ومِنَ الدَّلِيلِ عَلى أنَّ المَعْنى عَلى ذَلِكَ لا أنَّهُ تَعَلَّلٌ وُقُوعُ (فَأرْسِلْ) مُعْتَرِضًا بَيْنَ الأوائِلِ والرّابِعَةِ، أعْنِي (ولَهُمْ) إلَخْ، فَأذِنَ بِتَعَلُّقِهِ بِها، ولَوْ كانَ تَعَلُّلًا لَأُخِّرَ، ولَيْسَ أمْرُهُ بِالإتْيانِ مُسْتَلْزِمًا لَما اسْتَدْعاهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وتَقْدِيرُ مَفْعُولِ (أرْسِلْ) ما أشَرْنا إلَيْهِ قَدْ ذَهَبَ إلَيْهِ غَيْرُ واحِدٍ، وبَعْضُهم قَدَّرَ مَلَكًا إذْ لا جَزْمَ في أنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - كانَ يَعْلَمُ إذْ ذاكَ أنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - رَسُولُ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ - إلى مَن يَسْتَنْبِئُهُ سُبْحانَهُ مِنَ البَشَرِ. وفِي الخَبَرِ أنَّ اللَّهَ تَعالى أرْسَلَ مُوسى إلى هارُونَ، وكانَ هارُونُ بِمِصْرَ حِينَ بَعَثَ اللَّهُ تَعالى مُوسى نَبِيًّا بِالشّامِ.
- إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الشعراء - تفسير قوله تعالى ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون- الجزء رقم19
- تفسير "إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون "
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - الآية 55
- (9) من قوله تعالى {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} الآية 55 إلى قوله تعالى {سلام قولا من رب رحيم} الآية 58 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
- طعام أهل الجنة : في شغل فاكهون - YouTube
إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة الشعراء - تفسير قوله تعالى ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون- الجزء رقم19
وقَوْلُهُ: (﴿ولَهم عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأخافُ أنْ يَقْتُلُونِ﴾) تَعْرِيضٌ بِسُؤالِ النَّصْرِ والتَّأْيِيدِ وأنْ يَكْفِيَهُ شَرَّ عَدُوِّهِ حَتّى يُؤَدِّيَ ما عَهِدَ اللَّهُ إلَيْهِ عَلى أكْمَلِ وجْهٍ. وهَذا كَقَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ «اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ نَصْرَكَ ووَعْدَكَ اللَّهُمَّ إنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ في الأرْضِ». والذَّنْبُ: الجُرْمُ ومُخالَفَةُ الواجِبِ في قَوانِينِهِمْ. وأُطْلِقَ الذَّنْبُ عَلى المُؤاخَذَةِ فَإنَّ الَّذِي لَهم عَلَيْهِ هو حَقُّ المُطالَبَةِ بِدَمِ القَتِيلِ الَّذِي وكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ، وتَوَعَّدَهُ القِبْطُ إنْ ظَفِرُوا بِهِ لِيَقْتُلُوهُ فَخَرَجَ مِن مِصْرَ خائِفًا، وكانَ ذَلِكَ سَبَبَ تَوَجُّهِهِ إلى بِلادِ مَدْيَنَ. وسَمّاهُ ذَنْبًا بِحَسَبِ ما في شَرْعِ القِبْطِ، فَإنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ شَرْعٌ إلَهِيٌّ في أحْكامِ قَتْلِ النَّفْسِ. ويَصِحُّ أنْ يَكُونَ سَمّاهُ ذَنْبًا؛ لِأنَّ قَتْلَ أحَدٍ في غَيْرِ قِصاصٍ ولا دِفاعٍ عَنْ نَفْسِ المُدافِعِ يُعْتَبَرُ جُرْمًا في قَوانِينِ جَماعاتِ البَشَرِ مِن عَهْدِ قَتْلِ أحَدِ ابْنَيْ آدَمَ أخاهُ، وقَدْ قالَ في سُورَةِ القَصَصِ: (﴿قالَ هَذا مِن عَمَلِ الشَّيْطانِ إنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ﴾ [القصص: ١٥] ﴿قالَ رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: ١٦]).
وسمّاه ذَنْباً بحسب ما في شرع القبط ، فإنه لم يكن يومئذ شرع إلهي في أحكام قتل النفس. ويصح أن يكون سمّاه ذنباً لأن قتل أحد في غير قصاص ولا دفاع عن نفس المُدافع يعتبر جرماً في قوانين جماعات البشر من عهد قتل أحد ابني آدم أخاه ، وقد قال في سورة القصص ( 15 ، 16) { قال هذا من عمل الشيطان إنه عَدوّ مُضِلّ مبين قال ربّ إنّي ظلمتُ نفسي فاغفر لي} وأيًّا مَّا كان فهو جعله ذنباً لهم عليه.
حدثني الحسن بن زريق الطهوي قال: ثنا أسباط بن محمد ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، مثله. حدثني الحسين بن علي الصدائي قال: ثنا أبو النضر ، عن الأشجعي ، عن وائل بن داود ، عن سعيد بن المسيب في قوله ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قال: في افتضاض العذارى وقال آخرون: بل عني بذلك: أنهم في نعمة. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل) قال: في نعمة. حدثنا عمرو بن عبد الحميد قال: ثنا مروان ، عن جويبر ، عن أبي سهل ، عن الحسن في قول الله ( إن أصحاب الجنة).. الآية قال: شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب. (9) من قوله تعالى {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} الآية 55 إلى قوله تعالى {سلام قولا من رب رحيم} الآية 58 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنهم في شغل عما فيه أهل النار. حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال: ثنا أبي ، عن شعبة ، عن أبان بن تغلب ، عن إسماعيل بن أبي خالد ( إن أصحاب الجنة)... الآية قال: في شغل عما يلقى أهل النار. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال الله - جل ثناؤه - ( إن أصحاب الجنة) وهم أهلها ( في شغل فاكهون) بنعم تأتيهم في شغل ، وذلك الشغل الذي هم فيه نعمة ، وافتضاض أبكار ، ولهو ولذة ، وشغل عما يلقى أهل النار.
تفسير &Quot;إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون &Quot;
وقال بعض الكوفيين: ذلك بمنزلة حاذرون وحذرون، وهذا القول الثاني أشبه بالكلمة. ------------------------الهوامش:(1) البيت للحطيئة، وهو من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (مصورة الجامعة ص 207 - 1) قال في تفسير قوله تعالى: (في شغل فاكهون): الفكه الذي يتفكه، تقول العرب للرجل إذا كان يتفكه بالطعام أو الفاكهة أو بأعراض الناس: إن فلانا لفكه بأعراض الناس. ومن قرأها "فاكهون": جعلها كثير الفواكه ، صاحب فاكهة؛ قال الحطيئة: "ودعوتني... " البيت، أي عنده لبن كثير، وتمر كثير. فكذلك عاسل، ولاحم، وشاحم. ا. ه. وفي (اللسان: فكه): رجل فكه: يأكل الفاكهة، وفاكه: عنده فاكهة. وكلاهما على النسب. طعام أهل الجنة : في شغل فاكهون - YouTube. أبو معاذ النحوي: الفاكه: الذي كثرت فاكهته. والفكه: الذي ينال من أعراض الناس. اه. وفي معاني القرآن للفراء (مصورة الجامعة ص 270): وقوله "فاكهون" بالألف، وتقرأ "فكهون". وهي بمنزلة "حذرون" "وحاذرون". وهي في قراءة عبد الله: "فاكهين" بالألف. وقد نقله عنه المؤلف، ورجحه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - الآية 55
وقد اختلفت القراء في قراءة قوله ( فِي شُغُلٍ) فقرأت ذلك عامة قراء المدينة وبعض البصريين على اختلاف عنه: (فِي شُغْلٍ) بضم الشين وتسكين &; 20-536 &; الغين. وقد رُوي عن أبي عمرو الضم في الشين والتسكين في الغين، والفتح في الشين والغين جميعًا في شغل. وقرأ ذلك بعض أهل المدينة والبصرة وعامة قراء أهل الكوفة ( فِي شُغُلٍ) بضم الشين والغين. والصواب في ذلك عندي قراءته بضم الشين والغين، أو بضم الشين وسكون الغين، بأي ذلك قرأه القارئ فهو مصيب، لأن ذلك هو القراءة المعروفة في قراء الأمصار مع تقارب معنييهما. وأما قراءته بفتع الشين والغين، فغير جائزة عندي، لإجماع الحجة من القراء على خلافها. واختلفوا أيضًا في قراءة قوله ( فَاكِهُونَ) فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار ( فَاكِهُونَ) بالألف. وذُكر عن أبي جعفر القارئ أنه كان يقرؤه: (فَكِهُونَ) بغير ألف. والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بالألف، لأن ذلك هو القراءة المعروفة. واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: فَرِحون. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يس - الآية 55. * ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) يقول: فرحون.
(9) من قوله تعالى {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون} الآية 55 إلى قوله تعالى {سلام قولا من رب رحيم} الآية 58 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
وقال الكسائي وأبو عبيدة: الفاكه ذو الفاكهة ، مثل شاحم ولاحم وتامر ولابن ، والفكه: المتفكه والمتنعم. و " فكهون " بغير ألف في قول قتادة: معجبون. وقال أبو زيد: يقال رجل فكه إذا كان طيب النفس ضحوكا. وقرأ طلحة بن مصرف: " فاكهين " نصبه على الحال. ان اصحاب الجنة في شغل فاكهون. هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون مبتدأ وخبره. ويجوز أن يكون " هم " توكيدا " وأزواجهم " عطف على المضمر ، و " متكئون " نعت لقوله فاكهون. وقراءة العامة: " في ظلال " بكسر الظاء والألف. وقرأ ابن مسعود وعبيد بن عمير والأعمش ويحيى وحمزة والكسائي وخلف: " في ظلل " بضم الظاء من غير ألف ، فالظلال جمع ظل ، وظلل جمع ظلة. " على الأرائك " يعني السرر في الحجال واحدها أريكة ، مثل سفينة وسفائن ، قال الشاعر: كأن احمرار الورد فوق غصونه بوقت الضحى في روضة المتضاحك خدود عذارى قد خجلن من الحيا تهادين بالريحان فوق الأرائك وفي الخبر عن أبي سعيد الخدري قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا. وقال ابن عباس: إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة ، لا يملها ولا تمله ، كلما أتاها وجدها بكرا ، وكلما رجع إليها عادت إليه شهوته ، فيجامعها بقوة سبعين رجلا ، لا يكون بينهما مني ، يأتي من غير مني منه ولا منها.
طعام أهل الجنة : في شغل فاكهون - Youtube
أصحاب: اسم إنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. الجنة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. اليوم: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو متعلق بالخبر فاكهون. في: حرف جر. شغل: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلقان بخبر إنَّ. فاكهون: خبر إنَّ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنَّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
- الشيخ: أحسنت إلى هنا.
قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ ﴾ أي فاكهة كثيرة من جميع أنواع الثمار اللذيذة، من عنب وتين ورمان، وغيرها، ولهم ما يدعون: أي يطلبون فمهما طلبوه وتمنوه أدركوه، كما قال تعالى: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [الزخرف: 71]. قوله تعالى: ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله -: في هذا كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم، وأكده بقوله: ﴿ قَوْلًا ﴾، وإذا سلم عليهم الرب الرحيم حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه، وحصلت لهم التحية، التي لا تحية أعلى منها، ولا نعيم مثلها، فما ظنك بتحية ملك الملوك الرب العظيم الرؤوف الرحيم لأهل دار كرامته الذين أحل عليهم رضوانه، فلا يسخط عليهم أبدًا، فلولا أن الله تعالى قدر أن لا يموتوا، وألا تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرور لحصل ذلك، فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم، وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم [2]. اهـ. إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. ومن فوائد الآيات الكريمات:
أولًا: إن في الجنة أزواجًا مطهرة يتلذذ الإنسان ويتمتع بهن مع الجلوس على الأرائك، والاتكاء عليها، وتقديم الفواكه من الولدان والخدم، كما قال تعالى: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [البقرة: 25] قال مجاهد: " مطهرة من الحيض، والغائط، والبول، والنخام، والبزاق، والمني، والولد ".