الأدلَّة: أوَّلًا: من الكِتاب قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قرَنَ أخْذَ الزينة بذِكر المساجدِ، والزينةُ المأمورُ بها هي الثيابُ الساترةُ للعورةِ؛ لأنَّ الآيةَ نزلتْ من أجلِ الذين كانوا يَطوفونَ بالبيتِ عُراةً، وهذا ما لا خِلافَ فيه بين العلماءِ ((التمهيد)) لابن عبد البر (6/376). حكم ستر العورة في الصلاة. ثانيًا: من السُّنَّة عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: ((لا يَقبَلُ اللهُ صَلاةَ حائضٍ [1558] حائضٍ: أي: بلغت سِنَّ المحيض، وجرى عليها القلم. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/143). إلَّا بخِمارٍ)) رواه أبو داود (641)، والترمذي (377)، وابن ماجه ( 655) حسنه الترمذي (377(، وابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (1/369)، وصحَّحه ابنُ الملقِّن في ((البدر المنير)) (4/155)، وأحمد شاكر في تحقيق ((المحلى)) (3/219) والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (641)، وصحَّح إسنادَه ابنُ كثير في ((إرشاد الفقيه)) (1/107)، وابن باز في ((مجموع فتاواه)) (10/409). ثالثًا: الإجماع على إفسادِ مَن ترَكَ ثوبَه وهو قادرٌ على الاستتارِ به، وصلَّى عُريانًا [1560] قال ابنُ عبد البَرِّ: (استدلَّ مَن جعَل ستر العورة من فرائض الصلاة بالإجماعِ على إفساد مَن ترك ثوبه وهو قادرٌ على الاستتار به وصلَّى عريانًا) ((التمهيد)) (6/379)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/413).
ستر العورة للمصلي
ستر العورة مطلوب لصحة الصلاة باتِّفاق العلماء، حتى لو كان الإنسان يُصلِّي وحده لا يراه أحد، فهو حق لله سبحانه، وعوْرة الرجل هي ما بين السُّرَّة والرُّكْبة تبطل الصلاة بانكشاف أي جزء منها عند الأئمة الثلاثة، أما عند مالك فتبطُل الصلاة إذا انكشفت السوأتان وهما القُبُل والخِصيتان وحَلقة الدُّبُر، ولا تبْطُل إذا انكشف سواهما مما هو بين السُّرَّة والرُّكبة، ولا تُسَنُّ إعادة الصلاة إلا إذا انكشفت العانة أو الإليتان أو ما بينهما حول حلقة الدبر، فيعيد في الوقت، وإن كان كشف العورة حرامًا أو مكروهًا. وقد جاء في عورة المرأة قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار" رواه أحمد وأصحاب السنن. والمراد بالحائض المرأة البالغة حدَّ التكليف. وروي أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَتُصلِّي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار؟ فقال: "إذا كان الدرع سابغًا يُغطي ظهور قدميها". ستر العورة للمصلي. الخمار هو غطاء الرأس، والإزار ما يستر الجزء الأسفل من الجسم، والدرع ما يستر أعلاه، وهو للمرأة ما يغطي بدنها ورجليها. وهذه آراء الفقهاء في تحديد عورتها، مع العلم بأنه لا مانع من الأخذ بأحد هذه الآراء:
فعورة المرأة الحُرَّة في الصلاة عند الحنفية جميع بدنها، ويُستثنى من ذلك باطن الكفين فإنه ليس بعورة، بخلاف ظاهرهما، كما يُستثنى ظاهر القدمين فإنه ليس بعورة، بخلاف باطنهما فإنه عورة عكس الكفين.
وأن يكون الثوب مباحا ليس بمحرم لعينه كالحرير للرجل والمحرم لوصفه كالثوب الذي فيه إسبال والمحرم لكونه مغصوبا. وكشف العورة مما يباح للضرورة كالتداوي ومعرفة بلوغ وعيب وولادة ونحو ذلك.
النخلة، ولا تقربا هذه الشجرة. الجزء الثاني
مصطفى الهادي. لا تكاد تخلو ديانة او أمة من ذكرٍ لهذه الشجرة فهي في عقائد الشعوب
(شجرة إغدراسيل أو شجرة دافني ، او شجرة كودما ، أو شجرة الحياة ،
او شجرة معرفة الخير والشر أو شجرة النسل او شجرة الماشيان او شجرة
الطلح او شجرة ينبوع الشباب التي يحرسها الخضر. او شجرة الحكمة إتز
خاييم او شجرة أربور فيتاي... ). الخ (1)
وأما القول بأنه لولا آدم لكنّا نحن البشر الآن في الجنة وهذا القول
خطأ لأن جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم
بعد ذلك يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد. كل من
دخلها عاش في نعيم أبدي. لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم حدد مهمته
فقال: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة). فآدم مخلوق
للخلافة في الأرض ومن صلح من ذريته يدخل جنة الخلد ، ومن دخل جنة
الخلد عاش في النعيم خالدا. تفسير قوله تعالى: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» ». جعلت هذه الاضافة جزءا مستقلا تحاشيا للاطالة في الجزء الاول. وأقول: التوراة من جانبها أيضا ابهمت نوع هذه الشجرة فلم تذكر لنا
جنسها ، ولكنها اختلفت في اسباب تحريم هذه الشجرة ومنع آدم وحواء من
الأكل منها وقدمت عدة أسباب لا علاقة لبعضها ببعض توقع الإنسان في
حيرة.
قصة سيدنا آدم - موضوع
ص 76. أما عصيان آدم فلا يعتبر عصياناً لأمر مولوي وإنما كان مخالفة لنهي إرشادي، دون أن يظهر من فعله ما يبيّن التكبر على أمر الله تعالى سواء منه أو من زوجه. فإن قيل: إذا كان الأمر كما ذكرت فلمَ خاطبهما الله تعالى واصفاً إياهما بالظلم إن اقتربا من الشجرة كما ورد ذلك في قوله: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) البقرة 35. الأعراف 19. ؟ أقول: هذا نوع من ظلم النفس ولذا كان الندم الذي أبدياه مترتباً على هذا المعنى، كما هو مبيّن في قوله تعالى على لسانهما: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف 23. ولذلك ترى أن هناك فرقاً شاسعاً بين المعصيتين أو هو قياس مع الفارق. ومن خلال مجموع الآيات المتفرقة في شأن هذه الواقعة يتضح أن الجنة التي نزلا فيها لم تكن داراً للبقاء لأن الإنسان خلق لمهمة أخرى وهي النزول إلى الأرض، وهذا ما يظهر من قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) البقرة 30. إعراب أية 35 سورة البقرة - وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة. أما دخول الجنة وما لحق به من إصدار التعاليم المتضمنة للأمر والنهي، فهذه كانت بمنزلة التدريب المعد سلفاً لأجل أن يكون الإنسان قد مارس الأفعال الموكلة إليه بطريقة عملية باعتبار أن القضايا النظرية لا تمهّد له القيام بأعباء الحياة، وما سوف يواجهه من نزغات الشيطان، وكذا ما عليه النفس الأمّارة بالسوء، فهذه الممارسات الفعلية جميعها لا يُراد منها إلا التعرف على مبادئ العيش في هذه الأرض دون الإقامة في الجنة كما في صريح الآيات التي تتحدث عن هذه الواقعة.
إعراب أية 35 سورة البقرة - وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة
تفسير القرآن الكريم
تفسير قوله تعالى: «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة» »
[٩] ولم تعلم حواء بموت آدم حتى سمعت صوت بكاء الكائنات من حولها فلما خرجت وعلمت موت آدم -عليه السلام- حزنت وبكت وبقيت عند قبره أربعين يومًا من غير طعام ولا شراب، حتى مرضت وتوفاها الله بعده، فغسلتها بناتها ودفنت بجانب آدم -عليه السلام-، وقيل إنها قبضت روحها بعد وفاة آدم -عليه السلام- بسنة. [٨]
المراجع ↑ سورة البقرة، آية:30
^ أ ب ت ث أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام ، صفحة 41. بتصرّف. ↑ المحاملي، أمالي المحاملي رواية ابن يحيى البيع ، صفحة 72. بتصرّف. ^ أ ب ت الديار البكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس ، صفحة 53. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية:19 22
^ أ ب ت ث أحمد العسيري ، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر ، صفحة 12. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية:27
^ أ ب ت النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب ، صفحة 35. بتصرّف. إعراب قوله تعالى: وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الآية 19 سورة الأعراف. ↑ "العروسة الوثقى" ، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 27/9/2021. بتصرّف.
إعراب قوله تعالى: وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الآية 19 سورة الأعراف
ويتضح من الآية أن أمر الهبوط موجه لجميع الناس وما يقابلهم من إبليس وذريته، فيكون هبوط آدم وزوجه وإبليس هبوطاً بالفعل أما هبوط ذريتهما فهو هبوط بالقوة، وتبيان أمر العداوة يشمل الجميع سواء آدم وذريته أو إبليس وذريته، وهذا ما نشاهده في كل زمان ومكان من الحروب والقتال بين الناس. فإن قيل: كيف يوجّه الأمر للناس بالهبوط وهم لم يولدوا بالجنة؟ أقول: كما أشرنا فالهبوط يكون بالقوة دون الفعل باعتبار أن الجميع هم ذرية آدم، أضف إلى ذلك أن الهبوط لا يراد منه المعنى العرفي أي من الأعلى إلى الأسفل، وإنما يراد منه الانتقال من حالة إلى أخرى، كما في قوله تعالى: (قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) هود 48. وكذا قوله: (اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61. قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) البقرة 37. في هذه المرحلة يعترف آدم بالذنب ويتوسل إلى الله تعالى تائباً عن المعصية التي ارتكبها هو وزوجه، ولذا قابله الحق سبحانه بقبول توبتهما ملقناً إياهما بعض الكلمات التي أشار إليها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) الأعراف 23.
&Quot; . . وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو&Quot; | صحيفة الخليج
فإن قيل: النهي الموجه لآدم وزوجه كان يتمثل في عدم الاقتراب من الشجرة دون الأكل؟ أقول: إن النهي عن الاقتراب فيه مبالغة أشد من النهي عن الأكل نفسه، لأن النهي عن مقدمات الأشياء المحرمة تجعل الإنسان لا يقع فيها وذلك بسبب امتناعه عن الوصول إلى القرب منها فضلاً عن الدخول فيها، وهناك أمثلة كثيرة لهذا المعنى كما في قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء 32. وأنت خبير من أن النهي عن القرب من الزنا فيه مبالغة أكثر من القول بالنهي عن الزنا وذلك لأجل قطع الوسيلة التي تؤدّي إلى ارتكابه، باعتبار أن المقدمات هي التي توقع الإنسان في هذه الفاحشة، فإذا تجنب الأسباب التي تقرب بينه وبين الفعل فههنا يكون قد عصم نفسه من الوقوع فيه. وهذا المعنى يتقارب مع النهي المذكور في اجتناب الخمر المشار إليه في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) المائدة 90. ولا يخفى على من له أدنى بصيرة من أن القرب من مقدمات الخمر له الدور الأكبر في ارتكاب هذه الفاحشة، ومن تلك المقدمات الجلوس مع من يتعاطى الخمر أو العمل في هذا المجال وما يلحق بذلك من نقله أو المساعدة على تهيئة الأجواء التي يمارس فيها هذا الفعل.
الإنجيل خالف كل النصوص التي وردت في التوراة وجائنا بقول غريب نفى
فيه أن تكون الشجرة غير صالحة للاكل وانها شجرة الموت فقال في سفر
رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 7 (من له أذن فليسمع من يغلب فسأعطيه أن
يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله). مما تقدم نفهم أيضا ان الكتاب المقدس والمفسر المسيحي ايضا لم
يذكروا لنا نوع الشجرة وتركوا الأمر للتخمين ولكننا لو قرأنا قول
حواء في نص سفر التكوين: (فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها
بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر). اليس هذا الوصف يُليق بالنخلة
التي تتعرض لدمار منهجي مروّع وكأن الإنسان يطلبها ثأرا فيُعاقبها
لأنها رمت به خارج فردوسه إلى دنيا العناء والشقاء والفناء. المصادر:
1- وتوجد شجرة بالقرب من القرنة في البصرة حيث يعتقد أهل المنطقة
أنها شجرة آدم وهي ليست رؤية اسلامية فقط ، بل يرتاد هذا المكان
الكثير من اليهود والنصارى الأجانب ويبدو أنه يشكل أحد الأماكن
المقدسة لديهم. وكما يقول المستشرقون أن الأهوار هي بقايا من حضارة
سومر، وجنة عدن. 2- اعترف المفسر المسيحي بخطأ هذا النص فقال: (ولا نجد في أورشليم
السماوية غير شجرة حياة ولا نسمع أنه في السماء توجد شجرة معرفة خير
وشر فلا يوجد هناك شر بل حياة أبدية فالمعرفة في حد ذاتها هي نعمة
وبركة ولكنها إن اتجهت إلي خبرة الشر تصير علة للهلاك.