ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر
تقييم المادة:
مزمل عثمان أبو حفص
معلومات: ---
ملحوظة: ---
المستمعين: 12
التنزيل: 888
الرسائل: 0
المقيميّن: 0
في خزائن: 0
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
تفسير قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر...}
وبلغ من إكرام رسول صلى الله عليه وسلم لِحَفَظَةِ كتاب الله أن قدَّمهم على غيرهم في اللحد في غزوة أحد، فكان صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يدفن رجلين سأل: ( أيهم أكثر أخذًا للقرآن -أي حفظًا لكتاب الله- فإن أُشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد) رواه البخاري. ويكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لم يختص به غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: ( إن لله أهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته) رواه أحمد. ولما كانت هذه مكانة حفظ القرآن وحفظته، فقد وجدنا صغار الصحابة وشبابهم رضي الله عنهم، ك عمرو بن سلمة ، و البراء بن عازب ، و زيد بن حارثة ، وغيرهم كثير، يحرصون على تعلم القرآن وحفظه، حتى إن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان من الحفظة الأثبات، الذين اعتمد عليهم أبو بكر و عثمان في جمع القرآن الكريم. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر. وقد سار سلف هذه الأمة من التابعين ومَن بعدهم على هدي الصحابة، في حفظهم لكتاب الله، ولو رجعنا إلى تراجم أهل العلم لوجدنا أن جُلَّهم قد حفظ القرآن الكريم، ولمَّا يجاوز الخامسة عشرة من عمره. ثم لْتَعْلَمْ -القارئ الكريم- أن لحفظ القرآن الكريم آداب ينبغي مراعاتها والحفاظ عليها، ويأتي في مقدمة هذه الآداب الإخلاص لله، فإن الله لا يتقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} (البينة:5).
ولقد يسرنا القرآن للذكر
ويدخل في موضوع العمل بالقرآن التخلق بأخلاقه، فعلى حافظ كتاب الله، أن يكون منهجه القرآن في سلوكه وأخلاقه، فلا يكون متكبراً، أو مستعلياً على عباد الله، بل ليكن عليه سمت الخشوع والوقار والخضوع لله، والتذلل لإخوانه المؤمنين. ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر. ومن آكد ما ينبغي لحافظ القرآن الاهتمام به: تعاهد القرآن بالمراجعة والمدارسة، كيلا ينفلت منه ما أكرمه الله بحفظه، وقد ثبت في الحديث عنه -ﷺ- أنه قال: تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي محمد بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عُقُلِها [أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب استذكار القرآن وتعاهده (6/ 193-5033) ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الأمر بتعهد القرآن، وكراهة قول نسيت آية كذا، وجواز قول أنسيتها (1/ 545-791)]. ثم اعلم أخي -وفقك الله- أن حفظ القرآن لابد أن يُتلقى عن أهل العلم، المشهود لهم بالعلم والصلاح أولاً، ومن ثَمَّ تأتي الوسائل المساعدة على ذلك، كالمذياع والمسجلة وغيرها من وسائل التعليم المعاصرة، لتكون عوناً وسنداً لما تم تلقِّيه بداية. ومن الأمور التي تساعدك على حفظ القرآن الكريم، وتيسِّرَه عليك: تخصيص ورد يومي لتحفظه، كصفحة مثلاً، ولا نرى لك حفظ مقدار كبير بشكل يومي، كيلا تدخل السآمة على نفسك، ولتستطيع مراجعة وتثبيت ما تم لك حفظه؛ ولا تنسَ الدعاء في ذلك، ففيه عون لك -إن شاء الله- على الحفظ، واستعن بالله، ولا تعجز.
تفسير سورة القمر - تفسير قوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
من خصائص القرآن الكريم أنه كتاب يسره الله تعالى للحفظ والذكر، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر:17]. وهذا طريق من الطرق التي هيأها الله لحفظ كتابه الكريم من التبديل والتحريف والضياع، تصديقاً لقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي حفظه الله بحفظه، وسلّمه من كل تبديل أو تغيير، ليكون حجة على الناس يوم الدين. ولقد استفاضت الأحاديث النبوية المرغِّبة بحفظ القرآن، نذكر منها قوله -ﷺ-: يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنة [أخرجه الترمذي في أبواب فضائل القرآن (5/178-2915) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2/1333-8030)]. ولقد يسرنا القران للذكر صورة. ومن ذلك أيضاً قوله -ﷺ-: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها [أخرجه أحمد ط الرسالة (11/ 403-6799) وقال محققو المسند: (صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم)].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القمر - الآية 22
ولا يكن حفظك للقرآن لدنيا تصيبها، أو سمعة تقصدها، أو منصباً تبتغيه. وقد ثبت في الحديث، أن من تسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم (رجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه الله نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في النار) رواه مسلم. تفسير قوله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر...}. ثم يأتي بعد الإخلاص العمل بالقرآن والالتزام بأوامره ونواهيه، وهذا هو المقصد الأٍساس الذي نزل القرآن لأجله، فالحفظ ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لغاية، فلا تفرَّط بالعمل لأجل الحفظ، ولكن لِتَحْفَظَ لأجل العمل، ولهذا كان القرآن حجة للعاملين به، وحجة على المعرضين عنه، وقد صح في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجة لك أو عليك) رواه مسلم. ويدخل في موضوع العمل بالقرآن التخلق بأخلاقه، فعلى حافظ كتاب الله، أن يكون قرآناً يمشي بين الناس في سلوكه وأخلاقه، فلا يكون متكبراً أو مستعلياً على عباد الله، بل ليكن عليه سمت الخشوع والوقار والخضوع لله، والتذلل لإخوانه المؤمنين. ومن آكد ما ينبغي لحافظ القرآن الاهتمام به، تعاهد القرآن بالمراجعة والمدارسة، كيلا ينفلت منه ما أكرمه الله بحفظه.
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم ءايتك ويعلمهم الكتب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم نجدها تنتهي باسمين مُختلفين لله، هذه المثاني من الأسماء نجدها على التوالي: (السميع العليم)، (التواب الرحيم)، (العزيز الحكيم)، لو كان كتاب عادي سيكون من السهل مزج هذه الأسماء الستة، لكن ليس في القرءان، فكل زوج من هذه الأسماء يكون مسبوقاً فى الآية نفسها، بنغمة حفظ تذكرنا بالزوج الصحيح للأسماء. (الآية 127) تتحدث عن رفع إبراهيم وإسماعيل لقواعد الكعبة، الآية تنتهي بالاسمين (السميع العليم)، الأصوات البارزة هنا هي (س) (م) و (ع)، هذه الأحرف الثلاثة هي الأحرف البارزة فى كلمة (إسماعيل)، نُلاحظ تأخر واضح لهذه الكلمة فى الجملة مع تحسين الجودة الأدبية، وهكذا نجد إن الآية تُشبه الأتي: (عندما رفع إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت)، لكن تأخير أصوات مُحتوى كلمة (إسماعيل) إلى أواخر الآية، يُذكرنا إن اسمي الله الصحيحين هُما (السميع العليم). ولقد يسرنا القرآن للذكر. الكلمة البارزة فى (الآية 128) هي (تُب)، التي تقع قبل الكلمتين (التواب الرحيم)، وكلمة (تب) هُنا هي بمثابة نغمة حفظ اسمي الله اللذان يقعان في أخر (الآية 129) (العزيز الحكيم)، هُنا الأصوات البارزة هي (ز) و (ك) من الواضح هُنا إن نغمة الحفظ هي كلمة (يزكيهم).
وقد ورد عن النبي عليه السلام الكثير من الأحاديث التي تبين فضل قراءتها، وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن قرأَ سورةَ الكهف ليلةَ الجمعةِ، أضاءَ له منَ النور فيما بينه وبينَ البَيتِ العَتيقِ".. صحيح الجامع. "ومن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".. رواه الحاكم والبيهقي حديث حسن وقال، هو من أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف، وصححه الألباني. فضل حفظ سورة الكهف
من تلا القرآن الكريم فله الثواب العظيم من الله عز وجل فبكل حرفٍ يقرأه حسنةٍ، وذلك فمن حفظ القرآن أو بعضاً منه فله من الأجر ما لا يعلمه إلا الله، كما ولكل سورة من سوره العظيمة فضلها الخاص بها، وأن حفظ سورة الكهف تعصم صاحبها من فتنة المسيح الدجال ومن كل فتنة، وما أكثر الفتن في زماننا هذا وما أحوجنا للتمسك بقرآننا العظيم فهو حبل الله المتين، وسبيل النجاة في الدنيا والآخرة. وقد ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عصم من الدجال)، كما أن لقراءة سورة الكهف في كل جمعة من الفضل العظيم ما يذهل العقول ويسعد النفوس، فهي نور لقارئها من الجمعة للجمعة المقبلة وهكذا، فبذلك يعيش طيلة حياته في نورٍ من ربه، كما أنها حرز من الشيطان الرجيم وتبعده عن المنزل الذي تقوا فيه، والذي لاهم له ولا غاية إلا إضلال بني آدم عن الصراط المستقيم وعصيان ربه، ليشقى في الدنيا والآخرة.
كل الكهوف مظلمة إلا كهف المصحف.. فيه نور يضيء بين الجمعتين | مصراوى
فائدة: الفضل المذكور من النصوص السابقة يحصل كذلك لمن قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، قال المناوي في فيض القدير: فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي الله عنه، وقال رحمه الله: قال الحافظ ابن حجر في أماليه كذا وقع في روايات يوم الجمعة وفي روايات ليلة الجمعة، ويجمع بأن المراد: اليوم بليلته، والليلة بيومها. انتهى والله أعلم.
[2]
السورة التي ورد أن من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور مابين الجمعتين هي سورة
السورةُ التِي وردَ أنّ من قرَأها يومَ الجمعةِ أضاءَ لهُ من النورِ ما بين الجمعتيْن هي سورةُ سورة الكهف، وقد جاء ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قرَأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمُعةِ أضاء له منَ النورِ ما بين الجمُعتينِ" [3] ، والنور المذكور في الحديث الشريف هو نور معنويّ، والمعنى في أن قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة هو مانعٌ من المعاصي، كما أنّه هاديًا إلى الصواب بين الجمعتين، والله أعلم. [4]
سورة الكهف
وهي السورة الثامنة عشر من سور القرآن الكريم، وهي قبل سورة مريم، وبعد سورة الإسراء، وتقع بين الجزء الخامس عشر والجزء السادس عشر، وهي أحد السور المكيّة والتي نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مكة المكرمة، وهي السورة الثامنة والستين من حيث ترتيب نزول سور القرآن الكريم ، وقد تناولت في معانيها في مواضيع عدّة تفيد المسلمين، كما ذكر فيها قصص القرآن الكريم، ومن بينهم قصة أصحاب الكهف التي سميت السورة بهم. [5]
وهكذا نكون قد تحدثنا عن فضل يوم الجمعة، وعرفنا السورةَ التِي وردَ أنّ من قرَأها يومَ الجمعةِ أضاءَ لهُ من النورِ ما بين الجمعتيْن هي سورةُ الكهف، وعرفنا أيضًا معلومات عن سورة الكهف.