والخلاصة ـ أيها المستمعون الكرام ـ: أن المؤمن عليه: أن يسعى إلى الخير جهده *** وليس عليه أن تتم المقاصد وأن يتوكل على الله، ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة، فإذا وقع شيءٌ على خلاف ما يحب،فليتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. وليتذكر أن (من لطف الله بعباده أنه يقدر عليهم أنواع المصائب، وضروب المحن، و الابتلاء بالأمر والنهي الشاق رحمة بهم، ولطفاً، وسوقا إلى كمالهم، وكمال نعيمهم) (1). ومن ألطاف الله العظيمة أنه لم يجعل حياة الناس وسعادتهم مرتبطة ارتباطاً تاماً إلا به سبحانه وتعالى، وبقية الأشياء يمكن تعويضها، أو تعويض بعضها: من كل شيء إذا ضيعته عوضٌ *** وما من الله إن ضيعتهُ عوضُ ______________ (1) تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي: (74).
عسا ان تكرهو شيئا وهو خير لكم والحيوناتكم
ومتى صح تفويضه ورضاه، اكتنفه في المقدور العطف عليه، واللطف به، فيصير بين عطفه ولطفه، فعطفه يقيه ما يحذره، ولطفه يهون عليه ما قدره. والإنسان - كما وصفه خالقه - ظلوم جهول، فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضره وما ينفعه ميله وحبه ونفرته وبغضه، بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه، فانفع الأشياء له على الإطلاق طاعة ربه بظاهره وباطنه، وأضر الأشياء عليه على الإطلاق معصيته بظاهره وباطنه، فإذا قام بطاعته وعبوديته مخلصا له فكل ما يجري عليه مما يكرهه يكون خيرا له، وإذا تخلّى عن طاعته وعبوديته فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له. عسا ان تكرهو شيئا وهو خير لكم عن قصة. فمن صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته، عَلِم يقينا أن المكروهات التي تصيبه والمحن لتي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب، فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها. وقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك البتة، كما قال في الدعاء المشهور: «اللهم! إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي.
عسا ان تكرهو شيئا وهو خير لكم عن قصة
ينبغي لمن سمعَهُن أن يتعلمَهُنَّ » [رواه مسلم]. والمقصود قوله: « عدلٌ فيَّ قضاؤك » ، وهذا يتناول كل قضاءٍ يَقضِيه علي عبده؛ من عقوبة، أو ألم، وسبب ذلك؛ فهو الذي قضَى بالسبب وقضي بالمسبب، وهو عدلٌ في هذا القضاء، وهذا القضاءُ خيرٌ للمؤمن؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده لا يَقضِي الله للمؤمن قضاءً؛ إلاَّ كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن » قال العلامة ابن القيِّم: فسألت شيخنا [يعني شيخ الإسلام ابن تيمية]: هل يدخُلُ في ذلك قضاءُ الذنب؟ فقال: نعم بشرطه. فأجمل في لفظه (بشرطه) ما يَترتَّبُ على الذنب من الآثار المحبوبة لله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذُّلِّ والبكاءِ وغير ذلك
فمن خلال هذه الآية يتبين للمرء أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، وأن الأمر بيد الله؛ فكان لزاما على العبد أن يتعلق بربه، ولا يعتمد على نفسه الضعيفة التي لا تعلم شيئا. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم - جريدة الوطن السعودية. أيها المؤمنون: نحن في هذه الحياة نسير على قدر الله، الذي خطه لنا بعلمه الأزلي -سبحانه-، وهو -جل وعلا- لطيف بعباده؛ يقدر لهم الخير، ويصرف عنهم الشر؛ بقدر تعلقهم به وتوكلهم عليه، والدنيا مليئة بالمحن والبلايا والشرور والفساد، والمسلم مطلوب منه أن يعمل جهده في تلك الأمور حسب طاقته وكما أمر، ويعلم أن لله حكمة في تقدير الأمور، ولو كانت الأمور في ظاهرها تنبؤ بالشر والفساد؛ ففي ثنايا المحنة تخرج المنحة، وكم قصة وقعة وحادثة مرت على العبد تبين له معنى هذه الآية فيها جليا!. عباد الله: نحن نعيش هذه الأيام في صراع بين الحق والباطل، ويواجه المجتمع تحولات قوية في خُلُقِه، ويواجه العلماءُ والدعاة والمربون والأولياء هجماتٍ شرسةً على الفضيلة؛ حتى أحبط في أيدي بعضهم، وهنا تأتي هذه الآية ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء:19]. فالعبد يعمل بما أمر، ويثق بالله أنه ناصرٌ دينه معزٌ أوليائه؛ كما قال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)[المائدة:105].
[١] كم عدد الأحاديث في صحيح البخاري؟ تعدّدت الروايات التي تذكر عدد الأحاديث التي أوردها الإمام البخاري في صحيحه، بيان بعضٍ منها آتياً:
رواية البخاري: قال إنّه أورد في صحيحه ستمئة ألف حديثٍ صنّفها في ست عشرة سنةً. [٢]
ابن الصلاح وابن كثير والنووي والمناوي: قال العلّامة أبو عمرو بن الصلاح أنّ الأحاديث الواردة في صحيح البخاري قد بلغت سبعة آلافٍ ومئتين وخمسةٍ وسبعين حديثاً دون حذف المكرّر منها، وأربعة آلافٍ بعد حذف المكرّر. [٣] [٤]
ابن حجر: قال -رحمه الله- إنّ أحاديث صحيح البخاري قد بلغت ألفين وستمئةٍ واثنين دون الأحاديث المكرّرة، أمّا عددها مع المكرّر فبلغ تسعة آلافٍ واثنين وثمانين حديثاً. كم عدد الاحاديث النبويه الصحيحه. [٣]
محمد فؤاد عبد الباقي: بلغت أحاديث صحيح البخاري في النسخة التي حقّقها محمد فؤاد سبعة آلافٍ وخمسمئةٍ وثلاثٍ وستين حديثاً. [٣]
نبذةٌ عن صحيح البخاري يعدّ صحيح الإمام البخاري من أصحّ وأوثق الكتب بعد القرآن الكريم؛ لِما يتمتّع به من الخصائص والميزات التي انفرد بها ومنحته تلك المكانة وآتياً بيان بعضٍ منها: [٥]
اسمه: صحيح البخاري هو: الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسننه وأيامه.
عدد الأحاديث الصحيحة - سطور
عدد الأحاديث الصحيحة
كم تبلغ عدد الأحاديث الصحيحة في السنة النبوية كما رأى العلماء؟
اختلف العلماء في تحديد عدد معين للأحاديث الصحيحة المسندة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الإمام أحمد بن حنبل أن الأحاديث الصحيحة تبلغ ما يقارب السبعمائة ألف حديث ونيِّف ، [١] وذهب الإمام أبو داود السجستاني إلى أنّ الأحاديث النبوية الصحيحة قد بلغت أربعة آلاف وثمانمئة حديثُا ، وهي التي حواها وجمعها في كتابه السنن، [٢] ونُقل عن العالم نجم الدين القمولي، بأنّ الاحاديث النبوية الصحيحة قد بلغت أ ربعة عشر ألف حديثًا. [٣]
كم عدد أحاديث البخاري ومسلم الصحيحة؟
تبلغ عدد الأحاديث النبوية الصحيحة في كتاب صحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري سبعة آلاف ومئتان وخمسة وسبعين حديثًا نبويًا ، وبغير المكرر أربعة آلاف حديثًا ، وهذا قول ابن الصلاح، وذهب الإمام ابن حجر العسقلاني أن عدد أحاديث صحيح البخاري؛ ألفان وستمائة حديث وحديثان ، وتبلغ عدد الأحاديث الصحيحة في كتاب صحيح الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري ، بدون المكرر منها نحو أربعة آلاف حديث نبويّ، وقال محمد فؤاد عبد الباقي أن عدد أحاديث النبوية في صحيح مسلم بلا تكرار تبلغ؛ ثلاثة آلاف وثلاثة وثلاثين حديثًا.
الحديث القدسي
هو الحديث الذي يرويه النبي عليه السلام وينسبه إلى الله تعالى بصيغ مختلفة؛ كأن يُروَى بصيغة قال رسول الله عليه السلام فيما يرويه عن ربه، أو بصيغة قال الرسول عليه السلام: قال الله تعالى، وأما تسميته بالقدسيّ فهي نسبة للقداسة التي تعني التنزيه والتعظيم والتكريم، وجاءت هذه التسمية للمعاني التي حملتها هذه الأحاديث التي دارت حول الخوف والرجاء التي تزرع تعظيم الله وتكريمه وتنزيهه في القلوب وقد تناولت قليلًا الأحكام التكليفية، لكن من الجدير بالذكر أن تسمية الحديث بالقدسي لا يعني التسليم لثبوته القطعي بل يخضع للتحقيق من المتخصصين ويصنف من قبلهم.