amany1011 371 Following 103 Followers 838 Likes لا تبرر لمن يسيء الظن بك
الله يعلم مافي قلبك وهذا يكفي. "
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - الآية 7
الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]. أَمَّا بَعْدُ: الحديثُ عن القلوبِ ليسَ فقط حديثاً عن المشاعرِ والعواطفِ والأحاسيسِ، أو حديثاً عن الحُبِّ والهَيامِ والشَّوقِ الحبيسِ، إنما هو حديثٌ أكبرُ من ذلكَ وأعظمُ، إنَّه حديثٌ عن العضوِ الوحيدِ في جِسمكَ الذي ينظرُ اللهُ -تعالى- إليهِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ "، فيا اللهُ!
تفسير ألم يعلم بأن الله يرى - موسوعة انا عربي
ماذا عسى أن ينظرَ اللهُ -تعالى- في قلوبِنا؟، أهو الصَّلاحُ والإيمانُ، أو الفسادُ والطُّغيانُ: ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ)[البقرة:220]. الحديثُ عن القلبِ، هو الحديثُ عن مَلكِ الأعضاءِ، الذي في صلاحِه الفوزُ والفلاحُ، وفي فسادِه الخَسارُ والضَّياعُ، ففي الدُّنيا: " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ "، وفي الآخرةِ: ( يَومَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَن أَتَى اللَّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء:88-89]. ذلكَ بأنَّ القلبَ هو محلٌ لأعظمِ وأكملِ العباداتِ، فهو محلُ الإخلاصِ، واليَقينِ، والتَّفكُّرِ، والخُشوعِ، والمُراقبةِ، والتوكُّلِ، والمحبَّةِ، والرَّجاءِ، والخَوفِ، والصَّبرِ، والرِّضا، والشُّكرِ، والحَياءِ، والتَّوبةِ، هذه العباداتُ التي رفعتْ أبا بكرٍ الصِّديقِ -رضيَ اللهُ عنه- إلى مَنزلةٍ عَظيمةٍ في الأمَّةِ، حتى قالَ بَكرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزني -رحمَه اللهُ-: "ما فَضَلَ أَبو بَكرٍ النَّاسَ بكثرةِ صَلاةٍ ولا بَكثرةِ صِيامٍ، ولكنْ بشيءٍ وَقرَ في قَلبِه".
كيف حال قلبك مع الله - موقع مقالات إسلام ويب
ويكلؤني ويرعاني:{ {ألم يعلم بأن الله يرى}} الشيخ /غنايم ممدوح
وَرَجُلٌ تَعَلّمَ العِلْمَ وَعَلّمَهُ وَقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلّمْتُ العِلْمَ وَعَلّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ "، اللهُ أكبرُ.. لقد علَّمَ النَّاسَ وورَّثَ علماً انتشرَ في البُلدانِ، ولا زالتْ قراءاتُه تَصدُحُ في الإذاعاتِ على مرِّ الزَّمانِ، لكنْ ماذا قالَ اللهُ -تعالى- لهُ؟: " قَالَ: كَذَبْتَ وَلَكِنّكَ تَعَلّمْتَ العِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَىَ وَجْهِهِ حَتّىَ أُلْقِيَ فِي النّارِ ".
"
وبنحو الذي قلنا في قوله ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص بن غياث، عن هشام بن عروة، قال: كان عروة إذا رأى ما عند السلاطين دخل داره، فقال ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) ثم ينادي: الصلاة الصلاة، يرحمكم الله. حدثنا أبو كريب قال: ثنا عثام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا من الدنيا جاء إلى أهله، فقال الصلاة ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا). حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: كان يبيت عند عمر بن الخطاب من غلمانه أنا ويرفأ، وكانت له من الليل ساعة يصليها، فإذا قلنا لا يقوم من الليل كان قياما (5). وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها - مجتمع رجيم. ، وكان إذا صلى من الليل ثم فرغ قرأ هذه الآية ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا).... الآية.
وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها - مجتمع رجيم
[ ص: 344] وهذه الجملة تذييل لما فيها من معنى العموم. أي لا تكون العاقبة إلا للتقوى. فهذه الجملة أرسلت مجرى المثل.
والسؤال: الطلب التكليفي ، أي ما كلفناك إلا بالعبادة ؛ لأن العبادة شكر الله على ما تفضل به على الخلق ، ولا يطلب الله منهم جزاء آخر. وهذا إبطال لما تعوده الناس من دفع الجبايات والخراج للملوك وقادة القبائل والجيوش. وفي هذا المعنى قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، فجملة " نحن نرزقك " مبينة لجملة ورزق ربك خير وأبقى. والمعنى: أن رزق ربك خير وهو مسوق إليك. والمقصود من هذا الخطاب ابتداء هو النبيء - صلى الله عليه وسلم - ويشمل أهله والمؤمنين ؛ لأن المعلل به هذه الجملة مشترك في حكمه جميع المسلمين. وجملة " والعاقبة للتقوى " عطف على جملة " لا نسألك رزقا " المعلل بها أمره بالاصطبار للصلاة ، أي إنا سألناك التقوى والعاقبة. وحقيقة العاقبة: أنها كل ما يعقب أمرا ويقع في آخره من خير وشر ، إلا أنها غلب استعمالها في أمور الخير. فالمعنى: أن التقوى تجيء في نهايتها عواقب خير. واللام للملك تحقيقا لإرادة الخير من العاقبة ؛ لأن شأن لام الملك أن تدل على نوال الأمر المرغوب ، وإنما يطرد ذلك في عاقبة خير الآخرة. وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. وقد تكون العاقبة في خير الدنيا أيضا للتقوى.