قَالَ سعْدٌ: فَمَا اسْتَطعْتُ يا رسول اللَّه ما صنَعَ، قَالَ أنسٌ: فَوجدْنَا بِهِ بِضْعاً وثمانِينَ ضَرْبةً بِالسَّيفِ، أوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رمْيةً بِسهْمٍ، ووجدْناهُ قَد قُتِلَ وَمثَّلَ بِهِ المُشرِكُونَ فَما عرفَهُ أَحدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبنَانِهِ. قَالَ أنسٌ: كُنَّا نَرى أوْ نَظُنُّ أنَّ هَذِهِ الآيَة نزلَتْ فيهِ وَفِي أشْباهِهِ: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب:23] إِلَى آخِرها. متفقٌ عَلَيهِ. خيركم من طال عمره وحسن عمله | الشيخ إبراهيم الزبيدي - YouTube. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بالمجاهدة، وتقدم أن المشروع للمؤمن المجاهدة للنفس والعناية بما أمر الله والحذر مما حرم الله والصبر وعدم التساهل فهذه دار العمل ودار المجاهدة ولهذا قال : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ أي: لنختبرنكم في السراء والضراء حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31] وقال تعالى: وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ [العنكبوت:6]، فهذه الدار دار المجاهدة والعمل والجد والنشاط حتى تلقى ربك.
خيركم من طال عمره وحسن عمله | الشيخ إبراهيم الزبيدي - Youtube
وإليك بعض ما قاله العلماء والحكماء في شأنٍ حفظ الوقت:
قال الحسن البصري -رحمه الله-: "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم". خيركم من طال عمره وحسن عمله : أحمد رجب عبده - YouTube. وقال ابن الجوزي بعدما ذكر أصنافًا من الناس يضيعون أوقاتهم بما لا ينفع، قال: "فعلمت أن الله تعالى لم يطُلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك". فتدبر -أيها المسلم- ما قاله بعضهم: "عمر الإنسان وهو مدة حياته في الدنيا هو رأس ماله، وربحه فيه بقدر ما يقضيه منه في العمل الصالح، وخسرانه فيه بقدر ما يضيعه منه؛ فإن أضاعه في اللهو واللعب خسر عمره، وفاتته الأرباح، وإن أضاعه في المعاصي خسر عمره، بل خسر نفسه ". فاغتنم -أيها العاقل- صحتك قبل مرضك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك؛ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ). الفوائد:
1- ا لبقاء على عهد الله -عز وجل-، والثبات على الإيمان، والوفاء بالعقود التي تكون مع الله -جل جلاله- أمر لا يستطيعه كثير من الناس، أو لا يفعله كثير من الناس، وإنما يحتاج إلى صبر وثبات عظيم من أجل أن يبقى الإنسان على ذلك الأمر.
خيركم من طال عمره وحسن عمله : أحمد رجب عبده - Youtube
الأسئلة:
س: الصحيح في السجود هل كثرة الركعات أو طول السجود؟
ج: ظاهر الحديث يقتضي كثرة الركعات، وبعض أهل العلم فضل طول القيام؛ ولأنه في بعض الليالي طول في صلاته ﷺ، لكن الأفضل أن تكون معتدلة صلاة معتدلة ركوعها وسجودها وقيامها متقارب حتى لا يشق على نفسه وحتى يكثر من الركعات. س: إذا التقى المسلمون كفارًا في الجهاد في الصف وعلم المسلمون أن الكفار أكثر منهم عدة وعتاد فرجعوا هل هذا يعتبر فرارًا؟
ج: إذا كانوا أكثر من الضعفين فلا بأس، أما إن كانوا مثلهم مرتين أو أقل فليس لهم الرجوع عليهم الصبر الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال:66] فإذا كانوا ضعفهم فالواجب المصابرة، وإن كانوا أكثر من الضعف يعني ثلاثة فأكثر جاز لهم التحيز والتأخر. س: بعض العوام إذا شاهد بعضهم بعضًا قال له: أطال الله عمرك أو الله يطول عمرك ورد عليه الآخر قال: لا تقول هذا الدعاء إنما هذا للشيطان؟
ج: إذا قال في طاعة الله ما يخالف يزيد فيه: في طاعة الله ولا بأس.
43 من حديث: (عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدةً إلاَّ رفعك الله بها درجة..)
عَنْ أبي صَفوان عبدِ الله بن بُسْرٍ الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهِ عليه وسلَّم: «خيرُ الناسِ مَنْ طالَ عمرُه وحَسُنَ عمَلُه»، رواه الترمذيُّ، وقال: حديثٌ حسَنٌ. « بُسْرٍ» بضم الباء، وبالسين المهملة. قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -:
أما حديث عبد الله بن بسر، قول النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من طال عمرُه وحسن عملُه»؛ لأن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله زاد قربًا إلى الله وزاد رفعة في الآخرة؛ لأن كل عمل يعمله فيما زاد فيه عمره فهو يقربه إلى ربه - عزَّ وجلَّ - فخير الناس من وفق لهذين الأمرين.
13/107-الحديث الثالث عشر: عن أبي عبداللَّه ويُقَالُ: أبُو عبْدِالرَّحمنِ ثَوْبانَ موْلى رسولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: عليكَ بِكَثْرةِ السُّجُودِ، فإِنَّك لَنْ تَسْجُد للَّهِ سجْدةً إلاَّ رفَعكَ اللَّهُ بِهَا دَرجَةً، وحطَّ عنْكَ بِهَا خَطِيئَةً رواه مسلم. 14/108- الرابع عشر: عن أَبي صَفْوانَ عبدِاللَّه بنِ بُسْرٍ الأسلَمِيِّ، ، قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه رواه الترمذي، وَقالَ حديثٌ حسنٌ. 15/109- الخامس عشر: عن أنسٍ ، قَالَ: غَاب عمِّي أَنَسُ بنُ النَّضْرِ ، عن قِتالِ بدرٍ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّه غِبْت عَنْ أوَّلِ قِتالٍ قَاتلْتَ المُشرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أشْهَدَنِي قتالَ المُشركِينَ لَيُرِيَنَّ اللَّهُ مَا أصنعُ، فَلَمَّا كانَ يومُ أُحدٍ انْكشَفَ المُسْلِمُون فَقَالَ: اللَّهُمَّ أعْتَذِرُ إليْكَ مِمَّا صنَع هَؤُلاءِ يَعْني أصْحَابَه وأبرأُ إلَيْكَ مِمَّا صنعَ هَؤُلاَءِ يَعني المُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَاسْتَقْبَلَهُ سعْدُ بْنُ مُعاذٍ، فَقالَ: يَا سعْدُ بْنَ معُاذٍ الْجنَّةُ ورَبِّ الكعْبةِ، إِنِى أجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ.
عن عبد الله بن بُسْرٍ الأسلمي -رضي الله عنه- مرفوعاً: «خير الناس من طَال عُمُرُه، وحَسُنَ عَمَلُهُ». [ صحيح. ] - [رواه الترمذي وأحمد والدارمي. ] الشرح
معنى هذا الحديث: أن الإنسان كلما طال عمره في طاعة الله ازداد قربا من الله؛ لأن كل عمل يعمله فيما زاد فيه عمره، فإنه يقربه إلى ربه -عز وجل - فخير الناس من وفق لهذين الأمرين: طول العمر وحسن العمل. فطول العمر ليس خيرًا للإنسان إلا إذا حسن عمله في طاعة الله؛ لأنه أحيانًا يكون طول العمر شرًا للإنسان وضررًا عليه، كما في الحديث الآخر، أي الناس خير، قال: « من طال عمره، وحسن عمله »، قال: فأي الناس شر؟ قال: « من طال عمره وساء عمله »، رواه أبو داود والترمذي. وقال الله -تبارك وتعالى-: (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين)، فهؤلاء الكفار يملى الله لهم، أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات، لا لخير لهم ولكنه شر لهم، والعياذ بالله لأنهم سوف يزدادون بذلك إثمًا. قال الطيبي -رحمه الله -: إن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر، فينبغي أن يتجر فيما يربح فيه، وكلما كان رأس المال كثيرا كان الربح أكثر، فمن مضى لطيبه فاز وأفلح، ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسرانا مبينا".