القانون المدني العثماني الذي يذكر مختصراً باسم «المَجَلَّة» واسمه كاملاً: «مَجَلَّةُ الأَحْكَامِ العَدْلِيَّة»، ويُسمى أيضاً: «الأَحْكَامُ العَدْلِيَّة»، ويسميها الأوروبيون «القوانين المُلْكية للدولة العلية» فحواه عملية تقنين الأحكام الشرعية المبثوثة في كتب الفقه بشأن البيوع والإجارات، المتعلقة بالأعيان والأصول بقوالب قانونية، استنادا على تخويل أولي الأمر شرعاً بوضع الأحكام الشرعية في صيغة قوانين ملزمة. وإن كلمة «المجلة»، وبالمعنى المتداول بالتركية خاصة، توحي بانتقاء وجمع مسائل متنوعة بين دِفَّتين. مجلة الاحكام العدلية المقتفي. ولا نجد في المجلة أحكاماً تخالف الشريعة، بل لا نجدُ فيها أحكاماً خلاف المذهب الحنفي ما عدا استثناءات قليلة اعتمدت فيها على اجتهادات من المذاهب الأربعة. فما المجلة إلا صياغة قانونية من 1851 مادة للأحكام الشرعية المبثوثة في كتاب «ملتقى الأبحر» الذي كان مرجعية قانونية طوال قرون، وفي مراجع الفقه والفتاوى. وصفها رئيس لجنتها ومهندسها أحمد جودت باشا فقال: «إن المجلة المسماة بالأحكام العدلية، مجمع المسائل المصححة، وجامع للفروع المنقحة، حجمها صغير ونفعها كثير، وفي مقدمتها ضوابط وأصول بعدد الأسماء الحسنى، وجيزة اللفظ، عميمة المعنى، فكأن المجلة بحر رائق، ومقدمتها نهر فائق، أو هي خزانة الحقائق، وهذه كنز الدقائق، بل المقدمة إجمال، والمسائل تفصيلها، كأنها مرآة والمسائل تماثيلها، حيث يندرج تحت هذه الأصول جميع ما في الأبواب والأصول، فمن أتقن الأصول يكاد يظهر على جميع الفروع».
مجله الاحكام العدليه في العراق
وفي الكتاب السادس في النسخة الأصلية نشر النص الأول الذي كتب في فترة غياب أحمد جودت باشا عن لجنة المجلة، فعدلنا عن هذا الباب إلى النسخ اللاحقة، وذلك أن هذا النص تم تعديله بشكل كبير من طرف أحمد جودت باشا، والذي كانت تلك الطبعات تحت نظره عند نشرها. وما تجدر الإشارة إليه أن بعض المصطلحات أو الكلمات التي ذكرت في مواد المجلة كانت من الألفاظ المستخدمة المعروفة في وقتها، وقد حاولنا الإبقاء عليها كما هي ما أمكن، كما هو الحال في كلمة «غرش»، والتي ترجمت في أكثر الترجمات بـ«قرش»، وسبب ذلك أنها كذلك في النص الأصلي المترجم. مجله الاحكام العدليه في العراق. الإضافات الجديدة في هذه الطبعة:أولا: لقد وجدتُ من خلال البحث في الأرشيف العثماني لمدة طويلة وجود مذكرات إيضاحية وضعت في أوائل كل باب من المجلة، لكنها لم تنشر، فقمنا بنشر ما وجدناه منها في الأرشيف، ووضعناه في محله في مقدمة كل باب. ثانيا: إضافة التعديلات التي كتبت على المجلة، والتي نشرت بشكل رسمي في المجلة الرسمية، بعد أن اعتمدت وصودق عليها بخط الهمايون. ونشرها كان باللغة العثمانية. ومما هو مستغرب جدا أنها لم تنشر بالعربية مطلقا، رغم إشارة بعض الباحثين إليها. وقد قمتُ سنة 2013 بنشرها باللغة التركية، وفي هذه النشرة قمت بترجمة هذه التعديلات مع مذكراتها الإيضاحية وأسباب تعديلها التي صدرت عن اللجنة نفسها، مترجمة إلى العربية.
مجلة الاحكام العدلية وزارة العدل
وأشار سرندح إلى أن "الحكم الصادر عن المحكمة الشرعية الأردنية يتضمن دائما بنود القانون الأردني المتعلق بالأحوال الشخصية كما يتضمن البنود الخاصة بالإثبات والبينات وطريقة اثبات الدعاوىـ، فيستأنس دائما بالحكم بأرقام المواد المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية وأرقام المواد التي وردت في مجلة الأحكام العدلية". وذكر في هذا الصدد أن "كل حكم يصدر عن المحكمة الأردنية له كفتي ميزان، ما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية وما يتعلق بقانون أصول المحاكمات الشرعية". ومن الاستحالة، وفق سرندح، أن يصدر حكم عن المحكمة الشرعية دون أن يعتمد على كفتي الميزان، كما لا يمكن أن يستغني القاضي عن الثوابت العامة الواردة في المجلة العدلية. مجلة الاحكام العدلية العثمانية. وتابع: "الحكم الصادر عن المحكمة الشرعية هو عبارة عن أركان ممزوجة من قانون الأحوال الشخصية وقانون أصول المحاكمات الشرعية وبنود المجلة التي لا بد من الرجوع والاستئناس بها". ويحتفظ الشيخ سرندح بمكتبه في المحكمة الشرعية في حي واد الجوز بالقدس الشرقية بنسخة من مجلة الأحكام العدلية التي شرحها الأستاذ علي حيدر باشا وترجمها الأستاذ فهمي الحسيني. وقدم الشيخ سرندح شرحا لآلية صدور مجلة الأحكام. وبيّن أنه "من المعروف والمتعارف عليه على مر العصور الإسلامية بأن المرجعية دائما هي للفقه الإسلامي سواء في الأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق أو أي معاملة من المعاملات اليومية التجارية أو ما نطلق عليه نظام المعاملات".
وبين يديك أيها القارئ الكريم، كتابٌ احتوى بين دفتيه أهم مسائل العقود المالية التي يحتاج إليها المسلمون في معاملاتهم، مستقيمة على نهج الكتاب والسنة، وفقه علماء الملة، يعرفه الباحثون، ويحتاج إليه الطلاب المتعلمون، ولا يستغني عنه القضاة والقانونيون، فالمجلة العدلية دليل ساطع وبرهان قاطع على التزام الدول الإسلامية بالقوانين الشرعية في فترة الدولة العثمانية، وأن قوانينها المدنية لم تخرج عن الشريعة الإسلامية، وإن حاول الكثير من العلمانيين والحداثيين أن يحرفوا الكلم عن مواضعه.
حكم تشقير الحواجب
إنَّ تشقير شعر الوجه أو الحاجبان هو صبغ الشعر بطريقة تُؤدي إلى تفتيح لونها وبالتالي جعل شعر الحاجبين أرق، وقد بيَّن مجموعة من أهل العلم أن التشقير لا يدخل في مدخل النمص وهو جائزٌ لا حرج فيه ومن هؤلاء الشيوخ الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز، وقد أكَّد على ذلك الشيخ ابن عثيمين في فتواه لما سُئل عن التشقير فأجاب: "تلوين الشعر بغير السواد لمن ابيضَّ شعره لا بأس به، هذا هو الأصل"، والله أعلم. [6]
شاهد أيضًا: حكم التاتو المؤقت ابن باز
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أحد الأحكام الشرعية والفقهية في الشريعة الإسلامية، وهو حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز، وبيَّن أنَّه غير جائز في الشريعة الإسلامية، كما ذكر حكم تخفيف شعر الحاجب، أو قصه بعلم الزوج وللتزين له، كما ذكر حكم تشقير الحواجب من خلال وضع بعض الصباغ عليها. المراجع
^
غاية المرام, عبد الله بن عباس، الألباني، 95، صحيح. حكم حلق الحواجب – لاينز. ^, حكم الأخذ من شعر الحاجبين لأجل الزينة, 28/11/2021
^, حكم حلق الحواجب, 28/11/2021
^, نتف جزء من الحاجب تجمّلاً للزوج, 28/11/2021
^, ما حكم تخفيف شعر الحاجب؟, 28/11/2021
^, بيان جواز تشقير الشعر والحواجب, 28/11/2021
حكم حلق الحواجب – لاينز
السؤال: هذه رسالة من جدة من المرسلة (ج.
^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية ، صفحة 81. بتصرّف. ↑ أحمد الخليل (22/12/2013)، "حكم إزالة الشعر الذي بين الحاجبين" ، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2022. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 1411. بتصرّف.