2- أن الأصل عدم الركنية والوجوب، فيعمل به(25). أدلة أصحاب القول الثاني. استدلوا بأدلة من السنة، والمعقول:
أولا: من السنة. شروط خطبة الجمعة - موضوع. ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- في ذكر إسراء النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر فيه قول الله -تعالى-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)(26) قال: "فلا أُذكر إلا ذكرت معي، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي"(27). وهذا واضح الدلالة. الوجه الأول: أن مبنى الاستدلال على ثبوت الدليل، وهذا مما لم يتحقق لي في هذا الحديث كما في تخريجه. الوجه الثاني: على تقدير ثبوته فقد نوقش الاستدلال بـ وَرَفَعْنَا بأنه خبر لا عموم فيه، وقد أريد به كلمة الشهادة ونحوها، فلا يلزم إرادة غير ذلك، فإن قيل: تجعل خبرا بمعنى الأمر، رُدَّ بأن جعل الأمر فيه للوجوب يلزم منه مخالفة الإجماع، إذ لا يعلم أحد يقول بوجوب ذكره -عليه الصلاة والسلام- كلما ذكر الله -تعالى- وإن جعل للاستحباب بطل الاستدلال(28). الوجه الثالث: على تقدير ثبوته فإنه يدل على الشهادة لا على الصلاة. ثانيا: من المعقول:
أن الخطبة عبادة افتقرت إلى ذكر الله -تعالى- فافتقرت إلى ذكر رسوله -صلى الله عليه وسلم- كالأذان، والتشهد، والصلاة(29).
- أركان خطبة الجمعة في مذهبي الشافعي وأحمد رحمهما الله - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام
- أركان خطبة الجمعة وشروطها وسننها
- شروط خطبة الجمعة - موضوع
أركان خطبة الجمعة في مذهبي الشافعي وأحمد رحمهما الله - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام
السؤال: يحدث أن يتخلف إمام الجمعة عن الحضور.
(28) ذكر هذا الوجه ابن التركماني في الجوهر النقي بهامش السنن الكبرى للبيهقي 3/309. (29) ينظر: المهذب مع المجموع 4/516، ومغني المحتاج 1/285، وشرح الزركشي 2/175، والمغني 3/174، والمبدع 2/158، وكشاف القناع 2/32.
أركان خطبة الجمعة وشروطها وسننها
دليل أصحاب القول الثالث: أن المطلوب للجمعة هو الخطبة، واسم الخطبة يقع على الكلام المجتمع أو الوصف وإن لم يشتمل على الموعظة، فلا تكون ركنا يجب الإتيان به(21). مناقشة هذا الدليل: يناقش بأنه وإن كان ذلك خطبة إلا أن لها مقصدا، لا بد أن تحققه، وهو هنا الوعظ، فإذا لم تحقق مقصدها لم تكن الخطبة المطلوبة.
ثالثا: واستدلوا على أنه لا يكفي في الوعظ ذم الدنيا والتحذير من الاغترار بها بما يلي:
أن ذلك قد يتواصى به منكرو الشرائع والبعث، فلا بد من الحمل على طاعة الله، والمنع من معصيته(15). أدلة أصحاب القول الثاني:
أولا: استدلوا على الركنية بما استدل به أصحاب القول الأول. ثانيا: استدلوا على تعين الوصية بتقوى الله -تعالى- بأدلة من الكتاب، والمعقول. فمن الكتاب:
قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)الآية(16). أركان خطبة الجمعة في مذهبي الشافعي وأحمد رحمهما الله - الشبكة الإسلامية - طريق الإسلام. وجه الدلالة: أن الموعظة جاءت في هذه الآية بلفظ التقوى، فيتعين هذا اللفظ في خطبة الجمعة(17). مناقشة هذا الدليل:
يناقش بأنه غير ظاهر الدلالة، فلا ارتباط بين لفظ التقوى في هذه الآية وبين تعينه في خطبة الجمعة -والله أعلم-. ومن المعقول: أن لفظ التقوى يتعين في خطبة الجمعة كلفظ الحمد، والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(18). يناقش من وجهين:
الوجه الأول: أن تعين لفظ الحمد والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الخطبة محل خلاف، فمن الفقهاء من يقول: لا يتعين(19). الوجه الثاني: على القول بتعين لفظ الحمد والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد نوقش بأن لفظ الحمد والصلاة تعبدنا به في مواضع، وأما لفظ الوصية فلم يرد نص بالأمر به ولا بتعينه(20).
شروط خطبة الجمعة - موضوع
الركن الخامس: حكم ترتيب هذه الأركان عند من قال بها:
اختلف من قال بركنية هذه الأمور الأربعة، وهي: الحمد، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والموعظة، وقراءة شيء من القرآن في خطبة الجمعة، وهم الشافعية والحنابلة -كما تقدم- في حكم ترتيبها، وذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول: لا يشترط الترتيب في هذه الأركان، ولكن يستحب، فله التقديم والتأخير، وصفته: أن يبدأ بالحمد، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم الموعظة، ثم قراءة القرآن، وهذا هو الوجه الصحيح عند الشافعية كما ذكر النووي(1)، وهو الصحيح من المذهب عند الحنابلة(2). القول الثاني: يشترط الترتيب في هذه الأركان على الصفة التي ذكر أصحاب القول الأول، فلا يجوز التقديم والتأخير، وهذا وجه عند الشافعية(3)، وقول لبعض الحنابلة(4). القول الثالث: يشترط ترتيب الحمد، ثم الصلاة، ثم الوصية، ولا ترتيب بين القراءة وغيرها، وبهذا قال بعض الشافعية(5). الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول:
1- أن المقصود من الخطبة الوعظ والتذكير، وهذا حاصل مع عدم الترتيب(6). 2- أنه لم يرد نص في اشتراط الترتيب، فلا يلزم(7). أركان خطبة الجمعة وشروطها وسننها. أدلة أصحاب القول الثاني:
لم أطلع على أدلة صريحة لهم، ولكن الظاهر أنهم يستدلون بما يلي:
أولا: الاستدلال على البداءة بالحمد بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل كلام لا يُبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم"(8) (9)، وهذا واضح الدلالة.
وكلام ابن القيم هذا يدل على أن الضابط في الوعظ هو كل ما يدعو إلى رضوان الله وجنته من الاستقامة على دينه والتمسك بشريعته في العبادات والمعاملات والقضايا الاجتماعية ونحوها، ويحذر من موارد سخطه وعقابه، في كل وقت بما يناسبه ويناسب حال السامعين -والله أعلم-. __________________________
(1) ينظر: الحاوي 3/57 - 58، والوجيز 1/64، والمجموع 4/519، وروضة الطالبين 2/25، ومغني المحتاج 1/285. (2) الاختيارات ص (79 - 80). (3) ص (109). (4) ينظر: المجموع 4/519 - 520، وروضة الطالبين 2/25، ومغني المحتاج 1/285. (5) ينظر: المجموع 4/520. (6) ينظر: الهداية لأبي الخطاب 1/52، وشرح الزركشي 2/177 - 178، والفروع 2/109 - 110، والمحرر 1/147، والإنصاف 2/388، والمبدع 2/158. (7) ينظر: الفتاوى الهندية 1/147، ومراقي الفلاح ص (103). (8) ينظر: الإشراف 1/132. (9) مسلم الجمعة (862)، النسائي الجمعة (1417)، أبو داود الصلاة (1093)، ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1106)، أحمد (5/100)، الدارمي الصلاة (1559). (10) تقدم تخريجه ص (32). (11) ينظر: شرح صحيح مسلم 6/150، وقد استدل به على ذلك أيضا الشيرازي في المهذب 4/516، والزركشي في شرح الخرقي 2/177.
أي أنها أشياء لايد من تلبيتها ولكنها وحدها غير كافية للتحفيز. المجموعة الثانية هي التي يسميها هيزبرج مجموعة الحوافز وتشمل
العمل المثير أي العمل الذي يرضي اهتمامات العامل وقدراته
التقدير أي التقدير من الرؤساء والزملاء
فرص النمو أي الشعور بوجود فرص للترقي والتطور وزيادة الدخل
تحمل المسئوليات أي وجود فرص لتحمل مسئوليات واتخاذ قرارات وقيادة الآخرين
الإنجازات وهي وجود مجال لتحقيق إنجازات وتجاوز الأداء المطلوب كما أو كيفا
هذه العوامل هي التي تعتبر محفزة حسب هذه النظرية. رقم طاقات خدمة العملاء. بمعنى أن المجموعة الأولى (العوامل الصحية) لا تؤدي إلى تحفز ولكن نقصها يؤدي إلى عدم الرضا عن العمل أما التحفيز فيأتي من المجموعة الثانية. وكأن هذه النظرية تتفق بشكل ما مع نظرية أي آر جي في أن الاحتياجات قد يتم تلبيتها في آن واحد وتتفق مع ماسلو في أن الاحتياجات الأساسية لابد من تلبيتها أولاً. كما تلاحظ فهناك تشابه بين مفردات النظريات المختلفة وإن اختلف التقسيم. هذه النظرية توضح أهمية تصميم العمل بحيث يكون مُمتِعا للعاملين فيعطيهم مجالا للإبداع واتخاذ القرارات وتحمل المسئولية وتحقيق الإنجازات. تصميم العمل هو موضوع سوف نناقشه في مقالات قادمة إن شاء الله.
ما هو التحفيز؟
التحفيز Motivation هو أن تجعل ă مُتحفزا أي مُتَحمسا لأداء شيء ما. كل منا له ما يحفزه لفعل أشياء ما. ما الذي يجعلك تتحفز لمشاهدة مباراة لكرة القدم مع أنك لن تحصل على أي مقابل مادي؟ ما الذي يحفز النساء على زيارة السوق؟ ما الذي يحفز الإنسان على قضاء نجاحاته في العمل؟ ما الذي يجعل العاملين في مؤسسة ما متحفزين لأداء أفضل ما عندهم وماالنيك الذي يجعل نفس العاملين في ظروف أخرى مُثَبطين؟
هناك ما يدفع كلٌ منا لفعل شيء ما فالجوع يدفعك أن تأكل والعطش يدفعك أن تشرب. هناك ما يحفزنا إلى العمل ويجعلنا نحاول أن نأتي بأفضل أداء وهناك أشياء قد تُثبطنا وتجعل الموظف يكاد لا يجد طاقة ليتحرك من مكتبه. هذه المحفزات والمثبطات هي من الأمور التي ينبغي أن يعيها أي مدير لأن التحفيز يجعلك تحصل على طاقات هائلة من العاملين والتثبيط يجعلك تخسر هذه الطاقات. التحفيز يجعل الموظف يفكر في حلول والتثبيط يجعله يؤدي ما عليه ولا يحاول أن يبذل أي جهد زائد. التحفيز يجعل الموظف يؤدي وهو مستمتع بالأداء والتثبيط يجعله يؤدي ما لابد من أن يؤديه وهو كاره. فالأداء يتناسب مع قدرة الموظف على أداء العمل وعلى حافزه لأداء العمل فكلما زاد الحافز لنفس الموظف يتحسن الأداء.
وكذلك عندما يتعارض العمل مع تأدية فروض الدين أو الالتزام بمبادئه مثل الموظف الذي يعمل في مؤسسة تحاول خداع العملاء. فالاحتياجات الدينية لا يمكن إغفالها في مجتمع متدين. نظرية أي آر جي ERG Theory
هذه النظرية تشابه نظرية ماسلو ولكنها حاولت إعادة تصنيف الاحتياجات إلى ثلاثة أنواع وهي:
احتياجات البقاء Existence needs وهي مرادفة للاحتياجات الفسيولوجية واحتياجات الأمان في النظرية السابقة
احتياجات الارتباط Relatedness needs وهي مرادفة للاحتياجات الاجتماعية في النظرية السابقة
احتياجات النمو Growth needs وهي مرادفة لاحتياجات التقدير وتحقيق الذات في النظرية السابقة. أي أن الإنسان يحتاج أن يشعر بنموه الشخصي بتحقيق إنجازات والحصول على التقدير
هذه النظرية تختلف عن نظرية ماسلو في أنها تقول بأن الاحتياجات لا تتبع هَرَماً مثل ما قال ماسلو بل قد يحاول الإنسان تلبية أكثر من نوع من الاحتياجات في آن واحد ولا يوجد تسلسل محدد لها. وأظن ان هذه نقطة مهمة ودقيقة في نفس الوقت. فالشخص قد يحفز بجوانب تحقيق الذات بالرغم من ضعف تحقيق الحاجات الأساسية (الفسيولوجية). فإنك تجد شخصا قليل الدخل يذهب لحضور مباريات الكرة في الملعب، لماذا؟ إن احتياجاته الأساسية لم تكتمل وهو يقلل من دخله بدفع ثمن التذكرة ولكنه يجد متعة في ذلك مثل المنافسة والانتماء لفريق.
من الأشياء الجيدة التي تشرحها هذه النظرية هي ظاهرة عدم تحفز العاملين في بعض الأحيان بالرغم من ارتفاع الدخل المادي وتوفير فرص للترقي وذلك يحدث حين لا يكون العاملين راضين عن العمل نفسه. فحسب هذه النظرية فارتفاع الدخل المادي والترقيات لا تعوض عن طبيعة العمل الممتعة التي يشعر فيها الإنسان أنه يحقق ذاته ويقوم بعمل رائع يقدره الآخرون. من الحقائق التي تتفق عليها هذه النظريات أن المال ليس هو المحفز الوحيد وأن المال وحده لا يكفي فالمال يلبي الاحتياجات الأساسية أو الفسيولوجية فقط ولكن الإنسان له احتياجات اجتماعية واحتياجات الاحترام فهو يريد أن يشعر أنه يقوم بعمل له قيمته وأن أمامه في عمله تحديات يحاول التغلب عليها وأن هناك من يقدره. فالمال ليس هو المحفز الخارق وإلا فلماذا يريد الشخص عظيم الثروة أن يستمر في العمل؟ الإنسان يسعى لأن يعامل كإنسان فهو يريد البقاء ويريد أن يحيا كإنسان له احترامه وله فكره وله شخصيته وله اصدقاؤه وله نجاحاته وله تأثيره في العمل. هذه بعض النظريات ونناقش إن شاء الله في المقالة التالية نظريات أخرى هي نظرية التوقع ونظرية وضع الأهداف ونظرية العدالة. كما نناقش كيفية الاستفادة من هذه النظريات.