أخذها منهم فهو عوضاً عن خدمتهم العسكرية حيث يعفون منها، فإن رغبوا بها سقطت عنهم. من هنا لابد من اثبات جملة من الأمور:
أولاً: انها تؤخذ منهم بالتراضي لا بالإجبار. ثانياً: قدرها قليل يحدده الحاكم الشرعي على خصوص من يقدر على حمل السلاح، فلا تشمل النساء ولا الأطفال. ثالثاً: أنها تؤخذ عوضاً عن تكليفهم الجهاد، فإن رغبوا به سقطت عنهم. أما الأمر الأول: فلما اتفق عليه فقهاء الفريقين في ذلك فمن فقهائنا قول الشيخ الطوسي (قدس) سره: الجزية لا تتم إلا بالتراضي [1]. ونقل ابن العربي عن أصحاب الشافعي أنهم قالوا: الدليل على أنها وجبت بدلاً عن حقن الدم، وسكنى الدار، أنها تجب بالمعاقدة والتراضي [2]. فالمتأمل في مقاصد الشريعة يجد بوضوح أن غايتها التربية الصالحة لنوع البشر، والذي لا ينسجم مع اجبار هؤلاء على شيء، ألا تسمع قوله تعالى: (لا ينهيكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [3].
وقال رشيد رضا في تفسيره: إن الجزية ما كانت تؤخذ من الذميين إلا للقيام بحمايتهم والمدافعة عنهم، وأن الذميين لو دخلوا في الجند أو تكفلوا أمر الدفاع لعفوا عن الجزية [12]. واليه يشير الطباطبائي في ميزانه: وأما الجزية فهي عطية مالية مأخوذة منهم مصروفة في حفظ ذمتهم وحسن إدارتهم ولا غنى عن مثلها لحكومة قائمة على ساقها حقة أو باطلة [13]. الثاني: أن الجزية ليست من مخترعات الإسلام ومجعولاته، لكونها معمولاً بها عند الأمم الأخرى أيضا، وإنما الإسلام أمضاها بصورة خاصة، فاللازم التفحص عن فلسفتها والحكمة منها عند تلك الأمم. ومن الواضح أنها كانت تؤخذ من أصناف معينة بدلاً عن مدافعة الجنود عنهم، بدلالة قول أنوشروان كسرى في توجيه أخذ الجزية عن بعض الطوائف: فأما المقاتلة فإنهم يطلبون أجورهم من أهل الخراج وسكان البلدان لمدافعتهم عنهم ومجاهدتهم من ورائهم، فحق على أهل العمارة أن يوفوهم أجورهم [14]. ويؤكد ذلك جرجي زيدان بقوله: والجزية ليست من محدثات الإسلام، بل هي قديمة من أول عهد التمدن القديم، وقد وضعها يونان أثينا على سكان سواحل آسيا الصغرى حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، مقابل حمايتهم من هجمات الفينيقيين، وفينيقية يومئذ من أعمال الفرس، فهان على سكان تلك السواحل دفع المال في مقابل حماية الرؤوس [15].